شبكة وتر- نبيل عمرو- قلة المعلومات حول الجهود التحضيرية لاطلاق المبادرة الامريكية المرتقبة لتحقيق صفقة القرن، فتحت الباب واسعا حول استنتاجات منها ما هو منطقي ومحتمل الحدوث، ومنها ما هو اشكالي قد يعيق التقدم اكثر مما يوفر من إمكانيات.
يجري الآن تداول لسيناريوهات متعددة التقليدي منها، العودة الى مائدة المفاوضات، مع دعم إقليمي ودولي ترعاه الولايات المتحدة ، وتبحث فيه كافة القضايا العالقة، واضعين في الاعتبار ان كل شيء عالق .
ويجري تداول سيناريو اخر عنوانه الحل الإقليمي، الذي يكون جزءًا من الترتيبات التي يجري اعدادها للوضع في الشرق الأوسطـ حال نضوج تفاهمات دولية حول هذه الترتيبات .
وهناك سيناريو اخر يعطي للأردن دورا مهما في الحل الفلسطيني، يبلغ حد إعادة الحديث عن كونفيدرالية بين الكيانين، إمّا قبل انجاز التسوية او كخلاصة لها .
الملفت للنظر ان لإسرائيل سيناريوهات مختلفة، فهي تبدي صمتا حول سيناريوهات متداولة، وتركز بأقل الكلام واكثر الأفعال على كسب الوقت لوضع ترتيباتها الخاصة على الأرض، وتعزيز هذه الترتيبات بقرارات تشريعية وإدارية واقتصادية تؤمن هيمنتها على المناطق المحتلة الى اعمق ما تستطيع واطول مدى، اذ لم يعد الاستيطان وفق السيناريو الإسرائيلي مجرد ابنية تقام بل ان تطويرا إداريا لوضع المستوطنات بما في ذلك الخليل القديمة ككيانات ترتبط عضويا بالدولة العبرية.
السؤال الموضوعي... هل لدى الرئيس ترمب مفاعل نشط لصياغة مبادرة توفر الحد الأدنى لانطلاقة مفاوضات فعالة، تحقق نتائج عجز ربع القرن الماضي من المفاوضات على تحقيقها، ثم هل لدى فريق عمله الشرق اوسطي الخبرة والموضوعية في قراءة الوضع الراهن لتأسيس بناء جديد للعلاقات الفلسطينية الإسرائيلية والإسرائيلية العربية، مع غلاف دولي يثبت التسوية ويوفر آليات تطبيقها ونجاحها؟
المقدمات التي نشاهدها وما يقال علنا او يسرب من تصريحات ، تثير شكوكا جدية حول ما لدى الرئيس ترمب وفريقه من مقومات نجاح مضمون ، خصوصا وان طريقة عمل ترمب وفريقه حولت خط القطار من واشنطن القدس رام الله ، الى طريق دائري يمر بعديد العواصم العربية، على امل ان يكون الحل التاريخي قد توج أولا في تسوية فلسطينية إسرائيلية تدعمها تسوية إسرائيلية عربية، والبعض يحب ادخال كلمة إسلامية الى المصطلح.
عقدة موضوعية تعترض كل هذا ... من الذي يسبق الاخر ، تسوية عربية إسرائيلية تفتح الباب بعد تهدئة قلق إسرائيل بتطبيع ثمين مع الجوار، لفتح الباب امام تثبيت تسوية فلسطينية إسرائيلية، ام ان البداية ينبغي ان تضمن التسوية الفلسطينية الإسرائيلية، قبل انضاج التسوية مع المحيط العربي.
هل لدى فريق ترمب ، المقاول المعتمد لصفقة القرن، خطة عملية لفك هذه العقدة؟، ام ان عدم فكها ربما يمكون العامل الأقوى في تقويض صفقة القرن وتحويلها الى مجرد أحلام؟!.