شبكة وتر- اكتشف علماء الفلك انبعاثات قصيرة من أشعة إكس تصدر عن ثقب أسود، مما يوحي بأنه أصبح أكثر نشاطاً.
وتوصف تلك الثقوب السوداء بأنها جائعة وتكبر أكثر فأكثر وهي تلتهم الأنقاض الكونية المتساقطة من النجوم المجاورة، وأي شيء يقترب منها يكون مصيره الالتهام.
إنها بقايا النجوم الكبيرة التي تسحق ذاتياً إلى أن تصبح في حالة كثافة لا حدود لها، وأي شيء يقترب يقع في مصيدتها بفعل جاذبيتها القوية.
وهذا يجعل من الصعب تحديد مكانها، أو اكتشافها، وأفضل سبيل هو مراقبة حركة النجوم القريبة.
ومع ذلك فقد كشف ثقب أسود واحد عن نفسه مؤخراً بشكل واضح، فبعد أن ظل في حالة خمول لمدة 26 عاماً، بدأ يصدر سلسلة من الانبعاثات الكونية البراقة.
وأول هذ النجوم المستعرة لأشعة اكس، وهي نجوم يتعاظم ضياؤها فجأة ثم يخبو في بضعة شهور أو بضع سنين، شوهد قبل أسبوعين. إذ لاحظ الفلكيون الذين يرصدون التلسكوب السريع أن جسماً براقاً جديداً غريباً قد ظهر في السماء.
في البداية لم يعرف الفريق ماهية هذه الومضات البراقة، ولفتوا انتباه زملائهم وبدأت عدة تلسكوبات أخرى في رصد التوهجات التي استمر بعضها لعدة دقائق، واستمر البعض الآخر منها لساعات.
واكتشف علماء الفلك الآن أن تلك الومضات صادرة عن قرص ساخن جداً حول الثقب الأسود.
وهذا يحدث لأن الثقب الأسود يستهلك غازا وغباراً من نجم مجاور، لكن ليس كل هذه المواد تدخل إليه. وعوضا عن ذلك، تشكل بعض من هذه المواد حلقة حول الثقب الأسود تسمى "القرص الملتحم".
هذه الحلقة تتشكل على مدى الزمن، كما يقول جون نوزيك، مدير إدارة العمليات في جامعة "بين ستيت" في فيلادلفيا بالولايات المتحدة.
وأضاف نوزيك "عندما تكون هناك مادة كافية، تحدث حالة مشابهة جداً للحالة المصاحبة لانفجار قنبلة هيدروجينية، ووجود الكثير من الهيدروجين تحت ضغط شديد مع الحرارة يؤدي إلى انفجار يشبه نجماً جديداً".
وهذا الانفجار بالغ القوة لدرجة أنه يعصف بكل المواد التي كانت مستقرة بالقرب من الثقب الأسود. هذه الأنماط من الانفجارات نادرا ما تلاحظ.
ويقول نيل جيهريلز من مركز "جودارد" لرحلات الفضاء التابع لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا: "حدث نوع من الانبعاث أو الفواق قبل أسبوعين، وبدأ النجم ينفث الغاز في الثقب الأسود".
وملاحظة هذه الانفجارات يساعد الباحثين على تعلم المزيد عن كيفية تغير الثقوب السوداء على مدار الزمن.
وهي لا تستمر طويلا، فما إن تبدأ الانبعاثات حتى تتوقف التفجيرات، ويعود الثقب الأسود إلى حالة السبات مرة أخرى، ولا نعرف متي سيستيقظ من جديد.