على نقيض أغنية سميح شقير" جدي زار بلاد كتير عصحانو ما كان في كتير سيارات بزامانو" والتي تغنى فيها بأن أجدادنا الأولون قطعوا أرجاء الوطن العربي المترامي الأطراف دونما حواجز وحدود؟؟!! ها هم ما يسمون أنفسهم بداعش يجتاحون الدول العربية من عاصمة الى أخرى كإنتشار النار في الهشيم وجُلبت معهم رائحة القتل والدماء.
مقاطع الفيديو المرعبة التي نشرها تنظيم داعش على اليوتيوب تظهر ملامح العذاب والإرهاب المتبع منهم ضد المسلمين والمسيحيين الأبرياء، ولكن الأخطر من ذلك هو تشوية صورة الدين الإسلامي، لأنهم يصفون أنفسهم بأنهم وجدوا من أجل إقامة الخلافة الإسلامية في الأرض، ولكن في حقيقة الأمر لا يمتون للدين الإسلامي أو أي دين في العالم بصله، لأن تصرفاتهم توحي بمدى الوحشية الحيوانية المنتشرة ضد الإنسانية، وتصاعد مسلسلهم الدموي ليتوج بمقطع الفيديو الذي نشر قبل عدة أيام يظهر فيه حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة وشاهد العالم بأم عينيه إعدام 21 مصرياً قبطياً ذبحاً على شاطئ البحر الابيض المتوسط في مدينة طرابلس الليبية، وتوحدت مواقف الدول على الصعيد العربي والعالمي والإسلامي ضد الأعمال الوحشية التي ترتكبها داعش بالتنديد والإستنكار تاره، وتعدى ذلك الى المبادرة بقصف مراكز داعش وتجمعاتهم الإرهابية على غرار ما فعلت الأردن والإمارات وجمهورية مصر العربية وبالإعتماد على ما تقدم ذكره فإن داعش التي تدعي أنها وجدت من أجل إقامة حكم الله في الأرض والعدالة في المعمورة فإن ما حصل كان على النقيض من ذلك تماماً فإنتشرت الفوضى والقتل وتشتت الناس وأمسى المواطن العربي لا يأمن على نفسه وأطفاله ونسائه من بطش ممن يسمون نفسهم داعش.
ولكن إذا لاحظنا في مقاطع الفيديو بأنه لم يتم نشر وجوه الأشخاص بوضوح أثناء تنفيذ الإعتداءات الهمجية بل عمدوا الى تغطية الوجه أثناء تنفيذ العمليات الإرهابية التي إرتكبوها وهنا يساورنا الشك والتساؤل حول من يقف خلف هذه الزمرة العدائية.
داعش برزت وإنتشرت بسبب الترهل الذي أصاب المجتمعات العربية والإسلامية من جوانب متعددة، ولُب المشكلة هو الإعتماد على النقل بمعزلٍ عن التصرف العقلاني في نواحي الحياة المختلفة وهذا ما أوصلنا الى تسلل جسم غريب وإستفحالة بين الشعوب الإسلامية بالذات لأن نشر الفتنة بين المسلمين يخدم مصالح دول أخرى حاولت جاهدةً أن تحارب بالسلاح والقوة لتحقيق أهدافها وتثبيت مصالحها وها هي الآن تحارب بمالها وسلاحها وتحت مظلة الإسلام وقد إتخذت من الدول العربية قواعد ومراكز لها.
يتوجب على العرب والمسلمين العودة الى الدين ولكن بمفهومه الصحيح السمح الذي يعتمد على تثبيت إنسانية الإنسان ورفع شعارها.