شبكة وتر- : قال نمر حماد، مستشار الرئيس للشؤون السياسية، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لن يجبر القيادة الفلسطينية على شيء.
وأضاف مستشار الرئيس للشؤون السياسية، في مقابلة مع تلفزيون فلسطين، اليوم الأربعاء، إنه "لا عودة للمفاوضات قبل أن يكون هناك قرار إسرائيلي بتجميد الاستيطان، ولن نعود إلى الحلقة المفرغة كما في السابق".
وتابع: هذا ليس موقفنا وحدنا، وليس شرطا مسبقا، الأوروبيون يقولون ذلك الآن، ورأى أنه لا بد من مشاركة أوروبية أكبر وأكثر فاعلة في المفاوضات.
وقال إن نتنياهو أحس أن سياساته باتت معزولة في العالم، حتى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما أعلن بوضوح أن الحكومة الإسرائيلية ونتنياهو هما السبب في وصول المفاوضات إلى طريق مسدود، كما أن الأوروبيين كثفوا الإجراءات الخاصة بالمقاطعة.
وأشار إلى أن جميع الوزراء الأوروبيين الذين قدموا إلى المنطقة، طرحوا على نتنياهو أن استمرار الاستيطان يعني القضاء على حل الدولتين، وبالتالي فإن المفاوضات لن تؤدي إلى نتيجة.
وأوضح حماد أن الموقف الحقيقي لنتنياهو تجسد في تصريحاته أثناء حملته الانتخابية الأخيرة، التي قال فيها إن دولة فلسطين لن تقوم في عهده، وهذا يعيدنا إلى منطق "جوبلز" الذي يقول: "اكذب واكذب حتى يثبت الكذب في ذهن الرأي العام، نتنياهو مخطئ اذا اعتقد ذلك".
وأكد أن مقاطعة إسرائيل من قبل الغرب سببها الحقيقي هو الاستيطان، وليس كما يحاول نتنياهو الترويج بأن المشكلة سببها وجود عداء ضد إسرائيل، أو اللاسامية في أوروبا ضد اليهود.
وشدد حماد على أن الموقف الفلسطيني يحظى بمصداقية من قبل وزراء الخارجية الغربيين الذين يزورون المنطقة، لأنه كلام واضح وصريح، في حين يجيب هؤلاء الوزراء عند سؤالهم عن رأيهم في العودة للمفاوضات في ظل الاستيطان، فيقولون "لا يوجد منطق في ذلك".
وأشار إلى أن نتنياهو يستخدم أسلوبا دعائيا يتمثل في الرسائل التي يحملها لهؤلاء الوزراء بأنه يريد لقاء الرئيس عباس، والعودة إلى المفاوضات، ومطالبة الدول العربية بالضغط على القيادة الفلسطينية من أجل ذلك، فإنما يسعى بذلك إلى تجنب جوهر الموضوع وهو إيقاف الاستيطان والعودة إلى المفاوضات لفترة زمنية تستمر سنة، يتم خلالها ترسيم حدود الدولة الفلسطينية على أساس حدود الرابع من حزيران 1967، والقدس الشرقية عاصمتها، ثم برنامج زمني للانسحاب من الضفة الغربية.
وحول موضوع الأمن، قال حماد: "إذا كان موضوع الأمن مقلقا لنتنياهو، فنحن نقول فليأت طرف ثالث، وليكن الناتو، ويتواجد على أراضي الدولة الفلسطينية حتى يعطي ضمانة لإسرائيل".
وأضاف: "هذا الموقف المنطقي يلقى قبولا وقناعة لدى الرأي العام، في حين أن كل خطابات ومقابلات نتنياهو لا تستند إلى الحقيقة، بدليل تصريحات وزير دفاعه بأنه لا يتخيل أن يرى في حياته قيام دولة فلسطينية، كما طالب وزير آخر بضم الضفة الغربية إلى إسرائيل، ودعا آخرون إلى تطبيق القانون الإسرائيلي على الضفة الغربية".
وقال حماد: "كل محاولات نتنياهو لن تقنع أي طرف دولي، عمليا هو يغرد وحده، وما يقوله لا يجد صدى، لأنه عندما يطرح الموضوع على أي طرف، فإن الأخير يجيب أن المفاوضات استمرت تسعة أشهر برعاية أميركية، فماذا كان موقف الحليف الاستراتيجي لإسرائيل من فشل المفاوضات؟ أن استمرار الاستيطان وعدم التزام الحكومة الإسرائيلية بما تعهدت به للإدارة الأميركية بإطلاق سراح الدفعة الرابعة من الأسرى، فإذا لم يكن قادرا على اقناع الإدارة الأميركية بموقفه، فهل من الممكن أن نتخيل أنه قادر على إقناع طرف آخر، حتى وزير خارجية كندا المنحازة لإسرائيل لأسباب غير مفهومة، لم يستطع أن يدافع على الإطلاق عن سياسة استمرار الاستيطان.
وقال حماد: "هناك طرح مقبول من جانبنا، وهو إشراك العرب في المفاوضات، وتسمى دائما مصر والأردن".
وأضاف: "هناك شبه إجماع في العالم أن الحكومة الإسرائيلية الحالية، ليست هي الحكومة التي بإمكانها أن توقف الاستيطان، خاصة أن سبعة من وزرائها هم من المستوطنين، كما أن عددا كبيرا من اعضاء الكنيست الذين يشكلون هذا الائتلاف هم من المستوطنين أيضا".