حقائق غريبة ومثيرة للدهشة ستغير نظرتك إلى الزمن !
لو نعود بضعة قرون إلى الوراء لاستقصاء أصل هذه الخرائط نجد أن أشهر محاولات “إسقاط” هذا العالم الكروي على تمثيل مسطح كانت في القرنين السادس عشر والسابع عشر عندما بلغت الرحلات البحرية الى العوالم الجديدة -سواء للاستكشاف أو التجارة- أوجها، حيث تعددت محاولات الإسقاط واتخذت أشكال أنصاف دوائر ومعينات وقلوب وغيرها! كل تلك الإسقاطات تلاشت عندما تمكن أحدها من إزاحة البقية وتربع على عرش الجغرافيا في العالم، وأصبح اليوم يعرف بـ “خريطة العالم”. إنه الإسقاط الذي اقترحه الجغرافي الفلمنكي “جيراردوس ميركاتور” سنة 1569 السبب الرئيسي لانتشار خريطة ميركاتور هي منافعها الملاحية الجزيلة! إذ تم رسم الخريطة بشكل يسهل استعمال البوصلة في الملاحة البحرية –طويلة المدى طبعاً- .. هذا التلاعب سبب “تحريفاً” في أحجام العديد من الدول، بل إن “النصف” الجنوبي للكرة الأرضية يبدو أصغر بكثير في خرائطنا! طبعاً الضحية كالعادة هي إفريقيا، سيكون من الصادم بعض الشيء إن قلت لكم إن إفريقيا بإمكانها استيعاب أمريكا الشمالية والهند والأرجنتين و”تونس أخرى” وبعض الدويلات المجهرية الأخرى!لم أكن يوماً من المهللين لـ “نظرية المؤامرة” لكن، هل فعلاً ما تعرض له “الكارتوجرافيا” -أي علم الخرائط- هو مجرد تلاعبات تقنية؟ أم إن معطيات تاريخية وإيديولوجية لعبت دوراً في ذلك؟
هل الصدفة وحدها وضعت النصف الشمالي في الأعلى والجنوبي في الأسفل؟ هل هي نفس الصدفة التي وضعت الشرق –الذي يحوي جنة عدن حسب الإنجيل- في الجهة العلوية من الخرائط المعتمدة من أوروبا المسيحية في العصور الوسطى؟ دون أن ننسى الخرائط الإسلامية لنفس الحقبة التي وضعت الجنوب في الأعلى! هل فعلاً خريطة مرسومة بإمكانها تغيير وتوجيه نظرتنا للعالم؟؟