تاريخ النشر: 2018-03-21 18:18:49

مستشفى جمعية بيت لحم العربية للتأهيل تنفرد وتتميز بتاريخ لقصص نجاح من زراعة القوقعات

مستشفى جمعية بيت لحم العربية للتأهيل تنفرد وتتميز بتاريخ لقصص نجاح من زراعة القوقعات

شبكة وتر-تنفرد مستشفى الجمعية العربية للتأهيل في مدينة بيت لحم بتاريخ وقصص نجاح بنسبة عالية جدا لزراعة القوقعات في فلسطين مما جعلها الاولى فلسطينيا في هذا المجال، وهو ما دفع وزارة الصحة الفلسطينية لتوقيع اتفاقية تعاون لاجراء عشرين عملية جديدة بالمستشفى الذي زرع اول قوقعة لاطفال فلسطينيين عام 2011 .

علائلات تروي نموذج من قصص النجاح للمشفى 

العديد من العائلات الفلسطينية روت تفاصيل وقصص النجاح التي حققتها جمعية بيت لحم العربية للتاهيل في هذا المجال وهو الامر الذي غير مجريات الحياة للكثير من الاباء والامهات وفتح افاقا امامهم وامام اطفالهم.

يقول عادل جنيدي من محافظة نابلس وهو جد الطفل عادل ماهر جنيدي الذي خضع لزراعة قوقعة في حديثه حول كيف كان للجمعية اثر كبير على العائلة وحياة طفلها عادل الذي عاني من عدم السمع والنطق: ” بالصدفة قرأت اعلان في جريدة القدس للجمعية العربية أنهم سيجروا 10 عمليات جراحية لزراعة القوقعة، أجريت اتصالات لتأكد من الاعلان وفورا توجهت للجمعية وتحدثت مع الدكتور جميل قمصية، وأحضرت حفيدي عادل وكان مستعدا بشكل كامل لإجراء العملية لأنني كنت سأجريها له في مشفى هداسا عين كارم، واجري له في الجمعية الفحوصات اللازمة وانتظرنا حتى وصل الوفد الطبي من الخارج والحمد لله كانت النتائج ممتازة ونجحت العملية” .

وأضاف: “كان لدينا دائما شعور الحزن على حفيدي بسبب عدم نطقه كأطفال جيله ودائما كنا قلقين على مستقبله وعند سماعي وتحدثي لأطباء الجمعية وثقت بهم وتوكلت على الله، وبعد 45 يوما من تشغيل الاجهزة سمعنا صوته وشعرنا بسعادة كبيرة جدا عند سماعنا لأول مرة عادل ينطق وكانت النتائج مبهرة”.

وأضافت رنين جنيد والدة الطفل عادل: “بعد مرور وقت على عملية عادل مر بمراحل تأهيل بمساعدة الدكتورة ناديا وإعطائه دروس التعرف على الاصوات لاحظنا بعدها التحسن فعندما ننادي عليه يرد وينطق بعض الكلمات، كانت مشاعرنا لا توصف بعد نجاح العملية وتحسنه، منذ البداية وضعت عادل في مدرسة حكومية حتى يتفاعل مع اطفال جيله ولا يحس بالفرق وحتى لا يعامل معاملة خاصة ليكون العلاج اسرع واجهنا في البداية بعض الصعوبات ولكن الآن تخطيناها الحمد لله”.

وقالت شاكرة فريق الاطباء في الجمعية:”قضيت في مشفى الجمعية 5 أيام وتم الاهتمام بنا ومعاملتنا معاملة رائعة جدا وانا بشكرهم على جهدهم وخاصة الدكتور الجراح الفلسطيني جميل قمصية الذي اجرى العملية بنجاح”.

نموذج نجاح اخر من مخيم الدهيشة 

من جهتها تحدثت والدة الطفلة عرين مصلح: “عندما اصبحت عرين بعمر الشهر بدأت الاحظ بأنها لا تتفاعل معي عند الحديث معها ولا تشعر بوجودي راجعنا عدة مراكز وجميعهم اكدوا في تقاريرهم ان عرين لديها صمم عميق ولا يمكن ان تستفيد من السماعة وهي بحاجة لزراعة قوقعة تابعنا عند الدكتور جميل قمصية، وكنت مُلحه جدا عليهم حتى ما تخسر عرين سنين من عمرها وتدخل المدرسة متأخرة عن اطفال جيلها والحمد لله عملتها ونجحت، انا كنت احلم اسمع عرين بتحكيلي ماما ولما عملت العملية كان تاريخ 23\ 3 عيد الام وكانت احلى هدية بهاد اليوم نجاح عمليتها بنسبة 100 % “.

وأضافت: “انا كأم كنت انظر للمجتمع الي ما بتقبل حتى الطفل الي بلبس نظارة فكنت دايما قلق على مستقبل عرين، وهسا هي بتسمع زي أي طفل آخر وتحكي وشاطرة بالمدرسة وتقرأ وتحكي ، طاقم الجمعية ما قصروا معي وخاصة الدكتور جميل قمصية الي بدَّا عرين وكان حريص على نجاح العملية، انا بشكر كل طاقم الجمعية من لكبير للصغير لانهم اعطوا ام كانت تتمنى اشي وبزيادة، انا بحكي لكل ام واب ما ضيع على ابنك واكسبه وهو صغير لأنادا وضعها الطفل بعمر صغير  بتوعد عليها كثير ولازم المجتمع يدرك ويتفهم ويتقبل هاي الامور”.

وقالت اثير شحادة والدة الطفلة كريمة والتي خضعت أيضا لعملية زراعة القوقعة: “لما صار عمر كريمة خمس شهور اكتشفت انها ما بتسمع تابعت مع الاطباء حتى سمعت بأن الجمعية العربية تزرع قوقعة، فتابعت مع الدكتور جميل قمصية والحمد لله عملت العملية ونجحت، كانت حالتها صعبة جدا وصعب علينا نتعامل معها لأنها ما بتسمع وجربت كريمة السماعات وما ستفدنا ولما زرعت لاحظنا فرق كبير جدا وهسا كريمة زيها زي أي طفل طبيعي في البداية وجدنا صعوبة ولكن مع التأهيل تحسنت بشكل كبير”.

وأضافت: ” الفضل للجمعية ولدكتور جميل قمصية وبشكرهم جدا على تعاونهم وحرصهم الشديد” .

قمصية : نجاحنا بزراعة 106 قوقعة وغيرنا حياة اطفال وعائلاتهم 

وفي هذا الاطار قال الدكتور جميل قمصية أخصائي جراحة الأنف والأذن والحنجرة والمدير الطبي في مستشفى جمعية بيت لحم العربية ان الجمعية نجحرت في اجراء 106 من عمليات زراعة القوقعة وإعادة النطق والسمع للأطفال التي بمثابة الحلم لهذه العلائلات”.

وحول تاريخ زراعة القوقعات بالمستشفى قال قمصية ان الموضوع طرح  عام 2006 حيث كانت المسالة  عبارة عن حلم صعب التنفيذ ولكن تم الاصرار عليه وإرسال الطواقم اللازمة  لتخصص فيه ورصد الميزانيات لمدة خمس سنوات من عمل متواصل ، إلى ان بدأت الجمعية بإجراء العمليات وكانت العملية الاولى في 18/4/2011، وتم مواجهة عدة صعوبات منها شرح ما هي القوقعات واهميتها وإيجاد من يمول هذه العمليات وجهاز القوقعات وإقناع الجهات المعنية بأهميته للموافقة على التمويل.

وأضاف: “المشوار كان طويل ولكن الحلم تحقق وبدانا من 2011 وحتى الان زرعنا 106 قوقعة وتكللت جميعها بالنجاح ولم يحدث أن طفل لم يسمع وجميعهم خضعوا لجلسات التأهيل النطقي فيما بعد، وطبعا جلسات التأهيل النطقي تختلف من طفل لآخر فهناك الطفل الذي يبدع ويتكلم بشكل رائع وهناك طفل يتقدم بشكل أبطأ، وهذا يعتمد على عمر الطفل عندما زرعنا له القوقعة وبالإضافة للمهارات والقدرات الشخصية لكل طفل وقسم كبير منهم ذهب للمدراس العادية بعد أن أنهى فترة التأهيل” .

أشار قمصية إلى ان القوقعة لا تقتصر فقط على الأطفال ولكن يمكن إجرائها  لأشخاص مروا بأمور معينة وفقدوا السمع بعد مرحلة النطق مثال عليهم طالب جامعي من جامعة النجاح اصيب بفايروس وفقد السمع بشكل كامل وهو في السنة الرابعة وواجه مشكلة اكمال الدراسة ، وتم زرع القوقعة له وعاد لحياته الطبيعية .

وقال قمصية: “من ناحية الاتفاقية مع وزارة الصحة نحن الحمد لله وأخيرا وقبل فترة قصيرة وقعنا الاتفاقية معهم ونحن المشفى الوحيد في الضفة وقطاع غزة نزرع القوقعة وهي تمول الآن بشكل كبير جدا زراعة القواقع وهذا يساعد المواطن الفلسطيني التغلب على العائق المادي”.

وأضاف قمصية فيما يخص الذهاب إلى المشافي الاسرائيلية أو الخارج : ” يوجد مثال في الطب يقول عملية القوقعة تحب بلدها بمعنى من يستطيع زراعة القوقعة لا تنتهي القصة معه فبعد اجراء العملية يوجد اشراف دائم فهو بحاجة للإشراف والمتابعة والمشورة فقد يحدث خلل في الجهاز وما الى ذلك، فإذا كان المريض زارع في بلده وقادر على الوصول دائما للمشفى فسيحصل على المتابعة الطبية اللازمة والشورى بعكس من يذهب خارج بلده لزراعتها، فعملية الزارعة هي مرحلة من مراحل كثيرة يمر بها المريض”.

وقال: “من ناحية اجراء العملية في اسرائيل هي تحمل المريض اعباء مالية مضاعفة مقرانة فيما لو اجريت هنا حيث ان المريض معفى من حوال 90 بالمئة من تكاليف البرجمة بالمقابل يدفع المريض في اسرائيل 1500 شيكل على كل برمجة للجهاز على مرات عديدة لسنوات طويلة ،علاوة على صعوبة الدخول” .

إلى أين وصلت الجمعية في جراحة زراعة القوقعة:

و قال الدكتور جميل قمصية: “كنا مبتدئين وبذلنا كافة الجهود لنكون على المستوى المطلوب استخدمنا احدث جهاز متوفر في ذلك الوقت وابدينا اصرار كبير على استخدام احدث الاجهزة بالرغم من تكلفتها، ونحن اصبح لدينا خبرات واسعة جدا ونستبدل حاليا اجهزة زرعت قبل خمس سنوات بأجهزة جديدة ليحصلوا على فوائد اكثر، خبرتنا على التعامل مع الاجهزة والبرمجة اصبحت اكبر، طاقمنا يغادر كل سنة الى منبع التطور الطبي في العالم ونشارك بنشاط لنكون على اطلاع ومتابعة وعبر المراسلات باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، فنحن نسير مع التطور والتحسن، والمراكز العالمية لترخيص اعطتنا درجة عالية واصبحنا اعضاء رسميين في اكاديمية القوقعة الاوروبية لمركز بروكسل”.

المراحل التي يمر بها المريض لتأكد من وجوب زراعة القوقعة:

ولا تقتصر عمليات القوقعة في جمعية بيت لحم العربية للتاهيل على العملية نفسها بل تسبقها مراحل تقييم ودراسة من جهة ما قبل العملية الى جانب عمليات متابعة ما بعد العملية .

وحول مراحل التقييم التي تجريها الجمعية قال الدكتور جريس سامي قمصية اخصائي السمعيات أنه عندما يأتي الطفل يجرى له  فحص السمع في البداية والكشف إذا كان يمكن الاستفادة باستخدام السماعات وفي حال عدم الاستفادة نحوله إلى زراعة القوقعة لان القوقعة تحل مكان السماعات إذا كانت لا تعطي الصوت كافي فالطفل او الشخص الكبير  بحاجة إلى صوت كافي حتى يتمكن من التواصل مع من حوله.

وأضاف: “بعد العملية يجرى له فحص استجابة العصب لتأكد بأن الجهاز تم تركيبه في مكانه بعد 40 يوم يتم تركيب الجهاز الخارجي بعد أن يلتأم الجرح ثم أتأكد من  استجابة الطفل أو الشخص الكبير، وتتم برمجة الجهاز بعد ذلك والتأكد بأن المريض يسمع بشكل جيد.

وحول عمليات التاهيل للنطق تقول رندة الأعمى اخصائية نطق في قسم السمعيات لمرضى القواقع بمستشفى جمعية بيت لحم العربية لتأهيل:نقوم بعمل فحص قبل اجراء العملية لتقييم الوضع الصحي للمريض، للتاكد من مدى جاهزيته واستفادته من الجهاز، بعد زراعة القوقعة حيث يتم تاهيل الطفل لمدة خمس سنوات ويخضع الطفل لثلاث جلسات في الاسبوع ويختلف ذلك من طفل لاخر تبعا لاستجابته.

و اضافت الاعمى انه يوجد اربع مراحل لمن يجري عمليات قوقعة وهي التعريف والتمييز والفهم ومن ثم التفسر التي  يمر خلالها المريض من اجل تاهيله بمشاركة الاهالي الذين يحضرون هذه الجلسات حتى يكونوا على وعي وفهم لطبيعة عمل الجهاز وكيفية التعامل مع من اجرى العملية من ذويهم..

خدمات دراسة الحالات اجتماعيا للمساعدة في تحقيق نتائج متميزة لمن يريد زراعة القوقعة وذويه

من جهتها قالت ميرنا خروفة رئيسة قسم الخدمات الاجتماعية في جمعية بيت لحم العربية لتأهيل التي تعمل ضمن فريق القوقعات متعدد التخصصات في الجمعية والتي تختص بمتابعة الاهل وتقييم الوضع الاقتصادي والاجتماعي للأسرة ومدى الانتماء لديها والوعي بفكرة زراعة القوقعة واهمية المتابعة والاهتمام، لتقدم في النهاية توصياتها لفريق العمل لأخذ القرار السليم بخصوص زراعة القوقعة.

وأضافت: “للأهل دور اساسي في هذه العملية مدى اهتمامهم وحرصهم ومتابعتهم للموضوع ومدى فهمهم ووعيهم بعملية الزراعة وجاهزيتهم لتحمل كافة المسؤولية لمتابعة العلاج وتأهيل الطفل وقدرتهم على تحمل اعباء المواصلات ذهاب وإياب تبعا للمنطقة السكنية والبرنامج البيتي بعد جلسات التأهيل، والوعي بالحفاظ على الجهاز والاعتناء به، هذا كله اضعه في تقرير واقدمه للطاقم لاتخاذ القرار السليم” .