راديو وارينت- مما لا شك فيه ان نيل الحرية والاستقلال هو مطلب لكافة الفلسطينيين سواء مسيحيين ومسلمين وعلى الرغم من التحديات الداخلية والخارجية والحملات المشبوهة التي تحاول التفريق بين المسيحيين والمسلمين في فلسطين لإحداث نوع من الكراهية والحقد بينهما الا ان الرابط الفلسطيني المسيحي الاسلامي يعتبر نموذجا للوحدة التي يفتخر بها كل فلسطيني في العالم، فالمعاناة نفسها والقيم الاخلاقية التي تتجسد في المناسبات الدينية دليل قاطع على عمق هذه العلاقة فترى المسيحي "مسحراتي" يحيي عادات المسلمين، وترى المسلم يزين شجرة الميلاد ويحتفل مع المسيحيين عدا عن القصص والحكايات التي تعبر عن التكاتف والتعاضد بين المسيحيين والمسلمين في فلسطين.
وفي هذا السياق أكد المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، الشيخ محمد حسين عمق العلاقات ما بين المسيحيين والمسلمين قائلا "ان العلاقة بين الشعب الفلسطيني بكل مكوناته يشكل نموذجا للتعايش الديانات والتعاون بينها بالعيش المشترك ولا توجد فوارق ما بين أبناء الشعب الفلسطيني فجميعنا نسعى الى نيل الحرية والاستقلال وحرية مقدساتنا".
واضاف ، "ان الهموم والآلام واحدة ولا يوجد اي تميز او عوائق ما بين ابناء الشعب الفلسطيني بمختلف اديانه، مشيرا الى ان العلاقة التاريخية ما بين المسلمين والمسحيين مثال للتآخي ما بين أبناء الشعب الواحد، وأن ذلك تاريخ نفتخر به".
ولفت حسين الى ان مظاهر الاخوة والتعايش التي نلمسها من اخوتنا المسيحيين في شهر رمضان وغيره من افطارات ومساعدات يؤكد على اننا شعب واحد وان همنا الاكبر هو المواطن الفلسطيني بغض النظر عن العرق والدين.
بدوره اكد المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس على ان العلاقة بين المسيحيين والمسلمين في فلسطين علاقة اخوية قائمة على المحبة والتعاون واحترام الديانات.
وقال: "يربطنا ما هو اكثر من التعايش والتسامح وهو الانتماء الى الامة العربية والشعب الفلسطيني الواحد".
واضاف ، "ان همنا واحد وقضيتنا واحدة وندافع عنها سويا (مسلمين ومسيحيين) حتى نيل حريتنا واستقلالنا".
واكد عطا الله على عمق العلاقة التاريخية التي تربط المسلمين والمسيحيين ببعضهم البعض منذ الاف القرون مؤكدا على حرصهم على الحفاظ على هذه العلاقة وعدم السماح بالمساس بها او تشويهها.
مسيحي يروي ظمأ الصائمين
الشاب خليل كوع (35) من مدينة نابلس يتطوع هو ومجموعة من رفاقه طيلة شهر رمضان منذ اكثر من ثلاثة سنوات في تقديم الماء و التمور ليروي ضمأ الصائمين.
يقول كوع، ان "هذا العمل اعتدت عليه منذ اكثر من ثلاث سنوات وانا سعيد جدا به ولا اجد ما هو غريب بذلك خصوصا في مجتمعنا الفلسطيني الذي لا يفرق بين مسلم ومسيحي فنحن متسامحون، نعرف عادات بعضنا البعض ونتشارك في المناسبات الدينية والاجتماعية".
واضاف "انا اساعد رفقائي المسلمين واحتفل معهم في مناسباتهم واعيادهم وهم ايضا يحتفلون معي في اعيادنا ومناسباتنا".
ولفت كوع الى ان هذا العمل الذي يقوم به قد لقي اعجاب وترحيب العديد من المواطنين داخل فلسطين وخارجها مشيرا الى "ان الجميع من عائلتي والحي الذي اسكن فيه يشجعونني ويشكرونني على ذلك كما ان هناك شبان مسيحيين من مختلف المناطق اقتدوا بهذا العمل وقاموا بتطبيقه".
سامرية تصوم رمضان
وفي صورة أخرى للتآخي والمحبة بين الديانات الثلاث (مسلمين، مسيحيين، سامريين) الصحفية بدوية السامري التي تأخذ من جبل جرزيم بمدينة نابلس مسكن لها، اعتدات منذ اكثر من 11 على البقاء صائمة وعدم تناول الطعام أو الماء، مراعاة منها لشعور زملائها الصائمين في العمل.
وتقول بدوية أنها تعودت منذ 11 عاماً في الوظيفة، وخلال أيام دراستها في المرحلة الثانوية والجامعية على الحصر على الصوم خلال فترات الدوام احتراما لزملائها واصدقائها واهلها في مدينة نابلس".
وتضيف" قبل بداية شهر رمضان معظم الزملاء توجهوا لي، وطلبوا أن آخذ راحتي خلال شهر صومهم، لكن لم استجيب لذلك حفاظاً على حرمة الصوم على الرغم باني في الأشهر الأخيرة من الحمل".
وتابعت السامرية" ما أقوم به هو احترام لمن حولي وللدين واحترام للعادات والتقاليد في مجتمعنا الفلسطيني ، فكما أحب أن يحترم يوم صومي الذي يأتي يوما واحدا من كل عام علي أن أحترم صوم غيري من الديانات الأخرى".
راية