شبكة وتر- المؤشرات في ليفربول كانت مبشرة قبل بداية الموسم الماضي، فالأموال التي تقاضاها النادي من برشلونة الاسباني مقابل الإستغناء عن خدمات المهاجم الأوروغوياني لويس سواريز، ذهبت في صالح تعزيز صفوف الفريق بلاعبين جدد يمكن الإعتماد عليهم في المستقبل، لكن الرياح جرت بما لا تشتهيه السفن.
أجرى ليفربول مجموعة كبيرة من الصفقات في فترة الإنتقالات الصيفية الماضية، ولم يبرز اللاعبون الذين ضمهم النادي ليحتل مركزا متأخرا في الدوري الإنجليزي الممتاز بكرة القدم ويخرج من دور المجموعات بمسابقة دوري أبطال أوروبا.
السيناريو هذا الصيف يبدو مشابها إلى حد ما، فحتى هذه اللحظة أتم ليفربول خمس صفقات في سوق الإنتقالات حصل من خلالها على خدمات داني إينغز وآدم بوغدان وجيمس ميلنر وجو غوميز وروبرتو فيرمينو، وينوي النادي خلال الساعات القليلة المقبلة الإعلان عن الصفقة الخامسة والمتمثلة في استقدام الظهير الإنجليزي الدولي ناثانيال كلاين من ساوثامبتون.
ما يرهب جمهور ليفربول في الفترة الحالية هو تسرع إدارة النادي في إجراء الصفقات، ويخشى أنصار الفريق تكرار تجربة الموسم الماضي عندما لم ينجح أحد من اللاعبين الجدد في تثبيت قدميه كلاعب يمكنه المساهمة في إنجازات الفريق على مستقبلا، وصفقة ضم كلاين، رغم أنه لاعب يشار إليه بالبنان فيب الملاعب الإنجليزية، تزيد من حدة هذه المخاوف.
وقدر الإعلام الإنجليزي قيمة صفقة كلاين الجديدة بـ 12.5 مليون جنيه استرليني، ما يعني أن النادي الأحمر العريق أنفق ما مقداره 61.5 مليون جنيه على استقطاب لاعبين من صفوف ساوثامبتون في عام واحد فقط.
وأعدت صحيفة (دايلي ميل) البريطانية الجمعة تقريرا عن هذه العلاقة التجارية بين الفريقين الإنجليزيين، مشيرة إلى أن ساوثامبتون ملأ خزائنه بأموال صفقة سواريز، دون أن يحصل ليفربول على الإستفادة الكاملة من صفقاته.
المطلوب من صفقات ليفربول الجديدة أن تساهم في وضع أرضية صلبة لفريق يمكنه مقارعة كبار البريميرليج حاليا، ويعلم المتابعون أن البحث عن صفقة بعينها يمكنها تعويض رحيل سواريز يعد ضربا من الجنون، وهو ما أشار إليه قائد الفريق السابق والمنتقل حديثا إلى لوس أنجليس غالاكسي ستيفن جيرارد خلال مقابلة تلفزيونية مع شبكة (بي تي سبورت).
في تلك المقابلة، تحدث جيرارد بإسهاب عن الأسباب التي أبعدت ليفربول عن لقب الدوري الإنجليزي في موسم 2013/2014 بعد منافسة محتدمة مع البطل مانشستر سيتي، وأهم هذه الأسباب فقدان مجموعة كبيرة من النقاط أمام فرق ضعيفة، وتذكر جيرارد الخسارة المفاجئة أمام هال سيتي، والهزيمة أمام ساوثامبتون في أيلول/ سبتمبر العام 2013 بهدف نظيف أحرزه الدولي الكرواتي ديان لوفرين.
مدافع ساوثامبتون انتقل قبل بداية الموسم المنقضي حديثا إلى ليفربول برفقة اثنين آخرين من زملائه في الفريق، المهاجم المخضرم ريكي لامبرت، ولاعب الوسط الدولي آدم لالانا، لكن الثلاثي المذكور فشل في تقديم ذات الأداء الذي قدمه مع ساوثامبتون، وحصل على حصته من الإنتقادات اللاذعة طوال الموسم.
بلغت قيمة صفقة انتقال لوفرين إلى ليفربول 20 مليون جنيه استرليني، وقبل انتصاف الموسم، كان الدولي الكوراتي قد ارتكب خطأين مباشرين أديا لخسارة فريقه الجديد أمام مانشستر يونايتد صفر-3.
وكان مدافع ليفربول السابق جايمي كاراغر قد أشار عند الإعلان عن صفقة ضم لوفرين إلى أن إدارة النادي الأحمر تغاضت على ما يبدو عن أخطاء فنية عديدة ارتكبها اللاعب رغم تألقه في صفوف ساوثامبتون تحت قيادة مدرب توتنهام حاليا، الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو، ورغم التطور البطيء في مستواه في الجولات الأخيرة من الموسم، يبدو لوفرين بحاجة لتقديم المزيد لنيل ثقة الجمهور الذي مايزال يحمله جزءا من مسؤولية الخروج من مسابقة الدوري الأوروبي (يوروبا ليغ) بعدما أضاع ركلة ترجيحية أمام بشيكتاش التركي.
أما ريكي لامبرت فلم يكلف خزينة ليفربول سوى 4 ملايين جنيه استرليني، بقي اللاعب طوال الفترة التحضيرية للموسم الجديد يشير إلى أنه حقق حلمه بالإنضمام إلى الفريق الذي شجعه منذ نعومة أظفاره، لكن الآمال التي بنيت عليه كانت أكبر من قدراته، خصوصا وأنه يلعب في نفس مركز لويس سواريز.
سجل لامبرت هدفين فقط في الدوري الإنجليزي الذي قضى معظم منافساته على مقاعد الإحتياط بديلا للإيطالي ماريو بالوتيلي أو الإنجليزي دانييل ستوريدج، ويبدو أنه في الطريق إلى ترك النادي قبل بداية الموسم الجديد مع قدوم البرازيلي فيرمينو من هوفنهايم.
القصة مختلفة بعض الشيء بالنسبة لآدم لالانا مع ليفربول، فهو صاحب الصفقة الأعلى بين لاعبي ليفربول القادمين من ساوثامبتون (25 مليون جنيه استرليني)، لكنه عانى قليلا للتأقلم مع المتطلبات الفنية والتكتيكية للمدرب برندان رودجرز الذي ينوي موصلة الإعتماد على الدولي الإنجليزي خلال الموسم المقبل صاحب المهارات الفنية الرفيعة والقدرة المميزة على استغلال المساحات الفارغة في ملعب الخصم.
ووحده الوقت قادر على تحديد ما إذا كان كلاين سيقتفي أثر اللاعبين الثلاثة، أم سيثبت أهميته في ليفربول، خصوصا وأن السبب الأساسي في شراء خدماته يكمن في تعويض غلين جونسون في مركز الظهير الأيمن، لكن ما هو واضح بشكل لا يمكن التشكيك به هو أن ساوثامبتون وضع أموال صفقة سواريز الشهيرة في خزنته بسرور بالغ.