شبكة وتر- كشفت مصادر دبلوماسية مصرية السبت عن تصاعد ملحوظ في حدّة الخلاف في وجهتي النظر بين القاهرة والرياض أخيرًا بسبب إصرار السعودية على إشراك حزب "التجمع اليمني للإصلاح" (الإخوان المسلمين) في أي ائتلاف حكومي يتم التوصل إلى الاتفاق عليه عقب الانتهاء من العمليات العسكرية ضد الحوثيين في اليمن.
وأشارت المصادر التي رفضت الكشف عن أسمائها لصحيفة "العربي الجديد" السبت إلى أن "القاهرة حذرت الرياض من خطورة منح الإخوان في اليمن دورًا كبيرًا في الحكم خلال الفترة المقبلة".
وأوضحت أن القاهرة أبلغت الرياض أنها تعتبر أن هذا الأمر ستكون له انعكاسات وتأثير مباشر على الأمن القومي المصري، وأمن دول الخليج.
وكشفت المصادر أنّ مصر طلبت من الإمارات إثارة الأمر داخل مجلس دول التعاون الخليجي للضغط على السعودية من قِبل أشقائها الخليجيين داخل المجلس لمحاولة وقف الدعم السعودي لـ"التجمع اليمني للإصلاح"، وإخوان سورية الذين تدعمهم السعودية بشكل كبير في إطار تحالفها مع تركيا وقطر فيما يتعلق بالملف السوري.
وذكرت أنّ "الرياض أبلغت مصر استياءها من تحركاتٍ وصفتها بغير المفهومة وسعي القاهرة للتوصل لتفاهمات بعيدة عن السياق السعودي حتى تتمكن من استبعاد الإخوان من أي اتفاق".
ولفتت إلى أن ذلك يأتي في ظل وجود قناعة راسخة لدى السعوديين بأنه لن يكون هناك حل لمشكلتي اليمن وسورية من دون تواجد واضح ومعترف به للإخوان في الدولتين خصوصاً في ظل الدعم الإيراني المتزايد لقوى شيعية.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا يأتي في الوقت الذي تجري فيه القاهرة اتصالات واسعة بأطراف الأزمة اليمنية بما فيها أطراف محسوبة على الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح وجماعة "أنصار الله" (الحوثيين) في محاولةٍ لتقوية موقفها أمام السعودية.
وبينت أن مسؤولين رسميين مصريين في الخارجية والاستخبارات أجروا عددًا من اللقاءات مع أبو بكر القربي مبعوث صالح إلى القاهرة للبحث في مخرج للأزمة.
كما عاد إلى العاصمة المصرية القاهرة قبل بضعة أيام الرئيس اليمني الأسبق علي ناصر محمد، في إطار مساعٍ يقوم بها للتوصل لهدنة إنسانية في اليمن خلال شهر رمضان مع بحث التوصل لحل نهائي للأزمة هناك.
وذكرت أن تحركات القاهرة تأتي في إطار اتفاق مصري إماراتي على التمسّك بعدم دعم أي دور للإخوان في الدول العربية والتضييق عليهم وعدم مشاركتهم في الحكم في أيٍّ من العواصم العربية.