تاريخ النشر: 2017-09-30 10:07:34

ماذا بعد الصحوة الفلسطينية إزاء وعود السلام الزائفة؟!

ماذا بعد الصحوة الفلسطينية إزاء وعود السلام الزائفة؟!
شبكة وتر- فيصل ابو خضرا- إن خطاب الأخ الرئيس محمود عباس أمام الأمم المتحدة وضع جميع النقاط على الحروف التي يجب على الفلسطينيين والعالم أجمع أن يعرفها، وأولها بأن إسرائيل ترفض إنهاء إحتلالها بالطرق الحضارية والتي تعلمناها من آباءنا وأجدادنا، والتي ترددها جامعات الغرب وأمريكا، التي تدعي بأنها الحامية الرئيسية لحقوق الانسان وترفض التفرقة العنصرية ولكن مع الأسف فإن هذه الدول وعلى رأسها أميركا تدعم دولة اخترعها الغرب لتدوس على كل القيم والقوانين الدولية وعلى جميع الحقوق لشعب ظلم من قبل بريطانيا، والتي كانت عظمى، أما الآن فهي الخادم المطيع لأميركا العظمى، ثم من قبل الغرب بقيادة واشنطن.       إن الأمم المتحدة في خطر واضح وحقيقي طالما انها لا تنصف الشعوب المقهورة صاحبة الأرض والتاريخ والجغرافيا وأولها الشعب الفلسطيني، وعندما تعجز عن فرض تنفيذ قرارات الشرعية الدولية.       إن عملية القدس الأخيرة تشكل تذكيراً صارخا بالتعنت الإسرائيلي بتكريسه الاحتلال. الأعمى، مع كل تداعياته من قتل واعتقال وهدم البيوت وسرقة الأراضي وبناء المستعمرات المسلحة. ومن الطبيعي أن تكون هناك ردود أفعال على ممارسات الإحتلال خصوصاً أن الفلسطيني لم يعد يرى أي أفق سياسي حضاري ينهي العنصرية، الاسرائيلية المتسترة بالدين اليهودي لأن الاحتلال جعل من احتلاله «احتلالاً» دينياً بإمتياز.       ونأمل من القيادة اليهودية ان تصحى من سباتها ومن تغليف الاحتلال بأساطير دينية وأن تعمل على انهاء هذا الاحتلال غير المشروع لأرضنا التي عشنا عليها آلاف السنين.       الرئيس محمود عباس كان منصفاً وواقعياً وشخّص بدقة ما يحدث على أرض احتلتها عصابات أتت من الغرب، بوعد بلفور الظالم منذ مائة عام، وهو الذي كان السبب الرئيسي بتشريد شعب مسالم أعزل من السلاح ومن أي دعم عالمي له، وهو القوة الحقيقية لإيقاف مهزلة التاريخ في عصر كنا نعتقد فيه بأننا انتهينا من حكم هولاكو أو حكم البرابرة.       وعلى ضوء الأوضاع الحالية، محلياً وإقليمياً ودولياً، ليس أمامنا سوى الإعتماد على أنفسنا، متحدين غير منفصلين، تجمعنا الأطر المعترف بها وفي مقدمتها منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا ومجلسها الوطني، وهي الأطر التي اعترفت بها اسرائيل والولايات المتحدة الأميركية، وروسيا والعالم أجمع.       لقد صبرنا ما يقرب من عشرة شهور على وعود أميركية بشأن "صفقة العصر" التي وعدنا بها رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب، ولكن مع الأسف وبعد لقاءات رئاسية، ولقاءات فلسطينية أمريكية بلغت ما يقرب من أربعة وعشرين لقاء، تبين لنا بأن الجانب الأمريكي ليس له الا أجندة واحدة وهي دعم الاحتلال ودولة التمييز العنصري وتكريس احتلال اسرائيل لفلسطين والتغاضي عن الانتهاكات الاسرائيلية الجسيمة للقانون الدولي بدون أي اعتبار لرفع الظلم التاريخي عن شعبنا الذي صبر سبعين عاماً على هذا الاحتلال العنصري، ودون محاولة اصلاح هذا الظلم التاريخي الذي تتحمل بريطانيا واميركا ودول غربية اخرى المسؤوليه عنه.       لقد قال الرئيس عدة مرات في خطابه الشهير بأننا سنقاوم هذا الاحتلال بالطرق السلمية وهي كثيرة وكافية لانهاء الحكم العنصري في بلادنا التي نعيش فيها منذ آلاف السنين، بالرغم من تنكر الاحتلال لهذه الحقيقة التاريخية والدينية، والتي ذكرت في توراتهم ٢٤٦ مرة.       لقد عبر الشعب الفلسطيني جميعه ان كان في القطاع او في الضفة او وفي الشتات او الداخل الفلسطيني عن تأييده لجميع المواقف التي طرحتموها يا سيادة الرئيس في الجمعية العمومية بما في ذلك دعوة المجلس الفلسطيني فورا للانعقاد على ارض فلسطين كي يجري المراجعة الاستراتيجية الشاملة ويتخذ القرارات التي يراها مناسبة لانهاء الاحتلال.       كما ان الشعب الفلسطيني بجميع اطيافه السياسية وغير السياسية يقول لسيادة الرئيس بأننا لم نعد نصدق ترامب او غيره من زعماء الغرب الذي يعدون ولا ينفذون لانهاء الظلم الذي وقع على هذا الشعب، لذلك نتطلع الى تبني ما قلته من مقاومة سلمية بكل معانيها، ومنها العصيان المدني في فلسطين المحتلة وغيرها من المقاومات السلمية وبدون توقف حتى ينتهي الاحتلال.       ونقول: كفانا إنتظارا للحل السحري الذي يتحدث عنه رئيس الولايات المتحدة لأن ترامب وفريقه من المتعصبين لدولة الأبرتهايد العنصرية ليس لديهم الا حل واحد يستجيب لتطلعات اليمين الاسرائيلي المتطرف ويحرم شعبنا من حقوقه الثابتة وهذا وهم لن يتحقق لأي رئيس في العالم.         فلا ترومان ولا بعده من الرؤساء الذين أتوا الى البيت الابيض يمكنهم تحقيق ذلك، واليوم يأتي ترامب وجماعته الصهاينة وآخرهم ديفيد فريدمان، سفير امريكا لدى تل أبيب، الذي يعلن بأن اسرائيل لم تحتل الاراضي الفلسطينية بل هي جزء من اسرائيل، فكيف لنا أن نتعامل مع هكذا عقليات ظالمة متحجرة كاذبة تزايد حتى على مواقف نتنياهو؟ فهذا السفير الصهيوني كذب في شهادته التي قدمها في مجلس الشيوخ والنواب الأمريكي عندما سأله أحد أعضاءها إذا كان يوافق على أن يتنازل عن حق اسرائيل بامتلاك مستعمرة «بيت إيل»، وكان جوابه بأنه يوافق على هذا التنازل، مما يدل بأنه سفير كاذب بامتياز. وهو نفسه الذي صرح أمس الأول أن الاستيطان ضروري لاسرائيل دينيا وتاريخياً وأمنياً وأن اسرائيل ستضم مساحات واسعة من الضفة في أي تسوية.         المشكلة بأن زعماء امريكا مثلهم مثل زعماء الصهاينة مازالوا جهلة بتاريخ صمود شعب الجبارين، والجميع يذكر أنه عندما خرجت القيادة الفلسطينية من بيروت وكان الزعيم الرمز الراحل ياسر عرفات على ظهر السفينة التي أبحرت من بيروت الى تونس الشقيقة التي إحتضنت المقاومة الفلسطينية، سأله أحد الصحفيين بقوله: الى أين أنت ذاهب يا أبا عمار؟ وكان الرد فورياً إذ قال له: «الى بلادنا فلسطين»، وهكذا كان.         الشعب الفلسطيني جميعه جاهز لتلبية نداء رئيسه وقيادته بجميع متطلبات المقاومة السلمية داخل الوطن وخارجه وفي جميع المحافل والمنظمات الدولية ومنها محكمة الجنايات، التي يجب أن تنظر فيما إرتكبته اسرائيل من انتهاكات وجرائم بما في ذلك ما فعله المستعمرون الجدد بعائلة الدوابشة في بلدة دوما أو حرق الطفل محمد أبو خضير وغيره من الجرائم.         والان ومع بشائر إنهاء الانقسام نستطيع أن نقول للعالم أجمع بأن قرارنا الوطني واحد، لأننا أصحاب حق لم ولن نتنازل عن حقوقنا الوطنية الثابتة والمشروعة مهما طال الزمن.