شبكة وتر - القدس - صرح وزير ليكودي، بأن نتنياهو، مستعد للانسحاب من 90 بالمئة من أراضي الضفة الغربية، بما فيها إخلاء العديد من المستوطنات، في اطار اتفاق مع الفلسطينيين، "يلبي المطالب الأمنية الإسرائيلية".
وقال الوزير الذي لم يرغب بالإفصاح عن اسمه، لصحيفة "هآرتس": إن نتنياهو يدرك جيدا، بأنه في حال استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين، تحت اشراف وزير الخارجية الأميركي جون كيري، فإنه عليه الانخراط في مفاوضات جدية، حول حدود الدولة الفلسطينية.
وأضاف: "نتنياهو يدرك أنه للتوصل لاتفاق سلام، عليه الإنسحاب من اكثر من 90 بالمئة من أراضي الضفة الغربية، وإخلاء مستوطنات"، وبأن هذه واحدة من القضايا التي سيجري بحثها.
واستطرد الوزير للصحيفة، بأن قضية الترتيبات الأمنية تشكل مصدر الإهتمام الرئيسي لنتنياهو، وستكون المطلب الرئيسي له في المفاوضات، وفي حال تلبية مطالبه الأمنية، فانه سيكون على استعداد لتقديم تنازلات مهمة على صعيد الأراضي.
واشار الى ان رئيس الوزراء الاسرائيلي، يريد أن تكون الدولة الفلسطينية المستقبلية منزوعة السلاح، وأن يحافظ الجيش الإسرائيلي، على تواجد طويل الأجل، في غور الأردن، حتى وإن تنازلت اسرائيل عن السيادة عليها.
وأبلغ مصدر آخر مقرب من المفاوضات الصحيفة، بأن نتنياهو لا يمتلك أي خريطة لحدود الدولة الفلسطينية المستقبلية، لكن جل اعتباراته حول هذه المسألة، نابعة من قضايا عملية وليست ايديولوجية، وأن مبدأيه الرئيسيين، يتلخصان بالمحافظة على الكتل الإستيطانية، كجزء من اسرائيل، إضافة الى التواجد العسكري في غور الأردن، بدون السيادة الإسرائيلية هناك.
وقال الوزير الليكودي: إن نتنياهو يرغب بشدة في استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين، لكنه غير مقتنع بأن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس يتمتع بنفس الجدية. وأضاف: "هو -نتنياهو- متيقن من عدم وجود شريك" وانه يعتقد بأن المفاوضات ستستمر لسنة على الأقل، وأنه معني بمفاوضات جدية، وليس تلك التي قد تتعثر بعد عدة اسابيع.
وقال:"في البداية فإن الجميع سيتبنى مواقف متطرفة ومتشددة، لكن نتنياهو يعتقد بأن تلك المواقف ستبدأ بالانسجام، عندما يبدأ الطرفان برؤية الرزمة كاملة.
وبرأي الوزير الاسرائيلي، فانه وبخلاف المظاهر المتناقضة، فان نتنياهو سيتمكن من تجنيد الدعم السياسي الواسع لمثل هذه الصفقة مع الفلسطينيين حتى داخل الليكود. وقال: "إذا قاد ذلك سيتبعه، حتى اولئك الذين يقدمون انفسهم كجناح يميني".
وأضاف بأن نتنياهو لن يواجه أي مشاكل سياسية، من حيث المحافظة على حكومته، حيث بمقدوره تشكيل حكومة مع حزب العمل أو الحصول على دعمه من الخارج. وقال: "نتنياهو يدرك الوضع وبالامكان سماع ذلك في ما يقوله وفي كيفية قوله، وهو يؤمن بأن الإتفاق على حل الدولتين لشعبين سيكون في صالح اسرائيل".
وذكرت صحيفة هآرتس ان تصريحات الوزير الليكودي هذه تعكس التصريحات التي صدرت الأسبوع الماضي، عن الشريكين الرئيسيين في حكومة نتنياهو: وزير الإقتصاد نفتالي بينيت من "البيت اليهودي" ووزير المالية يائير لبيد، من "هناك مستقبل،" حيث صرحا في مقابلتين منفصلتين مع صحيفة الواشنطن بوست بأن نتنياهو جاد في التقدم بعملية السلام.
كما أن معظم قادة المستوطنين يشاطرونه هذا الرأي، فعندما زار نتنياهو مستوطنة "بركان" الإثنين الماضي، بدا رئيس مجلس المستوطنات الإقليمي في الضفة غرشون ميسيكا في حال شبيه بعشية فك الارتباط مع غزة عام 2005، وحينها حث ميسيكا نتنياهو على عدم الخضوع للضغوط الداخلية أو الخارجية، حيث ان السلام لا يعني القاء الأطفال خارج منازلهم.
وطبقا للصحيفة، فإن العديد من أقطاب اليمين، يعتقدون بأن نتنياهو سيدير الظهر لهم، وحتى لحزبه من أجل التقدم باتجاه صفقة تاريخية مع الفلسطينيين. وكان تكرار نتنياهو لتصريحاته حول الخشية من أن تتحول إسرائيل الى دولة ثنائية القومية، قد عمقت من معتقداته.
وصرح احد مسؤولي مجلس "يشع" للمستوطنات لصحيفة "هآرتس" وقال: "بالنسبة لي فهذا يضيء خطا أحمرا، لأنه مصطلح يساري".
ويشار الى أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، سيصل المنطقة اليوم الخميس، في جولته الخامسة، ضمن جهوده لاستئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية. وسيلتقي مع نتنياهو الليلة في القدس، ومع الرئيس محمود عباس، غدا في العاصمة الأردنية، ويوم السبت المقبل سيعود الى القدس للالتقاء ثانية بنتنياهو.