شبكة وتر- افتتح وزير الثقافة د. إيهاب بسيسو، في بيت لحم امس الجمعة، معرضا للأيقونات حمل عنوان "الأيقونات .. ولادة جديدة من التراث الفلسطيني"، والذي يعيد الاعتبار لهذا الفن ذي البعدين الثقافي والروحاني، والمرتبط بتاريخ فلسطين بامتياز، حيث خرجت الأيقونة الأولى قبل قرون من فلسطين.
وقال بسيسو في كلمة له، خلال افتتاح المعرض : "هذا المعرض، وهذا المركز يشكل إضافة ثقافية يجب إلقاء الضوء عليها، خصوصاً أن ما ينتج هذه الإبداعات هم أبناء وبنات فلسطين، وبالتحديد بيت لحم".
واضاف "من المهم الإشارة، إلى أنه، وعلاوة على البعد الروحي لفن وصناعة الأيقونات، ثمة بعد ثقافي له علاقة بهوية فلسطين، وهوية بيت لحم وتاريخها العريق، لكون صناعة الأيقونات صناعة فلسطينية عريقة بامتياز".
واكد وزير الثقافة "ضرورة الاهتمام بمركز بيت لحم للأيقونات، ودعمه على مختلف المستويات .. نحن في وزارة الثقافة، وبوجودنا في المركز لافتتاح معرض الأيقونات، إنما يمثل رسالة دعم لهذا المركز"، مشدداً على أهمية "توطين هذه الصناعة" التي نشأت وانطلقت من فلسطين، وإعادة الاعتبار لها، ليس فقط على المستوى الروحي، بل أيضاً على المستوى الثقافي، وعلى مستوى الإنتاج.
واشار بسيسو إلى أن مركز بيت لحم للأيقونات ببعده الثقافية، وما يقدمه، يشكل إضافة إلى استعدادات دولة فلسطين، ووزارة الثقافة، لتنظيم احتفالية "بيت لحم عاصمة للثقافة العربية 2020"، هذا المشروع الذي تنظمه الوزارة بالشراكة مع العديد من المؤسسات المحلية والعربية والدولية، وعلى مختلف المستويات، ليخرج بما يليق ببيت لحم وبفلسطين في العام الذي يصادف مئوية الكاتب والروائي والفنان الفلسطيني التلحمي جبرا إبراهيم جبرا، لتكون رسالة بيت لحم، مدينة السلام، ومدينة السيد المسيح، ومدينة الفلسطينيين إلى عمقنا العربي والعالم.
وأكد بسيسو: إننا، ورغم كل سياسات الاحتلال التي تستهدف الفلسطيني على أرضه، إلا أن فلسطين جديرة بالحياة، وجديرة بالمستقبل، بإرادة أبنائها وبناتها، وإرادة العمل في مختلف المجالات، وبينها الثقافة التي كانت ولا تزال وستبقى شكلاً مهماً وأساسياً من أشكال المقاومة.
وكان نيقولا جحا، مدير مركز بيت لحم للأيقونات، شدد على أهمية الأيقونات كفعل حضاري وثقافي وتاريخي تناقلها عبر الزمن، لافتاً إلى أن أول أيقونة اكتشفت كانت في "دير القديسة كاترينا " بفلسطين، ومن ثم انتشرت في عدة دول أبرزها اليونان وروسيا، في حين بدأت يتراجع هذا الفن المرتبط بالموروث الثقافي الفلسطيني.
وقال جحا: ما نسعى إليه في مركز بيت لحم للأيقونات، إعادة الاعتبار لهذا الفن في فلسطين عامة، وفي بيت لحم على وجه الخصوص، كونه يعكس موروثاً ثقافياً وروحياً لطالما ارتبط بفلسطين، مشيرا إلى أن الأيقونة بالنسبة للمسيحيين لها معان روحية كبيرة حتى إنها توصف بـ"الإنجيل الملوّن"، و"الباب المفتوح على الأبدية"، فمن خلال الأيقونة نلتقي بالمقدسات من شخوص ورموز.
ولفت جحا إلى أن الأيقونة تصنع من مواد طبيعية فلسطينية، وأن تكون مصنوعة من حجارة وتراب وبيض بيت لحم، مهد السيد المسيح، فإنها تعني الكثير لأي مسيحي في العالم، وهذا من شأنه علاوة على قيمة الأيقونة ثقافيا وروحانياً، أن تساهم في تنشيط السياحة الدينية في المدينة.
وختم قائلا : نحن في مركز بيت لحم للأيقونات، نصنعها بذات الطريقة التي كانت تصنع فيه بيد القديسين الأوائل في فلسطين، ومن ثم في العالم، مشيراً إلى الدور الكبير الذي لعبه ايان نويلز مؤسس المركز، والمدرب الأساسي على صناعة الأيقونات فيه.
بدوره، استعرض المطران يوسف زعيري، مطران الروم الكاثوليك في فلسطين، حكاية إيان نويلز التي بدأت منذ العام 2010 في فلسطين، حيث بدأ بتعليم الأيقونات في أكثر من مكان، قبل أن يؤسس مركز بيت لحم للأيقونات العام 2014، مشيداً بدور استعادة هذا الفن الروحاني المهم لدى شباب فلسطين، ومؤكداً أن الأيقونة مقدسة لجميع الطوائف المسيحية.
واشتمل معرض "الأيقونات .. ولادة جديدة من التراث الفلسطيني"، على أيقونات دمجت ما بين البعدين الديني والتراثي الثقافي، حيث تظهر مريم العذراء بثوب من يافا، وهو ما يعكس رؤية المركز في اعادة الاعتبار للأيقونة بوصفها رمزاً روحانياً، وايضاً حضارياً وثقافياً.