شبكة وتر- تعتبر تكية سيدتنا مريم العذراء في مدينة بيت لحم وهي التكية الاسلامية التي تحمل اسم العذراء مريم عليها السلام والتي تم افتتاحها لاول مرة في بيت لحم قبل اشهر وجهة الكثير من الفقراء والمهمشين في شهر رمضان المبارك.
تكية سيدتنا مريم العذراء هي تكية اسلامية تعمل على تقديم وجبات غذاء للفقراء في مختلف مناطق محافظة بيت لحم وهي تشكل نموذجا للتاخي الاسلامي المسيحي حيث يعمل فيها مجموعة من الشبان والشابات مسلمين ومسيحين للتاكيد على ان بيت لحم هي ابرز نماذج العيش المشترك لا على مستوى فلسطين والشرق الاوسك بل على الصعيد العالمي خصوصا في ظل المتغييرات الجارية بالشرق الاوسط وظهور جماعات متطرفة لا علاقة لها بالاسلام وتسيئ للتاخي الاسلامي الذي عايشته المنطقة العربية على مر العصور لتاتي هذه التكية بمسلميها ومسيحيها من متبرعين ومتطوعين وتقول اننا هنا اخوة رغم كل المؤامرات.
يقول محافظ محافظة بيت لحم اللواء جبريل البكري ان فكرة التكية جاءت مستوحاة من التكايا الاسلامية التي تمد يد العون للفقراء والمهمشين مشيرا الى ان تجاربها في مدن مثل الخليل ونابلس دفعاه للعمل من اجل افتتاح هذه التكية ببيت لحم حيث تم اختيار اسم سيدتنا مريم العذراء كرسالة تؤكد التاخي الاسلامي المسيحي.
واضاف المحافظ البكري ان التكية افتتحت قبل اشهر وتقدم خدمات لفقراء والمحتاجين منذ اشهر بدعم المجتمع المحلي والعديد من المؤسسات الاغاثية الاسلامية مشيرا الى انه لمس حرصا من مرسسات المجتمع المحلي ورجال اعمال مقتدرين وحتى تجار من الطبقة الوسطى على مد التكية بما تحتاجه مما انجح وينجح العمل فيها .
واشار الى ان عمل التكية تضاعف عدة مرات منذ اليوم الاول لشهر رمضان المبارك مشيرا الى ان التكية تقدم الف وجبة غذائية يوميا موضحا ان كافة الوجيات يجري طبخها وتغليفها بشكل جيد يوميا حيث يتم توزيعها في عدة مناطق بالتعاون مع لجان الزكاة وحركة فتح والبلديات بكل منطقة كما يجري توزيعها بالمخيمات بالتعاون ما بين حركة فتح ولجان الزكاة في المخيمات وحركة فتح معربا عن امله بان تساعد هذه الوجيات في مساعدة كل من يحتاج اليها.
واكد المحافظ البكري انه يقوم منذ اليوم الاول بمتابعة العمل بالتكية بدا من توفير احتياجاتها من ارز ودجاج ولحوم وفق المتوفر و وفق التبرعات مرورا بتغليف الوجبات وتجهيزها للتوزيع وانتاء بايصالها الى كل منطقة يجري الاتفاق على التوزيع فيها .
واشار البكري انه يامل بتطوير وتوسيع خدمات التكية معربا عن شكره وتقيره لكل من وقف ويقف الى جانب هذه التكية وعملها الذي يهدف الى سد رمق عائلة فقيرة محتاجة لا تستطيع ان تقدم لابناءها لقمة افطار في رمضان مضيفا ان هناك الكثير من العائلات المستورة التي تفضل الصمت على طلب العون ومن هنا كان لا بد من وجود التكية التي تقدم العون لهذه العائلات المستورة .
واشار الى ان لجنة التكافل الاجتماعي التي تم تاسيسها تقوم بمتابعة الاحتياجات للتكية وتوفير كل ما يلزم لها مشيرا الى انه يتابع ايضا الاعمال اليومية للجنة التكافل الى جانب عمليات الطبخ وتوزيع الوجبات كما انه يراقب جودة المواد الغذائية واللحوم التي يتم التبرع بها مثمنا حرص ابناء شعبنا المقترين على التبرع باجود وافضل مواد وهو ما يعكس روح التاخي والمحبة برمضان.
بدورها قالت نجلاء الحاج منسقة لجنة التكافل ببيت لحم والتي تقوم ايضا بمتابعة العمل في التكية يوميا ان العمل يجري على قدم وساق من قبل مختلف الجهات لانجاز وتحضير الوجبات للافطار في رمضان وان التكية تقوم بتنفي عمليات طبخ على اعلى المستويات بالتعاون مع طباخين مهرة تم الاتفاق معهم من اجل تنفيذ اعمال الطبخ بشكل يومي.
واشارت الحاج الى ان التكية تعد يوميا الف وجبة افطار رمضاني ويجري توزيعها وفق توجيهات المحافظ اللواء جبريل البكري من خلال لجان الزكاة والمجالس البلدية والقروية وحركة فتح لضمان وصولها لمن يحتاجها موضحة ان كل منطقة ادرى بتفاصيل مواطنيها وبالتالي ضمان وصول هذه الوجبات لمن يستحق.
من جهته قال رجل الاعمال التلحمي سامي ثلجية ان تكية سيدتنا مريم العذراء وهي تكية اسلامية تحمل اسم سيدتنا مريم عليها السلام اكبر ليل على روح الودة والتاخي والتراحم بين ابناء شعبنا الفلسطيني سواء كانوا مسلمين او مسيحيين موضحا ان وجودهم للعمل في التكية يمثل رسالة حقيقية ومن ارض الواقع التي تعكس العيش المشترك.
وشدد ثلجية على انه وغيره الكثيرين من اهالي مدينة بيت لحم بالعمل والتواصل مع التكية ولجنة التكافل الاجتماعي التي تتبع المحافظة وتشغل وتشرف على التكية من اجل مساعدتها على تنفيذ مهامها موضحا ان هناك الكثير من المتطوعين المسلمين والمسيحيين من ابناء بيت لحم الذين يعملون على رعاية التكية لتكون قادرة على مواصلة العمل ومد يد العون لكل من يحتاجها.
بدوره قال خضر ابو عبارة من مدينة بيت جالا ان تكية سيدتنا مريم العذراء هي تجسيد حي لروح المحبة والتاخي الاسلامي المسيحي الذي تتميز به محافظة بيت لحم من عشرات السنوات موضحا ان بيت لحم تعتبر نموذجا عالميا في العيش المشترك والمحبة حيث يعيش ابناء المدينة من مسلمين ومسيحيين لان الذي يجمعهم اكبر بكثير من الذي قد يفرقهم .
واشار ابو عبارة الى اننا كفلسطينين نعيش تحت الاحتلال الاسرائيلي وجرائمه اليومية التي تستهدفنا جميعا مسلمين ومسيحيين وبالتالي فان وجودنا جميعا في هذه الارض مستهدف من قبل الاحتلال وبالتالي علينا توحيد جهودنا وصفوفنا في اكثر من شكل وعلى اكثر من صعيد لمواجهة الاحتلال وتحدياته .
واوضح ان اوجه الوحدة والتضامن والتعاضض بين ابناء الشعب الواحد يمكن ان تكون على شكل موقف سياسي موحد من خلال النضال الموح ضد الاحتلال او عمل اجتماعي يظهر حقيقة التاخي والحياة المشتركة كالعمل التطوعي مثل العمل في تكية سيدتنا مريم العذراء وانه بالامكان التعبير عن العيش المشترك من خلال الممارسة للحياة اليومية .
واكد ابو عبارة ان شعبنا سيبقى موحدا قويا ويسعمل على تعزيز جبهته الداخلية وان احد اهم عوامل لك هو بناء وحماية المجتمع وتقويته بحيث يعمل الغني على مساعدة الفقير في المجتمع الفلسطيني وهو المجتمع الذي تميز بالعلاقات الوطيدة على مر السنوات .