تاريخ النشر: 2013-06-08 09:33:59

اردوغان للمحتجين: كفوا عن هذا فورا

اردوغان للمحتجين: كفوا عن هذا فورا

شبكة وتر - اسطنبول - عاد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان اليوم الجمعة الى بلاده من رحلة الى شمال افريقيا بعد أيام من الاضطرابات المناهضة لحكومته وقال أمام حشود من أنصاره يحملون الاعلام في مطار اسطنبول "هذه الاحتجاجات يجب ان تتوقف فورا".

وقال لآلاف من أنصاره انتظروه طوال ساعات في مطار اسطنبول في اول احتشاد مؤيد له منذ بدء المظاهرات المناهضة لحكومته قبل اسبوع: "لا يستطيع أحد وقف صعود تركيا سوى الله وحده".

وفي ميدان تقسيم باسطنبول مركز الاحتجاجات الذي يعتصم به الآن الآلاف على مدار الساعة ردد بعض المحتجين "طيب استقل" وهم يتابعون البث الحي لكلمته. وفي متنزه كوجلو في انقرة ردد الآلاف شعارات مناهضة للحكومة، بينما كان محتجون يرقصون ويغنون النشيد الوطني.

وعبرت حكومات غربية منها الولايات المتحدة، التي ترى تركيا عضوا هاما في حلف شمال الاطلسي في منطقة الشرق الاوسط لها حدود مع كل من ايران والعراق وسوريا، عن قلقها من اساليب العنف التي استخدمتها الشرطة. وكانت واشنطن قد رأت في تركيا تحت قيادة اردوغان نموذجا للديمقراطية الاسلامية يمكن ان يطبق في دول اخرى في المنطقة مثل مصر.

وتحدث أردوغان الى انصاره لدى عودته الى مطار اسطنبول في وقت مبكر اليوم الجمعة من حافلة ذات سطح مفتوح، وقد وقفت الى جواره زوجته وأقر بأن "الشرطة التركية ربما تكون استخدمت القوة المفرطة لفض مظاهرة صغيرة يوم الجمعة احتجاجا على مشروع انشائي، وهو ما فجر احتجاجات عمت أنحاء البلاد ضد حكم اردوغان المستمر منذ عشر سنوات.

وقال اردوغان في كلمته: "لا يحق لأحد ان يهاجمنا من خلال هذا. ليحفظ الله أخوتنا ووحدتنا. لا شأن لنا بالعراك والتخريب، سر نجاحنا ليس التوتر والاستقطاب".

"الشرطة تقوم بواجبها، هذه الاحتجاجات التي تحولت الى تخريب وخروج كامل على القانون يجب ان تتوقف فورا".

ولم يشر اردوغان في خطابه الى اي خطط لازالة خيام المحتجين التي ظهرت في ميدان تقسيم باسطنبول ومتنزه في العاصمة التركية انقرة. لكن الاحتجاجات أصبحت تحديا كبيرا لزعيم فاز في ثلاث انتخابات متعاقبة.

ونفذ اردوغان الكثير من الاصلاحات الديمقراطية، وحد من نفوذ الجيش الذي أطاح باربع حكومات في أربعة عقود، وبدأ محادثات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، وكبح انتهاكات الشرطة لحقوق الانسان ودخل في محادثات سلام مع المتمردين الأكراد لانهاء ثلاثة عقود من القتال الذي حصد أرواح 40 ألف شخص.

وتضاعف نصيب الفرد من الدخل القومي ثلاثة أمثال من حيث القيمة الاسمية وازدهرت التجارة في الداخل ومع الخارج.

لكن في السنوات القليلة الماضية، يقول منتقدون إن "أسلوبه أصبح استبداديا". وتتعرض وسائل الاعلام لضغوط وأثار القبض على شخصيات عسكرية ومدنية في مؤامرات انقلاب مزعومة وخطوات أخرى مثل القيود على بيع الخمور، قلق الطبقة المتوسطة العلمانية التي تخشى من أي اقحام للدين في حياتها اليومية.

وأسس اردوغان حزب العدالة والتنمية العام 2001 وهزم الأحزاب العلمانية التقليدية في انتخابات أجريت بعدها بعام واحد. وتستشعر مصادر قريبة من الحزب حصارا داخل القيادة، حيث تحرص قوى تتمتع بالنفوذ، وان كانت مختلفة على التخلص من اردوغان كشخص بغض النظر عن السياسات أو التفويض.

وأوضح أردوغان أنه "ليس لديه نيه للاستقالة"، مشيرا إلى "فوزه بخمسين في المئة من الأصوات في الانتخابات الأخيرة".

والكلمة التي يرددها أنصار اردوغان على "تويتر" أو في الملصقات هي: "لن نضحي به". وفي أحد الملصقات يظهر اردوغان بجوار رئيس الوزراء الأسبق عدنان مندريس الذي أعدم في انقلاب للجيش العام 1960 وتورغوت أوزال وهو رئيس أسبق تدور شبهات حول وفاته مسموما.

ويصور اردوغان نفسه على انه "أوزال ومندريس".

ويرى يالجين أكدوغان كبير مستشاري اردوغان ان "هناك اتفاقا بين قوي داخلية وخارجية تريد اذلال اردوغان".

وكتب في صحيفة "ذا ستار": "في هذا التحالف هناك من يريدون أن يلقنوه درسا ومن يريدون تدميره".

وأخذ انصار اردوغان الذي يتمتع بتأييد قوي في الاوساط المحافظة في تركيا يرددون "طيب" و"لا تختبروا صبرنا" ويلوحون بعلم تركيا وراية "حزب العدالة والتنمية" الحاكم.

وقال اردوغان وسط هتافات انصاره: "البعض يقول ان رئيس الوزراء هو رئيس وزراء 50 في المئة فقط. وقلنا دوما اننا خدم لستة وسبعين مليونا".

ومن المقرر أن يلتقي اليوم مع مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي.

وليس لاردوغان منافسون واضحون داخل حزب العدالة والتنمية أو خارجه، حيث أن المعارضة سواء في البرلمان أو في الشارع متشرذمة. لكن داخل حزبه هناك من يدلي بتصريحات عامة أكثر اتزانا من تلك التي قالها اردوغان وأدان فيها المحتجين ووصفهم بانهم لصوص أو يرتبطون بجماعات ارهابية.

وتصاعدت احتجاجات بدأها نشطاء يعارضون خطة لتطوير ميدان تقسيم. ومن بين المحتجين الآن قوميون واشتراكيون وطلبة واعضاء نقابات عمالية ويساريون متشددون ومهنيون ينتمون للطبقة المتوسطة، ربما استفاد كثير منهم من الطفرة الاقتصادية، لكنهم لا يزالون متشككين في اردوغان.

وقال أوزليم اركون (27 عاما) الذي يوزع الكعك في مقهى أقيم في ميدان تقسيم: "لن نتنظر منه أن يرحب بنا، لكن صبرنا بدأ ينفد. الناس غاضبون من كلمته".

ونشرت سبع صحف عنوانا متطابقا، ربما في اشارة إلى سيطرة اردوغان على وسائل الاعلام هو: "نضحي بأنفسنا من أجل المطالب الديمقراطية" وهو تعليق أدلى به رئيس الوزراء التركي خلال لقائه مع صحافيين في تونس. وجاء عنوان صحيفة سول اليسارية "السلطان الأصم".