تاريخ النشر: 2017-10-15 13:05:07

عن احتمالات نجاح المصالحة .. وفدوى طوقان

عن احتمالات نجاح المصالحة .. وفدوى طوقان
شبكة وتر- ابراهيم دعيبس- المصالحة تلقى دعم الجميع وقد تنجح     إتفاق المصالحة الذي تم التوقيع عليه قبل أيام بالقاهرة يختلف عن الاتفاقات السابقة، في تقديري، بأمر واحد هام وهو أنه يحظى باهتمام وتأييد الجميع له، إبتداء من أميركا مروراً بالإتحاد الأوروبي وانتهاء بالدول العربية كلها تقريبا .. حتى إسرائيل التي تجد فيه اموراً إيجابية تؤيدها.       والهدف الإستراتيجي ليس مجرد إعادة وحدة المواقف بين غزة والضفة وإنما البحث عن حل اقليمي واسع من خلال عقد مؤتمر دولي يشارك فيه العرب واسرائيل وأميركا ودول أوروبية عديدة .. وتشير مصر راعية الاتفاق وعرابه، الى أن شرم الشيخ قد تكون مكان إنعقاد مثل هذا المؤتمر.     والقرار في هذا بيد القيادة وهل تقبل بذلك؟       إسرائيل تدرك أن أية مصالحة ستكون في نطاق السياسة التي تتبعها السلطة في رام الله مما يعني لها أن سلاح المقاومة واحتمالات المقاومة سوف تتضاءل، كما أن اية مصالحة قد تعني إتفاقا إقليميا يريحها من الكثافة السكانية الفلسطينية من خلال كونفدرالية مع دولة عربية أو أكثر.       وبالتأكيد فإن مصر يهمها أمنها القومي ومنع تسرب الإرهابيين من غزة أو تدريبهم فيها ولهذا فإن سيطرة السلطة على الحدود مع مصر ومعبر رفح ستكون القضية الأولى التي يتم تنفيذها.       رغم العقبات الكثيرة ورغم أن الشيطان يكمن بالتفاصيل كما نقول، فأنا أعتقد أن احتمالات نجاح المصالحة في هذه المرة وهذه المرحلة ستكون كبيرة، وكلنا أمل في أن يتحقق ذلك!!.     فدوى طوقان . . . أميرة الشعراء       تحتفل بعض المؤسسات كجامعة بيت لحم والمسرح الوطني الفلسطيني وغيرهما بالذكرى المئوية لميلاد شاعرتنا المميزة فدوى طوقان .     وقد كنت أود المشاركة في هذه النشاطات لولا اسباب ذاتية تحول دون ذلك. التقيت فدوى اول مرة حين استضفتها عام ١٩٧٥في ندوة ثقافية لمدرسة المطران بالقدس وكانت قاعة جمعية الشبان المسيحية ، حيث عقدت الندوة ، تمتلئ بالحضور وأثارت إعجاب الجميع ونشأت علاقة صداقة معها والتقينا أكثر من مرة . واهدتني ديوانها " امام الباب المعلق " وكتبت لي كلمات تفيض احتراما ولطفاً، وكتبت بخط يدها جزءا لم تستطع نشره خوفا من إثارة قضية دينية .         وكانت انسانة تفيض حساسية ولطفا وقد عانت كثيرا من المجتمع الذكوري لدى بدء حياتها وعانت بسبب وفاة والدها وثم شقيقها العظيم إبراهيم الذي شجعها وساند طموحها الأدبي. ان أميرة الشعراء تستحق التكريم وقد حصلت على عدة أوسمة تقدير فلسطينية وعربية ودولية . لذكرى شاعرتنا الخالدة كل الاحترام وكل التقدير وتحية لكل الذين يهتمون بها .       واعيد هنا نشر المقطع الاول من قصيدة (امام الباب المغلق) والذي لم ينشر.       عند مشارف الجنون     لو كنت ترى أو تسمع       كنت أقمت لفعلك محكمة يحتشد بقاعتها     المدُّ البشريُّ المسحوق.       كانوا يأتون اليك     من أقبية الألم الصارخ       من أروقة الأحزان الحرى وسراديب الدمع       الغائر في الأعماق     كانوا يقتحمون قلاعك أرواحاً تضطرب       جراحاً ينتفض عليها الغضب الكاسح،     كانوا يحتجون، يقاضونك، يتهمونك،       يرمون بوجهك حكماً عدلاً بالاعدام     لكنك حجر يتأرجح فوق سراب     يا حجراً لا يسمع لا يبصر       قلبي تتدرحج     صرخته تهوي في الجرف المنهار     عبثا احتج اجدّف     صرخة قلبي يبلعها       الجرف المنهار     اليونسكو .. وتفاهة الأوضاع       اليونسيكو منظمة دولية معنية بالتربية والثقافة والعلوم وترسيخ هذه المفاهيم لخلق أجواء دولية إيجابية ومتسامحة وتعمل من أجل السلام. وقد اتخذت عدة قرارات إيجابية حول بعض المراكز والمواقع الفلسطينية وبينها المسجد الأقصى الذي قالت أنه ملك خاص بالمسلمين ولا علاقة لليهود به.       ومع أن القرارات الدولية بصورة عامة، تظل بلا قيمة فعلية، فقد أثارت اليونيسكو غضب أميركا قبل إسرائيل فأعلنت انسحابها من هذه المؤسسة الدولية وأعلنت اسرائيل الإنسحاب أيضاً، مما يدل على مدى تبعية السياسة الأميركية لقوى الضغط اليهودية، وتفاهة السياسة الأميركية في كثير من الحالات إن لم يكن فيها كلها ..       ونحن العرب أيضا، نقلنا إنقساماتنا وخلافاتنا الى اليونسكو في قضية الترشح لمنصب المدير العام، حيث كنا في الأساس ثلاث دول ثم انتهينا بدولتين هما مصر وقطر وقد فازت بالمنصب المرشحة الفرنسية اوردي أزولاي وهي يهودية الديانة ومن أصول مغربية ووالدها كان مستشار الملك الحسن الثاني، وقد قابلناه لدى زيارة مجموعة من الصحفيين الى المغرب، وقد صوتت مصر للمرشحة الفرنسية بعد أن فشلت كل المساعي لاختيار مرشح عربي واحد وضمان فوزه لأول مرة بمنصب مدير اليونيسكو وهكذا ننقل نقاشاتنا وسخافاتنا الى العالم ايضاً.       «إختراع» عدو إيراني       قادت اسرائيل حملة ضد إيران وبرنامجها النووي وحاولت إختراع عدو جديد في المنطقة لكي لا تكون هي نفسها المشكلة والقضية الأساسية بالشرق الأوسط بكل ما تمثله من إحتلال ومطامع توسعية.       وقد اكتسبت بذلك صداقة بعض الدول الخليجية التي بدأت تتحدث عن تحالفات شبه علنية معها، وبالأمس فجر الرئيس ترامب قنبلة كبيرة بهذا الشأن حين قال أن ايران هي الخطر الأكبر وأنه قد يلغي الاتفاق النووي، وقرر فرض «عقوبات قاسية» ضد الحرس الثوري.       الغريب ان السعودية واسرائيل رحبتا بهذه الخطوة بينما عارضتها رسمياً بريطانيا وفرنسا والمانيا التي قالت أن الاتفاق النووي صحيح وفي مصلحة الجميع.       ومرة أخرى نرى السياسة الأميركية تنقاد انقياداً أعمى وراء المصالح والمواقف الاسرائيلية وتعمق الطائفية بين السنة والشيعة دون أية مصلحة لأي عربي أو مسلم بذلك.       الدور التركي بالمنطقة       تركيا بقيادة الرئيس أردوغان باتت تتصرف وكأنها امبراطورية عثمانية تستطيع أن تفعل ما تريد وفي أي مكان. في الداخل اعتقلوا عشرات الآلاف وفصلوا اعداداً أكبر من الوظائف الحكومية والقوات المسلحة وعدلوا الدستور بحيث أصبح الرئيس هو السلطان وصاحب الكلمة الأولى والأخيرة في السياسة الخارجية والداخلية، ومن يخالف يتم اعتقاله.       وكانت تركيا في مرحلة قريبة معبراً لمئات آلاف اللاجئين الى أوروبا لزرع القلاقل والمشاكل فيها، كما كانت معبراً لعشرات آلاف المسلحين الذين جاؤوا من كل أنحاء العالم للقتال في سوريا والعراق.       اليوم تركيا لا تكتفي بكل ذلك وأنما تتدخل عسكرياً في سوريا وفي منطقة ادلب تحديداً وتنشر قواتها في تلك المنطقة تحت ستار الدفاع عن امنها واستقرارها، واذا كانت روسيا تتدخل فهي بالاتفاق مع النظام وتركيا تتدخل بقرار ذاتي بدون أي تنسيق.       كما تقف تركيا ضد الاكراد في العراق لأنها تخاف من تحرك بين ١٢ - ١٥ مليون كردي داخل أراضيها... وهكذا تكون مصالحها وسياساتها الداخلية سبباً تبرر فيه تدخلها في أراضي الدول الأخرى بلا اية قوانين أو مواثيق دولية او انسانية، كما استولت سابقاً على أراض عربية أهمها لواء الاسكندرونة السوري.       وتركيا التي تقوم بكل هذا تقيم علاقات قوية مع اسرائيل التي تحتل ارضنا، بما في ذلك المقدسات، بدون أي داع سوى البحث عن مصالحها الخاصة وبلا أي اعتبار للأخرين وحقوقهم ومصالحهم.