استضافت كلية دار الكلمة الجامعية للفنون والثقافة في بيت لحم، المخرج سليم أبو جبل وعرضت فيلمه "روشميا"، والتي تعود تسميته إلى الآرامية حيث تُلفط عن طريق دمج الكلمتين "روش" (رأس) و "ميا" (ماء)، أي رأس النبع، وبحضور عدد من الفنانين والمخرجين الفلسطينيين من الهيئة الأكاديمية في الكلية الجامعية وخارجها وايضا طلبة الكلية الجامعية من جميع التخصصات، وذلك في مسرح كلية دار الكلمة الجامعية.
يتحدث الفيلم حول رجل اسمه يوسف حسان البالغ من العمر 80 عامًا ويعيش في كوخ في وادي روشميا منذ العام 1956 مع زوجته آمنة، كلاهما مهجران في نكبة العام 1948. حيث تسير الحياة بشكل طبيعي في الوادي، حتى تقرر بلدية حيفا شق شارع ما يعني هدم كوخ الزوجين وإجبارهم على العثور على منزل جديد. وادي روشميا والذي كان منطقة مأهولة حتى بداية الثمانينيات لم يبق فيه سوى يوسف حسان وزوجته آمنة، آخر سكان الوادي اللذان رفضا الخروج رغم خلو الوادي من السكان، إلى أن وقعا في نهاية المطاف تحت تهديد الاقتلاع والهدم بالقوة، حين تقرر البلدية شق شارع لربط أحياء البحر الأبيض المتوسط بأحياء جبل الكرمل، ما يعني هدم البراكية وإجبار ساكنيها على العثور على منزل جديد.
وقد تبع عرض الفيلم حلقة نقاش مع المخرج حول الفيلم وموضوعه والتقنيات السينمائية، وطرح طلبة كلية دار الكلمة الجامعية والتي تمنح درجة البكالوريوس في برنامج انتاج الأفلام والفنون المعاصرة العديد من الأسئلة، اذ تميز النقاش بالحوار الفعال وكانت الأجواء حماسية وإبداعية.
ومن الجدير بالذكر أن الفيلم من تصوير وإخراج: سليم أبو جبل، إدارة إنتاج لورا حوا، منتج مشارك: رياض إدعيس، منتج منفذ: مي عودة، تنسيق إنتاج: رفيا سليمان، ترويج إعلامي: إياد عيسى، مونتاج: سليم أبو جبل وميشيل شفيق (مصر)، تصحيح ألوان: أوناي ريسونداي (إسبانيا) ومكساج صوت: يوخين يتسوتسيك (ألمانيا)، حيث حاز الفيلم على عدد من الجوائز منها: الجائزة الكبرى للفيلم الوثائقي، مهرجان تطوان لدول البحر المتوسط، جائزة لجنة التحكيم، مهرجان دبي السينمائي الدولي.
وتعتبر كلية دار الكلمة الجامعية للفنون والثقافة أول مؤسسة تعليم عالي فلسطينية تركز تخصصاتها على الدراسات السياحية والفنون الأدائية والمرئية والتراث الفلسطيني والتصميم، كما وتمنح درجة البكالوريوس في الفنون المعاصرة وانتاج الأفلام.