شبكة وتر- مفترقاً عن حبيبته علا يصل يونس إلى جزيرة معزولة لا يدخلها غير قاطنيها. الجزيرة باتت وجهة الحكّام الذين نسفوا كلّ آثار الفقراء فيها، محوّلين إيّاها إلى نموذج عن مدينة معاصرة تفرض ثقافة الاستهلاك سطوتها على كلّ شيء فيها.
من بين جدران غرفته الصغيرة المحاذية للمكتبة حيث يعمل، يراقب يونس موت المدينة البطيء، متطلّعاً إلى الجانب الآخر حيث علا تتطلّع إليه وتشهد الموت أيضاً. حوتٌ أعمى يرافق مناماته فيما ترافق قطّة عمياء مناماتها ليكون الأنين وحده صوت المدينة التي تبلغ موتها القاسي، وربّما تزهر في أرضها بذور حياة جديدة.
ميثولوجيا معاصرة تقارب الواقع بلغة شيّقة، نافذةً إلى أعماقه لتقرأ الاحتمالات داخل ما هو كائن.