مبادرة إبداعية مشتركة لإحياء ذاكرة الوطن في الشتات
شبكة وتر-بيت لحم – حسن عبد الجواد - كشفت مبادرة ملتقى الدهيشة الأول، في العاصمة الأردنية "عمان" أو ما اصطلح على تسميته ذاكرة مخيم، أو ذاكرة الشتات، التي أطلقتها مؤسسة إبداع، في مخيم الدهيشة، في إطار مشاركتها على مدى ثلاث أيام، في فعاليات مهرجان الفحيص السنوي، عن أهمية وضرورة هذه المبادرة وقدرتها على إعادة إحياء الموروث الثقافي بأبعاده الاجتماعية والثقافية الوطنية والقومية بين فلسطينيين يعيشون في الوطن تحت وطأة الاحتلال، وفلسطينيين في الشتات يعملون بكل جهدهم للحفاظ على ذاكرة اللجوء حية ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا.
وشكلت مشاركة فرقة إبداع للفن الشعبي، بجملة العروض الفنية والتراثية التعبيرية التي قدمتها على مسرح مهرجان الفحيص أمام ألاف الحضور من مختلف أرجاء الأردن الشقيق، مدخلا ثقافيا يمكن التأسيس عليه، جمع بين الموروث التراثي والثقافي للشعبين الفلسطيني والأردني، كما جمع اللقاء الحميمي لمبادرة ملتقى الدهيشة الأول في العاصمة عمان بين أبناء عشرات القرى المهجرة في المخيم وامتداداتها الفلسطينية في الأردن.
وقال خالد الصيفي المدير التنفيذي لمؤسسة إبداع، أن فكرة ملتقى الدهيشة الأول ذات مضمون اجتماعي وثقافي وأخلاقي وطني تستهدف إحياء ذاكرة اللجوء في الشتات وحمايتها من الضياع والاضمحلال، لافتا أن هذه المبادرة يمكن التأسيس والبناء عليها وتعزيزها بمزيد من الفعاليات والعلاقات مستقبلا.
ولفت إلى أن الملتقى جاء نتيجة لتحضيرات استمرت شهورا، حيث تم تشكيل لجنة متابعة في مخيم الدهيشة لإنجاح هذه المبادرة خلال اجتماع موسع عقد في قاعة مؤسسة إبداع، ونوقشت فيه أهمية فكرة الملتقى مع أبناء المخيم في الأردن، كما شكلت لجنة أخرى موازية في عمان تشرف على تنظيم هذا الحراك وبرنامج اللقاء، في عمان.
واعتبر رئيس الهيئة الإدارية لمؤسسة إبداع، أن الملتقى الذي ضم ما يزيد عن 300 من فعاليات مؤسسات ونشطاء ورجال أعمال وصحفيين وكتاب ومهنيين وأكاديميين ومثقفين وناشطات في القطاع النسوي وأهالي المخيم من فلسطين والأردن، كان ثمرة جهود مشتركة لأعضاء اللجنتين اللتان ساهمتا في صياغة رؤية موحدة لملتقى الدهيشة الأول.
وكانت قاعة مطعم "زهر اللوز" التي يمتلكها رجل الأعمال عزمي عودة، وهو احد أبناء مخيم الدهيشة في الأردن، احتضنت اللقاء الأول الذي شارك فيه مئات من أبناء المخيم من فلسطين والأردن، وسط أجواء من المشاعر الصادقة والعواطف الجياشة والحديث عن الذكريات، امتدت على لما يزيد عن ثلاث ساعات.
وألقيت خلال اللقاء الذي أداره الكاتب والصحفي عليان عليان، والمحامي خضر عبد الجواد العديد من الكلمات التي أشادت بفكرة الملتقى كحاضنة لتاريخ وأحداث هامة عاشها أهالي القرى المهجرة في مخيم الدهيشة والشتات.
وتحدث عودة في كلمته عن لجنة أهالي المخيم في الأردن عن أهمية المبادرة وجمالية الفكرة التي كانت السبب الرئيسي لهذا اللقاء الاجتماعي المميز بين أهالي المخيم في فلسطين والأردن، لافتا إلى أن من شان هذه الفكرة أن تساهم في تعزيز العلاقة بين الأجيال والأبناء، في الوطن والشتات.
واعتبر الصحفي عليان، أن أهمية المبادرة تكمن في القيم الاجتماعية والثقافية التاريخية التي تحملها للأجيال القادمة، وفي إمكانية التأسيس والبناء عليها لتوثيق الروابط والتواصل بين أهلنا في الوطن والشتات.
وخلال اللقاء قدمت فرقة إبداع للفنون الشعبية عددا من عروضها الفنية والتراثية الهادفة التي أثارت إعجاب وتقدير وعواطف الحضور. كما أعلنت إدارة اللقاء عن تكريم كل من الكاتب والمناضل الراحل صلاح عبد ربة، والمناضل الراحل محمد الأطرش، ورجل الأعمال عزمي عودة، ومؤسسة إبداع، ومخيم الدهيشة، وفي نهايته استضاف عودة الحضور على مأدبة غداء.