شبكة وتر-رغم ان أول رحلة أجرة في طائرة صغيرة ذاتية القيادة في دبي قد لا تتحقق قبل سنوات، الا ان التاكسي الجوي كان نجم اليوم الاول من معرض "جيتكس" السنوي الخاص بالابتكارات التكنولوجية في الامارة.
وفي المعرض الذي انطلق الاحد ويستمر لاربعة أيام، تفوق التاكسي الصغير على مجموعة من الابتكارات الاخرى وبينها الشرطي الآلي الذي تنوي دبي ادخاله الخدمة بحلول 2020، ودراجة طائرة ودراجة نارية ذاتية القيادة، واشارة ضوئية.. ارضية.
ومع بدء اعمال "جيتكس" بمشاركة أكثر من أربعة الاف شركة من 71 دولة، كتب حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم في حسابه في تويتر "نحن على اعتاب ثورة تكنولوجية في أعمالنا وحياتنا وخدماتنا".
وأضاف "الروبوتات والذكاء الاصطناعي وانترنت الأشياء تعدنا بمدن أكثر ذكاء وحياة أكثر سهولة".
وبعد أسبوعين على أول تجربة على التاكسي الجوي، تؤكد هيئة الطرق والمواصلات في دبي انها تعمل على سن التشريعات اللازمة واقامة البنية التحتية المناسبة لتحويل هذه الفكرة الى خدمة حقيقية في متناول سكان المدينة الطامحة لان تصبح "مدينة ذكية".
ويحتاج المشروع الطموح هذا الى جملة من الترتيبات الاستثنائية وبينها التنسيق مع هيئة الطيران المدني والتأكد من اجراءات السلامة وتعديل المحركات لتتكيف مع حرارة الطقس المرتفعة في الامارة.
وحول الطائرة البيضاء في جناح هيئة الطرق والمواصلات، تحلق عشرات الزوار وهم يلتقطون الصور لها ومعها.
وقال خالد عبد الرحمن العوضي مدير أنظمة التحصيل الآلي في قطاع خدمات الدعم الفني المؤسسي في هيئة الطرق والمواصلات لوكالة فرانس برس "التاكسي الجوي نجم ابتكاراتنا، وانا على ثقة اننا سنرى اليوم" الذي يدخل فيه الخدمة.
وأضاف "المشروع سيستمر لمدة خمس سنوات. سوف تعمل الهيئة مع الشركاء الاستراتيجيين من اجل وضع السياسات والتشريعات اللازمة، وايضا تجهيز البنية التحتية لتشغيل التاكسي الجوي في امارة دبي".
في 26 أيلول/سبتمبر الماضي، أعلنت دبي في سابقة أنها أجرت "اختبارا أوليا ناجحا" على التاكسي الجوي من دون سائق حيث حلّق في سماء الإمارة الباحثة دوما عن موقع متقدّم في مجال التقنيات على مستوى العالم.
والمركبة العاملة بالكهرباء التي عرضت في جناح هيئة الطرق والمواصلات في "جيتكس" مع انطلاقه، من تصميم شركة "فولوكوبتر" الألمانية وهي قادرة على الطيران لمدة نصف ساعة متواصلة بسرعة 100 كيلومتر في الساعة، ويمكنها أن تحمل شخصين.
لكن الاثارة الكبيرة التي تحيط بالمشروع المستقبلي، قد لا تكون كافية لدفع سكان وزوار الامارة للركوب في طائرة صغيرة من دون طيار يتم توجيهها عبر تطبيق هاتفي. ولذا، فان الجهة المنفذة للمشروع بدأت مبكرا في شرح انظمة السلامة.
وبحسب العوضي، فان المركبة التي يقدر المسؤول الاماراتي قيمتها بما بين 200 و250 الف يورو، تحلق بقوة 18 محركا، وتحمل على متنها مظلة قادرة على "الهبوط بالمركبة بسهولة" عند الضرورة.
وسيحلق "التاكسي الجوي" كذلك على ارتفاع 120 مترا، اي انه سيكون "خارج نطاق رحلات الطيران التجارية"، وفقا للعوضي.
على بعد امتار من "التاكسي الطائر"، عرضت شرطة دبي لزوار جناحها مجموعة من وسائل النقل غير المألوفة، وبينها "شرطي آلي"، ودراجة نارية شبيهة بتلك التي يستخدمها "الرجل الوطواط" (باتمان) في أفلامه السينمائية.
ووقفت الى جانب الدراجة الضخمة الوكيل في الشرطة النسائية هدى حسن، تبتسم لكاميرات الزوار ووسائل الاعلام، وتستنسخ الحركة نفسها كل بضعة دقائق: تضع الخوذة على رأسها وتستقل الدراجة متخذة وضعية القيادة، ثم تخلع الخوذة وتعيد الوقوف الى جانب دراجتها، مبتسمة.
وقالت لوكالة فرانس برس إن الدراجة المرورية اليابانية الصنع "تحمل ثماني كاميرات لرصد اي مخالفات على الطرقات. حاليا، تحتاج الى سائق ليقودها، لكننا نعمل على تطويرها لتصبح ذاتية القيادة وندخلها الى الخدمة في 2020".
في الجناح ذاته، عرضت مركبة اخرى استقطبت اعدادا كبيرة من الزوار، والاسئلة، وهي عبارة عن آلية شبيهة بالدراجة النارية انما من دون اطارات، بل بمروحتين تحلقان بها من خلال مقودي تحكم.
المركبة الروسية الصنع التي تستطيع التحليق على ارتفاع خمسة امتار فقط ولمدة 25 دقيقة متواصلة، لا تزال قيد التجربة. كما ان اغراض استخدامها، لا تزال قيد البحث.
وتضم امارة دبي التي يزورها نحو 15 مليون سائح سنويا، شبكة مواصلات متطورة تتسارع فيها الابتكارات التي تقوم على تحويل افكار، كانت بمثابة حلم في الماضي، الى حقيقة في المستقبل القريب.
وعلى رأس هذه المشاريع قطار "هايبرلوب" الذي من المفترض ان يكون قادرا لدى تشغيله على نقل الركاب، بدقائق، من دبي الى أبوظبي على بعد نحو 160 كلم.