شبكة وتر- يلخص المحرر أسعد أبو صلاح معاناة الأسرى في حياة حفيده، بعد أن استطاع والده الأسير فهمي تهريب نطفة منه من داخل سجون الاحتلال لتزرع في زوجته من أجل إنجابه، والتغلب على قهر السجان الاسرائيلي.
وسمت زوجة الأسير فهمي ابنهما (13 شهرًا) على اسم جده أسعد، والذي كان معتقلا في سجون الاحتلال منذ مارس 2008، وحكم عليه بالسجن 25 عامًا، لكنه نال الحرية في صفقة "وفاء الأحرار" منتصف أكتوبر 2011.
ولاقت هذه المعاناة تفاعلاً كبيراً من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي خلال حملة الكترونية نظمتها وزارة الأسرى بغزة أمس الأربعاء تحت وسم "#يوم_الأسير_الفلسطيني".
أما المحرر روحي مشتهى، الذي قضى نصف قرن في سجون الاحتلال ويشغل عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، فأوضح أن بعض الأسرى دخلوا السجون أميين لكنهم خرجوا يحملون شهادات البكالوريوس ويسعون للماجستير والدكتوراه، كالأسير محمد كميل الذي درس في الجامعة العبرية من داخل سجنه وحصل على شهادة البكالوريوس بالمرتبة الأولى في الجامعة بدرجة امتياز"
ويشير مشتهى إلى أن المحرر الأردني خالد أبو غليون دخل السجن أميًّا، وخرج منه متعلمًا، وأصبح يلقب بـ"المكتبة من كثرة قراءة الكتب.
وشارك في الحملة مجموعة شبابية من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى عدد من الشخصيات الوطنية والاسلامية وعدد من الأسرى المحررين للحديث عن تجاربهم المختلفة داخل سجون الاحتلال.
فعاليات
وغرد بعض النشطاء عن الأسير أحمد المغربي الذي دخل العزل الانفرادي وولده يبلغ من العمر شهرين، وخرج منه وولده يبلغ (12 عامًا) ليراه أول مرة، في فصل آخر من فصول معاناة الأسرى.
ويشير الاسير المحرر أحمد الفليت في حديثه لـ"صفا" إلى أن هذه الحملة تأتي تضامنا مع الاسرى وأيضاً في ذكرى يوم الاسير الفلسطيني الذي يوافق 17 من ابريل لكل عام.
ويقول الفليت إنه تم ترتيب برنامج تضامني للأسرى بثلاثين فعالية مركزية و300 فعالية موزعة على محافظات القطاع تبدأ من 5 ابريل وتستمر حتى مايو القادم.
ويضيف "تم التواصل مع عدة دول عربية واجنبية من اجل احياء يوم الاسير الفلسطيني؛ للضغط على مصلحة سجون الاحتلال لانتزاع حقوق الأسرى".
بدوره، يبين رئيس جمعية واعد للأسرى والمحررين توفيق ابو نعيم أن يوم الأسير بدأ منذ أن فتحت قوات الاحتلال اول زنزانة للأسرى، مؤكداً أن هذا اليوم لن ينته إلا بخروج كافة الاسرى من سجون الاحتلال.
ويدعو أبو نعيم الجميع لتحمل مسؤولية الأسرى، مشيرًا إلى أن "السلطة رفعت ملفي الجدار والاستيطان إلى محكمة الجنايات الدولية واستثنت قضيتهم التي دفع ثمنها 206 أسرى داخل السجون منذ عام 1967 نتيجة الإهمال الطبي".
ويبلغ عدد الأسرى المرضى في سجون الاحتلال نحو 1200 أسير، منهم 24 أسيرًا مريضًا بالسرطان، بحسب احصائية لوزارة الاسرى.
رسالة تفاعل
ويؤكد الناشط الشبابي خالد صافي أن وجود النشطاء والمغردين في يوم الأسير الفلسطيني والاستماع لشهادات الاسرى والمحررين يأتي للتعرف أكثر على معاناتهم؛ ليسهل عليهم إيصال رسالتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى العالم لتكوين رأي عام ضاغط للتحرك ضد ما يقاسيه الأسرى في سجون الاحتلال.
في حين، يرى الناشط الإعلامي مصطفى أبو زر في حديثه لـ"صفا" أن الشاب الفلسطيني عليه مسؤولية وأمانة إيصال معاناة الأسرى إلى أكبر عدد ممكن من المغردين العرب والاجانب.
ويؤكد أبو زر على ضرورة أن تكون قضية الاسرى هم كل شاب فلسطيني من خلال تفاعلهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، واستخدام هذه المنابر لإيصال معاناتهم الى العالم كله.
وشهد موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أكثر من ألف تغريدة خلال الساعة الأولى لانطلاق الحملة، في حين وصلت لنحو 2.3 مليون متابع موزعين جغرافيا على كثير من الدول.
الأسرى في ارقام
ويوضح مدير الاعلام في وزارة الاسرى والمحررين اسلام عبده أن نحو 6500 أسير فلسطيني يقبعون في 17 سجنًا إسرائيليًا.
وتشير إحصائية لوزارة الأسرى إلى أن عدد أسرى قطاع غزة يبلغ 370 أسيرًا، فيما يبلغ عدد أسرى القدس والداخل المحتل 447 أسيرًا، والباقي من الضفة المحتلة، بالإضافة الى 150 أسيرًا من الدول العربية.
ويوجد في السجون 3800 أسير محكوم بالسجن تتفاوت بين المؤبد والاداري والاحكام القصيرة.
ويشير عبده لوجود 480 أسيرًا محكومًا بالمؤبد، موضحاً أن حكم المؤبد لدى مصلحة سجون الاحتلال هو 99 سنة، وليس كما في العرف الجنائي 25سنة
ويضيف "يوجد 250 طفلًا تقل أعمارهم عن 18 عامًا، و22 أسيرة، و15 نائبًا من المجلس التشريعي".