حياة المثليين الفلسطينيين في اسرائيل

شبكة وتر - ترجمة خاصة - فيلم "الموجة" يوثق حياة ثلاثة فلسطينيين مثليين يعيشون في قلب مجتمع مثلي الجنس في تل أبيب، ويسلط الضوء على صراعات الهوية التي تواجه المثليين الفلسطينيين في إسرائيل.   كان خضر أبو سيف يعيش مع صديقه الإسرائيلي في تل أبيب، خلال الحرب على غزة في الصيف الماضي، ويتساءل عما إذا يمكن لصواريخ حماس الوصول إليهم من الشريط الساحلي ويجبره مرة أخرى على مواجهة الانقسام في حياته - وهو مواطن عربي في اسرائيل مثلي الجنس يعتبر منبوذا من قبل المجتمع الفلسطيني لحياته الجنسية وينظر له بقلق من قبل بعض الإسرائيليين لمثليته الجنسية.   في خضم هذا، احتشد المتطرفون الإسرائيليون في الشوارع ضد هجمات حماس مع هتافات "الموت للعرب". وكان أبو سيف يخشى التحدث باللغة العربية، لغته الأم، في مسقط رأسه تل أبيب، والتي هي من اهم المدن لمثلي الجنس في منطقة الشرق الأوسط ، وتعتبر ملاذا لمثلي الجنس من الرجال، ويقول أبو سيف انه يعتبر نفسه فلسطينيا لا يمكن أبدا أن يندمج بالمجتمع بالكامل.   وتعتبر مدينة تل ابيب ملجأ للمثليين جنسيا في منطقة الشرق الأوسط على الرغم من التعصب إلى حد كبير في الشرق الاوسط، حيث يتعرضون في بعض الأماكن، للاضطهاد والقتل في بعض الأحيان ويعاقب عليها بالإعدام في إيران وموريتانيا والمملكة العربية السعودية والسودان واليمن. وقد فر بعض الفلسطينيين مثلي الجنس في الضفة الغربية وقطاع غزة من منازلهم للخروج الى تل أبيب. خضر أبو سيف مواطن عربي من إسرائيل، مثل في فيلم  "الموجه" مع اصدقائه - فادي دايم البالغ من العمر 27 عاما ونعيم جرجس البالغ من العمر 26 عاما حيث يعتبرون من الأقلية العربية التي تشكل نحو 20 في المئة من سكان إسرائيل، يتحدثون الثلاثة بطلاقة باللغتين العربية والعبرية وبسهولة. أبوسيف ينتقد إسرائيل، على سياساتها تجاه الفلسطينيين، ولكنه ينتقد أيضا المجتمع الفلسطيني لتحريمه المثلية الجنسية . وقال أبو سيف : " عند السفر في المطار مع شركائي اليهود المعفيين من الرسوم الجمركية، وأنا لا يزال يجري فحص هويتي واغراضي في اشارة الى مستوى أعلى من التدقيق في كثير من الأحيان يواجهه العرب الإسرائيليين. "لذلك يقول أنا بالتأكيد لست رجل اسرائيلي مثلي الجنس،وأنما أنا فلسطيني  مثلي الجنس."   وقال فادي دايم، الذي يعمل كممرض، انه كان مترددا في البداية أن يكون جزءا من الفيلم الوثائقي بسبب وصمة العار لدى بعض الفلسطينيين أن مثل هذه الافلام "تطبيع" العلاقات مع إسرائيل. "لا يفهمون كيف يمكن لرجل العيش في إسرائيل ما زال يحدد نفسه انه فلسطيني، وخاصة عندما يكون مثلي الجنس واضاف دايم انه يعيش الآن مع شريك إسرائيلي."   بالإضافة إلى هويات الفلسطينيين، يعرض الفيلم أيضا كيف أن كل من الأصدقاء الثلاثة التعامل مع ردود فعل أسرهم عند خروجهم. اسرة فادي دايم، أكثر ليبرالية، وقد قبلت تماما أسلوب حياته، في حين يقول ابو سيف انه على تواصل مع والدته عكس والده الذي رفض قبول انه مثلي الجنس. اما نعيم جرجس، الأكثر خجلاً من الثلاثة، إلى عائلته المحافظة خلال تصوير الفيلم، حيث توترت العلاقة بينهما منذ ذلك الحين – وأصر والديه بأن يعرض نفسه على طبيب نفساني، بحجة أنه "مريض نفسي". واضاف دايم "اعتقد ان في المجتمع الفلسطيني، وخصوصاً في رام الله، المدينة الفلسطينية المركزية في الضفة الغربية تتطور تدريجيا حياة المثليين ."   وقال المخرج البريطاني Witzenfeld ، انه كيهودي مفتون ، " هذا وطني صوت المثليين الفلسطينيين القادمين من تل أبيب."   واضاف Witzenfeld."ان الفيلم يحول الناس إلى هذه المساحات الرمادية وكنت اضطر لمواجهة هذه الهويات المعقدة."   الأصدقاء الثلاثة يخططون لإظهار يوما الفيلم في المجتمعات الإسرائيلية والفلسطينية، على الرغم من انهم قالوا "سيكون من الصعب" القيام بذلك. ويضيف أبو سيف، من المهم اني اعرف نفسي كفلسطيني، بدلا من العربية الإسرائيلية.   "هذا حقي الأساسي لتعريف نفسي كفلسطيني، لأنه إذا لم افعل ذلك، سوف انسى شعبي(الفلسطيني) ، واضاف "اعتقد انه اذا لم افعل ذلك لا يجب أن اواجه حقيقة أن أنا موجود" كرجل مثلي الجنس. المصدر:يديعوت احرنوت