شبكة وتر - يصادف اليوم السبت، الثاني من شهر تشرين الثاني، الذكرى الـ 96 لوعد "بلفور" المشؤوم الذي وعد فيه وزير الخارجية البريطاني انذاك آرثر جيمس بلفور في مثل هذا اليوم من عام 1917 اليهود بإنشاء وطن قوميّ لهم في فلسطين.
وفيما يلي نص الوعد:
نص وعد بلفور"وزارة الخارجية
2 تشرين الثاني/ نوفمبر(1917م)
عزيزي اللورد روتشيلد:
يسرني جداً أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة جلالة الملك التصريح التالي الذي ينطوي على العطف على أماني اليهود الصهيونية وقد عرض على الوزارة وأقرته.
إن حكومة جلالة الملك تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية على أن يفهم جلياً أنه لن يؤتي بعمل من شأنه الإخلال بالحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة في فلسطين ولا بالحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلاد الأخرى.
وسأكون شاكراً لو تكرمتم بإحاطة الاتحاد الصهيوني علماً بهذا التصريح.
المخلص
آرثر جميس بلفور"
وحينها، عرضت الحكومة البريطانية نص الوعد على الرئيس الاميركي ولسون، فوافق على محتواه قبل نشره، ووافقت عليه فرنسا وإيطاليا رسميا سنة 1918م، ثم تبعهما ولسون رسمياً وعلنياً سنة 1919م، وكذلك اليابان، وفي25 نيسان سنة 1920م وافق المجلس الأعلى لقوات الحلفاء في مؤتمر سان ريمو على أن يعهد إلى بريطانيا بالانتداب على فلسطين، وأن يوضع وعد بلفور موضع التنفيذ حسب ما ورد في المادة الثانية من صك الانتداب، وفي 24 تموز عام 1922م وافق مجلس عصبة الأمم المتحدة على مشروع الانتداب الذي دخل حيز التنفيذ في 29 أيلول 1923م.
أما ردود الفعل العربية تجاه الوعد المشؤوم فكانت بين الدهشة، والاستنكار، والغضب، وبهدف امتصاص حالة السخط التي قابل العرب بها الوعد، أرسلت بريطانيا رسالة إلى الشريف حسين، بواسطة الكولونيل باست تؤكد فيها الحكومة البريطانية أنها لن تسمح بالاستيطان اليهودي في فلسطين إلا بقدر ما يتفق مع مصلحة السكان العرب، من الناحيتين الاقتصادية والسياسية، غير أنها في الوقت نفسه أصدرت أوامرها إلى الإدارة العسكرية البريطانية الحاكمة في فلسطين، بأن تطيع أوامر اللجنة اليهودية التي وصلت إلى فلسطين في ذلك الوقت برئاسة حاييم وايزمن خليفة هرتزل، وكذلك عملت على تحويل قوافل المهاجرين اليهود القادمين من روسيا وأوروبا الشرقية إلى فلسطين، ووفرت الحماية والمساعدة اللازمة لهم.
أما الشعب الفلسطيني فلم يستسلم للوعود والقرارات البريطانية والوقائع العملية التي بدأت تفرض على الأرض فقد خاض ثورات متلاحقة، كانت أولاها ثورة البراق عام 1929م، ثم تلتها ثورة 1936م.
لكن الصهيونية العالمية اتخذت من هذا الوعد مستنداً قانونياً لتدعم به مطالبها المتمثلة في إقامة الدولة اليهودية في فلسطين، وتحقيقاً لحلم اليهود بالحصول على تعهد من إحدى الدول الكبرى بإقامة وطن قومي لهم، يجمع شتاتهم بما ينسجم وتوجهات الحركة الصهيونية بعد انتقالها من مرحلة التنظير لأفكارها إلى حيز التنفيذ في أعقاب المؤتمر الصهيوني الأول الذي عقد في مدينة بازل بسويسرا عام 1897م.
وتبدو الإشارة إلى وعد بلفور في نص "وثيقة الاستقلال" المعلنة مع قيام دولة إسرائيل، دليلا واضحا على أهمية هذا الوعد بالنسبة لليهود، حيث جاء في هذه الوثيقة: « الانبعاث القومي في بلد اعترف به وعد بلفور...».
لم يكن في فلسطين من اليهود عند صدور الوعد سوى خمسين ألفاً من أصل عدد اليهود في العالم حينذاك، الذي كان يقدر بحوالي 12 مليوناً، في حين كان عدد سكان فلسطين من العرب في ذلك الوقت يناهز 650 ألفاً من المواطنين.