شبكة وتر- ڤيدا مشعور- في الماضي كان المرء منا يشعر أننا مجتمع حضاري وراقٍ، وبالتالي كنا نشعر بالخجل والإحراج من أصغر تصرّف أو سلوك أو أقوال وأفعال غير مقبولة كان يقوم بها البعض.
لكن أصبحنا حاليا وبشكل يومي نشاهد ونسمع ما يدور في مجتمعنا في السنوات الأخيرة من حوادث قتل بدم بارد واستعمال السلاح وفوضى السياقة وحوادث الطرق والعنف والبلطجة والعصابات.. وتفشي مختلف الموبقات الاجتماعية، ونحن لا نبالي، وكأننا نعيش على سطح نجم آخر.
أعتقد أننا لم نعد نخجل مما يدور حولنا من أفعال ولا من تصرفات همجية، لأننا أصبحنا في طليعة الشعوب المتخلفة.
لنقلها بكل صراحة وقوة: إذا كانت هذه البداية لا سمح الل فمن الأفضل الاّ نفكر في النهاية, لأن الانحلال سيكون مصير المجتمع العربي.
* * *
عصر الجاهلية والتعصب
شهدت مدينة برشلونة الأسبوع الماضي حدثاً يثير الاشمئزاز، وهذا أقل ما يمكن أن يُقال عنه .. عملية انتحارية قُتل فيها أطفال ونساء ورجال.
هذه العملية نفذها متطرفون عنصريون انطلقوا من القمقم.
وهذه العنصرية باتت تنتشر في كل مكان، سواء على الصعيد المحلي أو العالمي. وعبثاً يحاول المرء أن يستوعب السبب وخلفية هذه الأعمال المجنونة.. ولكن دون جدوى.
هل هي كراهية الغريب والآخرالمختلف ؟ وهل أصبح القتل بدم بارد وزرع الرعب يعد انتصاراً كبيراً؟!
تنجح الفتنة العنصرية والتطرف في أيّ مجال في إحداث الكوارث.
وهذه العنصرية, التي تثير الاشمئزاز، إن دلت على شيء فإنها تدل على ضعف مَن يؤمن بها ويرتكبها مهما كانت الدوافع من ورائها.
لكن يبدو أن العنصرية بين المواطنين أصبحت هواية ومتعة رخيصة يتم تداولها في كل مكان، في أوروبا وفي شرقنا وفي أمريكا، ويبدو أن الولايات المتحدة أصبحت تُدرك مدى خطورة ما يحدث من ظهور العنصرية وتفشي أعضاء اليمين المتطرف، ولكبح هذه الظاهرة أزالت جامعة تكساس التماثيل التي ترمز الى حقبة الكونفدرالية المؤيدة للعنصرية. أيضاً هناك حملة متصاعدة لإزالة تماثيل مماثلة عبر الولايات المتحدة، والمعروف أن هذه التماثيل ترمز لتفوّق العرق الأبيض والنازيين الجدد.
لكن.. هل سينجح هذا في إخماد الشغب والفتن بحيث لا تتكرر كما حدث في مدينة شارلوتسڤيل؟!