شبكة وتر- بيت لحم-ترجل الأب يعقوب أبو سعدى، راعي كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك في بيت لحم، من المركبة التي تقله مع وجهاء من أبناء الطائفة، في مدخل مخيم الدهيشة، الذي ترك سكانه جانبا من البوابة، التي وضعها الاحتلال للتحكم بدخولهم وخروجهم، في ثمانينات القرن الماضي. للتذكير بسيرة المخيم المؤلمة.
أبو سعدى، الذي يتمتع باحترام لدى أوساط مختلفة في المحافظة، لم يكن في مهمة اجتماعية، أو خيرية، وإنما في مهمة من نوع آخر، وهي تهنئة الكاتب أسامة العيسة، بفوز روايته (مجانين بيت لحم) بجائزة الشيخ زايد للآداب.
كان في انتظار الأب أبو سعدى، عدد من الكتاب والناشطين، في مبنى مؤسسة ابداع القريب من مدخل المخيم، وبعضهم يرتبط بأبي سعدى بعلاقة وثيقة.
أبو سعدى، أكد في بداية حديثه، على وحدة شعبنا الفلسطيني، بمسيحييه ومسلميه، وفي ذهنه، ما تعيشه منطقتنا، من وقائع وأحداث، طغت عليها الهويات الطائفية.
يتمتع أبو سعدى، بثقافة متنوعة، وبنظرة معينة للتاريخ، تغلفها الروح الوطنية، والحس المنحاز للمظلومين، والانتصار لمفهوم الوحدة الوطنية.
قال أبو سعدى بهدوئه المعتاد: "الهوية الفلسطينية ستبقى وحدوية، وان لا أحد يستطيع النيل منها، هي هوية ليس فقط ممتدة في جذور بعيدة، ولكن تكتسب أهميتها، من المشترك، والآمال، والتطلعات، والعدو الواحد المتربص بنا".
وتذكر الحضور، غريغوريوس الثالث لحّام، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك، الذي شغل منصب مطران القدس، وعُرف بمواقفه الوطنية والقومية، وقدم أبو سعدى، رسالته لحّام في عيد الفصح هذا العام والعبر المستخلصة التي تدعو إلى كل ما هو جميل للبشر، بغض النظر عن أديانهم.
ونقل أبو سعدى، تهاني المطران هيلاريون كابوتشي مطران الروم الكاثوليك في المنفى، الذي اعتقلته سلطات الاحتلال، قبل نفيه، للكاتب العيسة، وفخره بإبداعات أبناء شعبنا.
وروى المختار عدنان ثلجية، مؤكدا ان كابتوشي (92) عاما، اكد في اتصال من منفاه في روما، انه ما زال يأمل ان يرى أبواب القدس، قبل بوابة السماء.
واضاف المختار الشاب: "انه رجل ينبض وطنية، ودفع ثمن مواقفه غاليا، ورغم، كبر سنه، إلا انه يحلم بالعودة إلى القدس، ليكحل عينيه برؤية فلسطين".
الكاتب صالح أبو لبن، أكد على أهمية الالتفات للمبدعين الفلسطينيين، الذين يعبرون عن الواقع الفلسطيني بتنوعه، ويقدمونه بصدق، مشيرا إلى ان الابداع، يخترق الطوائف، ويلتفت للانسان، بما انه انسان، مثمنا زيارة المطران أبو سعدى والوفد المرافق له.
أبو لبن، صاحب رواية (البيت الثالث) الذي قدم فيها جزءا من واقع المخيمات، والأسرى في سجون الاحتلال، يعلي من دور الأدب والثقافة في ظل الظروف التي نعيشها.
نادي فراج، رئيس الهيئة الادارية لمؤسسة ابداع، اعتبر ان قوى الظلام، تستهدف شعبنا بمسلميه ومسيحيه، ولكن هذه القوى لن تنجح في النيل من صمود شعبنا، الذي يقدم دائما المبدعين في مختلف المجالات. مستذكرا المواقف الوطنية للاب أبو سعدى في مفارق تاريخية مهمة في تاريخ شعبنا. وتطرق إلى ذكريات جمعته بأبي سعدى، خلال مسيرة النضال الطويلة ضد الاحتلال.
ورأى خالد الصيفي، مدير مؤسسة ابداع، بان التنوع هو أبرز ما يميز الهوية الوطنية الفلسطينية، مقللا من شأن اية شوائب، قد تظهر، ولا تؤثر على الوحدة الوطنية.
"نحن شعب مثل أي شعب في العالم، وحدته في تناقضاته وتنوعه، وهذا سره، المهم هو الجوهري في وحدة شعبنا"-قال الصيفي.
واستعرض مصطفى فرارجة، رئيس جمعية زكريا الخيرية، ذكريات جيل ما بعد النكبة في بيت لحم، عندما فتح الأهالي بيوتهم، للاجئين، بدون أي اعتبار للطائفة او الدين. وروى كيف سكن مع عائلته في منزل عائلة من بيت لحم، من ديانة أخرى، فتحت ابواب منزلهم لعائلته التي لجأت الى مدينة المهد، اثر النكبة.
وقال الناشط الشبابي إبراهيم عوّاد، ان الادب يمكن ان يكون له دور مهم، في واقعنا الحالي، خصوصا إذا كان معبرا عن هذا الواقع، ويقدمه بصدق.
عوّاد، متحمس، للإبداعات الفلسطينية، خصوصا في المجال الثقافي، ويعتقد بأهمية تشجيعها، ومنح الشباب فرصة للتعبير عن انفسهم، وتحقيق ذواتهم.
يوسف سند (أبو خالد) الذي أمضى 15 في سجون الاحتلال، عبر عن شعوره: "بحاجة شعبنا للمبدعين، لكي يوثقوا تاريخنا، ويعبروا عن واقعنا، ويحملون امالنا وتطلعاتنا".
اللقاء الودي، بين المطران، والحضور، تحدث فيه أيضا: كل من: الصحافي جورج زينة، والدكتور ماهر الشيخ، والصحافي إبراهيم مزهر، وعيسى الخمور، وغيرهم، في محاور تتعلق بالوحدة الوطنية، والخطر الآتي من أماكن أخرى، مغلفا بالدين.