راديو اورينت-تحل يوم غد السبت، الذكرى التاسعة والستين لمجزرة العصابات الصهيونية الدموية بحق المدنيين العزل في قرية الدوايمة غرب الخليل.
فقد لقد هاجمت العصابات الصهيونية يوم الثامن والعشرين من تشرين الأول 1948، قرية الدوايمة ونفذت مذبحة بحق أبنائها استشهد خلالها حوالي 170 شخصا من أهالي القرية.
وخرج من تبقى من أهل القرية قسرا، شأنهم شأن أهالي سائر المدن والقرى الفلسطينية التي تم تدميرها والتنكيل بأهلها.
وتقع قرية الدوايمة على بعد حوالي 25كم غربي مدينة الخليل وتحدها من الشمال قرية بيت جبرين ومن الغرب قرية القبيبة ومن الجنوب يحدها قريتا أم الشغف والوبيدة.
وسبق وقوع المجزرة قيام العصابات الصهيونية بالاحتشاد في قرية القبيبة منذ يوم الخميس 27 تشرين الأول 1948 وحتى قبيل ظهيرة اليوم التالي، ثم اتجهت هذه القوات شرقا إلى الدوايمة سالكة الطريق الممهدة قاصدة احتلال القرية بتزامن مع قيام الناس بأداء صلاة الجمعة.
وعمدت هذه القوات المرور عبر وادي الغفر والوصول إلى رسم أم عروس المكتظ بأشجار الزيتون الرومي الذي يحجب ما وراءه عن أنظار أهل القرية، وأخذت تسير ببطء تجاه جورة سلمى، فأخذ المناضلون من أهل القرية يطلقون النيران على المصفحات والدبابات ولكن دون جدوى حيث لا يخترق الرصاص آليات المعتدين ولا يحول دون تقدمها، فواصلت سيرها وتفرعت إلى ثلاثة أقسام قسم اتجه صوب بئر السبل شمال القرية ليدخل الدوايمة من عقبه بئر السبل متجها إلى المركز.
أما القسم الثاني فقد سلك الطريق الرئيسي باتجاه قناة عدوان ليصل إلى مركز القرية الجنوبي وتوزع جنوبا وشرقا وشمالا، فيما اتجه القسم الثالث من القوات الإسرائيلية المعتدية إلى ناحية وادي السمسم، ثم التف ليصل إلى طرف القرية الجنوبي رأس وادي حزانة الشرقي.
وقد تركت الجهة الشرقية لهروب الناس تجاه قرية إذنا وخرب قرية دورة القريبة، وهكذا تم احتلال القرية.
وكان الحدث الأبرز في هذا اليوم هو المذبحة التي حدثت في مغارة تسمى “عراق الزاع”، حيث كانت عشر عائلات أغلبها من عشيرتي العوامرة والقيسية قد أخذت بعض الأمتعة والأطعمة واختبأت في هذه المغادرة التي تقع في الجهة الجنوبية الشرقية من القرية على بعد لا يزيد عن كيلومتر عن طريق الدوايمة الجنوبي.
ولدى التفاف قوات الاحتلال على الطرف الجنوبي من القرية حدث أن أطلق بعض الأشخاص القريبين من المغارة النار باتجاه مصفحات المهاجمين فتنبه جنود الاحتلال إلى مصادر النيران واتجهوا نحوها فشاهدوا بعض الأمتعة، نزل بعض الجنود واتجهوا نحو المغارة وإذا بها عدد من الرجال والنساء والأطفال فأخرج الجنود الجميع من المكان إلا امرأتين اختبأتا خلف الأمتعة أمر الجنود الجميع بالاصطفاف وحصدوهم بنيرانهم وكان عدد هؤلاء 55 شخصا.
كما استشهد العشرات من أبناء القرية في الشوارع أثناء هروبهم وأكثرهم من الشيوخ والنساء والأطفال، كما أن بعض الشيوخ استشهدوا في مسجد القرية “الزاوية” وآخرون ارتقوا شهداء في بيوتهم لدى تمشيط القرية من قبل القوات الإسرائيلية خلال الأسبوع الأول من الاحتلال.
وكانت حصيلة شهداء مذبحة الدوايمة أكثر من 170 شهيدا، وتشريد أهلها بقوة السلاح، والتي لم تدمر إلا بعد شهور عدة، عندما شرعت قوات الاحتلال بنسف البيوت التي يختبئ فيها المواطنون، وتواصل التدمير تدريجيا حوالي ثلاث سنوات، وبعد ذلك جُعلت القرية منطقة تدريب عسكري ثم أقيمت في هذه المنطقة مستوطنة “اماتزيا” أي (قوة الله)، وذلك سنة 1955.