راديو اورينت - فاز الأردن اليوم بعضوية المجلس التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) حيث حصل على أعلى الأصوات ضمن مجموعته الانتخابية، و ذلك خلال الانتخابات التي جرت في الدورة التاسعة و الثلاثين للمؤتمر العام لليونسكو المنعقدة أعماله حاليا في باريس.
و قال السفير الأردني في باريس و المندوب الدائم للأردن لدى اليونسكو مكرم القيسي في تصريحات صحفية عقب إعلان نتيجة التصويت إن فوز الأردن بهذا الموقع يعكس التقدير الكبير والاحترام الذي يحظى به الأردن بقيادة الملك عبدالله الثاني إبن الحسين، وعبر عن تقديره للدول الشقيقة والصديقة التي وقفت الى جانب الاردن وساندته للحصول على هذا المقعد.
وأضاف القيسي بأن العضوية في هذا المجلس ستساهم في استمرار الأردن بالقيام بدوره الفاعل على الساحة الدولية في المسائل ذات الصلة بولاية منظمة اليونسكو وأنشطتها المستهدفة حماية التراث و إيجاد الشروط الملائمة لإطلاق حوار بين الحضارات والثقافات والشعوب على أسس احترام القيم المشتركة، وإلى التوصل إلى وضع رؤى شاملة للتنمية المستدامة، تضمن إحترام حقوق الإنسان، والتخفيف من حدة الفقر من خلال التربية والعلوم والثقافة والاتصال والمعلومات.
على المستوى الوطني، قال القيسي بأن عضوية الأردن في المجلس التنفيذي ستساعد في تسهيل حصوله على الدعم اللازم من المنظمة للمضي قدما في تسجيل عدد من المواقع الأثرية و التراثية الأردنية على لائحة التراث العالمي، وخصوصا في ضوء السعي إلى تسجيل مجموعة من المباني في مدينة السلط التاريخية ضمن قائمة التراث العالمي ولتكون بذلك الموقع الأردني السادس الذي يسجل على هذه اللائحة.
وقال القيسي بأنه سيتم العمل على الإستفادة من خبرات المنظمة في مجال حماية التراث الثقافي غير المادي وخصوصاً بأن الأردن إحدى الدول الموقعة على اتفاقية حماية التراث الثقافي غير المادي لعام 2003، وبما يعزز دور المجتمعات المحلية في الحفاظ على التراث الثقافي غير المادي الأردني مثل الأهازيج و الشعر ومراسم الزواج والإرث الغذائي.
وأضاف بأن هذه العضوية ستساهم في دعم برامج اليونسكو في الأردن وخصوصا تلك المتصلة بالتعليم ومحو الأمية وتدريب المعلمين و التعليم المهني و دعم البحث العلمي عبر عدد من المشاريع أبرزها مشروع المسارع سيزامي والذي افتتح رسميا تحت الرعاية المكية السامية وبالشراكة مع اليونسكو في 16 أيار 2017.
وشدد القيسي على أن الأردن سيستمر في دعم عمل اليونسكو والقرارت الصادرة عن مجلسها التنفيذي و الهادفة إلى الحفاظ على تراث البلدة القديمة للقدس و أسوارها، وفقاً لمسؤولياتها و نطاق إختصاصها، وخصوصا بأن قيام اليونسكو بإدراج "مدينة القدس القديمة وأسوارها" على "قائمة التراث العالمي" في عام 1981، وعلى "قائمة التراث العالمي المُعرض للخطر" في عام 1982، جاء بناءً على طلب الأردن، بغية الحفاظ على الوضع التاريخي القائم في المدينة المقدسة قبل الإحتلال الاسرائيلي في عام 1967.
وأعاد القيسي التأكيد بأن مدينة القدس الشريف تشكل أولوية لصاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، بصفته صاحب الوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس.و أوضح القيسي بأن هذه العضوية تمثل إستمراراً للدور الهام الذي لعبه الأردن في تعزيز التعاون الدولي في محاربة تدمير وسرقة التراث الثقافي، وتبنى إجراءات حازمة لمحاربة السرقة غير المشروعة للقطع الأثرية والثقافية عبر تبني مجلس الأمن قراره رقم 2199 أثناء العضوية غير الدائمة للأردن في مجلس الأمن.
و أضاف بأن الأردن سيسهم في إثراء الحوار العالمي حول دعم و تمكين الشباب وإيجاد منصات جديدة لتنفيذ مبادرات صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبدالله ولي العهد الخاصة بالشباب و التي أفضت إلى تبني مجلس الأمن قراره التاريخي رقم 2250 حول الشباب والسلام والأمن خلال الجلسة التي ترأسها سموه.
يشار في هذا المقام إلى أن اليونسكو ينبثق عنها هيئتان رئيسيتان هما المؤتمر العام والمجلس التنفيذي، و يتألف المؤتمر العام من ممثلي الدول الأعضاء و تُعقد دوراته مرة كل عامين و يحدد خطوط سياسة المنظمة والنهج العام الذي تسلكه، وينتخب أعضاء المجلس التنفيذي البالغ عددهم 58 عضواً.
فيما يعتبر المجلس التنفيذي بمثابة مجلس إدارة لليونسكو. فهو يحضّر أعمال المؤتمر العام ويسهر على حسن تنفيذ قراراته. وتُستمد مهام المجلس التنفيذي ومسؤولياته بصورة رئيسية من الميثاق التأسيسي للمنظمة ومن النظم والتوجيهات التي يصدرها المؤتمر العام.