شبكة وتر-حذرت دراسة فنلندية حديثة، من أن تدخين 10 سجائر يوميا، يزيد فرص إصابة المراهقين بـ "الذهان"، أو الاضطراب العقلي عند الكبر.
الدراسة أجراها باحثون في أكاديمية فنلندا للبحث العلمي، ونشروا نتائجها في عدد الاثنين من دورية (Acta Psychiatrica Scandinavica) العلمية.
والذهان هو مرض يطلق على الاضطرابات العقلية التي تصيب الإنسان، ويحدث فيها خلل ضمن التفكير المنطقي لديه، أو في الإدراك الحسي عنده، يصيبه بحالة من فقدان الاتصال مع الواقع.
ويصاب مرضى الذهان بنوبات من الهلوسة، والتمسك بمعتقدات وهمية، وترافق هذه الحالات أحيانا انعدام في الرؤية وصعوبة في التفاعل الاجتماعي مع الآخرين، كما يعانون خللا في أداء مهامهم اليومية.
وتسلط الدراسة الضوء على الخطر الذي يعود على الشباب بسبب تدخين السجائر في سن مبكرة، حيث تابع فريق البحث أكثر من 9 آلاف شاب، تراوح أعمارهم بين 15 ـ 16 عاما، لكشف العلاقة بين التدخين والإصابة بالذهان، واستمرت متابعة هؤلاء الشباب حتى وصلوا سن الثلاثين من عمرهم.
ووجد الباحثون أن تدخين ما لا يقل عن 10 سجائر يوميا يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالذهان مقارنة بالشباب غير المدخنين، وأن الخطر يزداد إذا بدأ الشباب التدخين قبل سن 13 عاما.
وقال قائد فريق البحث البروفيسور جوكو ميتونين، "لقد كانت هذه دراسة طويلة واسعة النطاق تعتمد على السكان بشكل عام".
وأضاف أن "الدراسة كشفت أن التدخين اليومي مرتبط بشكل مستقل بخطر الإصابة بالذهان لاحقا، واستنادا إلى النتائج، من المرجح أن يكون لتدخين المراهقين آثار سلبية على الصحة العقلية في وقت لاحق من الحياة".
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن التبغ يقتل ما يقرب من 6 ملايين شخص بإقليم شرق المتوسط سنويا، بينهم أكثر من 5 ملايين متعاطون سابقون وحاليون للتبغ، وحوالي 600 ألف شخص من غير المدخنين المعرضين للتدخين السلبي.
وأوضحت المنظمة أن التدخين يعد أحد الأسباب الرئيسية للعديد من الأمراض المزمنة، بما في ذلك السرطان، وأمراض الرئة، وأمراض القلب، والأوعية الدموية.
وأضافت أنه ما لم يُتخذ إجراء في هذا الصدد، يمكن للتبغ أن يقتل عددا كبيرا يصل إلى 8 ملايين شخص سنويا، يعيش 80 % منهم في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل بحلول عام 2030.