شبكة وتر- تعليمات تبدو للوهلة الأولى بأنها تغير كبير على سياسة الجيش الاسرائيلي في مناطق الضفة الغربية وكيفية التعامل مع المستوطنين ، هذا ما تناوله موقع صحيفة "يديعوت احرونوت" اليوم الاثنين بعد مرور أكثر من سنة على تعليمات قيادة الجيش للجنود العاملين في مناطق الضفة الغربية.
التعليمات التي صدرت كانت واضحة ولا تحتاج الى تفسير ولا تحمل أي لبس ، فقد صدرت تعليمات للجنود وقادة الجيش في الضفة بالتعامل مع "مثيري الشغب" اليهود في الضفة كما يتم التعامل مع الفلسطينيين.
واعطيت تعليمات باجراءات فتح النار على "مثيري الشغب" اليهود والفلسطينيين، من ناحية القاء الحجارة او التعرض للممتلكات التابعة للفلسطينيين او الاعتداء على الجيش الاسرائيلي او ممتلكات الجيش.
وأشار الموقع الى أن هذه التعليمات قدمها قائد الجيش السابق لمنطقة نابلس يؤاف يورم والذي تعرض لتهديد من قبل المستوطنين أكثر من مرة وتم الاعتداء على سيارته العسكرية ، وخلال العام الماضي تم اعطاء تعليمات للجنود وقادة الجيش العاملين في الضفة الغربية حول كيفية التعامل مع المستوطنين والمتطرفين اليهود.
ونتيجة للفحص الذي قام به موقع الصحيفة وكذلك الاستناد للتقارير التي صدرت عن منظمات حقوق انسان اسرائيلية أو منظمات يسارية اسرائيلية، فإن الواقع يختلف تماما عن التعليمات وهذا ما أكده بعض الجنود والضباط ، الذين برروا عدم تنفيذ هذه التعليمات ضد المستوطنين برفضهم ممارسة العنف مع أبناء شعبهم، او من الصعوبة عليهم القيام بعملية اعتقال عنيفة لمستوطن او اطلاق النار في الهواء وغيرها من التعليمات، لوجود جنود يخدمون معهم في نفس الوحدة ولكنهم يعيشون في المستوطنات، ومن غير الممكن القيام بهذه التعليمات ضد افراد الاسرة أو العائلة والاصدقاء.
وأضاف الموقع أن الكثير من الاعتداءات التي يقوم بها المستوطنون ضد الفلسطينيين بحضور الجيش الاسرائيلي لا ينفذون هذه التعليمات، ويكتفي الجنود فقط بالصراخ عليهم والطلب منهم بالتوقف او استدعاء الشرطة الاسرائيلية للتعامل مع هذه الاحداث، حتى لو كان المستهدف من القاء الحجار الجيش الاسرائيلي.
وبحسب تقرير لمنظمة "يش دين" الاسرائيلية فقد تقدم الفلسطينيون خلال العام الماضي بـ 35 شكوى ضد الاعتداء عليهم من قبل المستوطنين بحضور الجيش، ولكن هذه الشكاوى لا يتم التعامل معها بشكل جدي أو يجري تحقيق مفصل فيها، واكتفى الجيش الاسرائيلي خلال هذه الفترة بعقاب 4 جنود فقط ، في حين أكدت منظمة "يش دين" بأن غالبية الفلسطينيين لا يقدمون شكوى للجيش كونهم لا يفرقون بين المستوطنين والجيش الاسرائيلي.