شبكة وتر- لأنها لم تضحك، طعنها وتركها مضرّجة بدمائها، وجلس على الكرسي واضعاً نظارته الشمسية، كأن شيئاً لم يكن، وكأن التي تسيل دماؤها أرضاً ليست والدته، التي رفضت الابتعاد عن فلذة كبدها، رغم محاولات اقاربها إقناعها منذ زمن بإدخاله مصحًّا عقليًّا، وأصرّت على بقائه في أحضانها. لكنه غدرها وطعنها في قلبها ليبادلها، ليس الحنان بل قساوة انسان قد لا يلام لأن عقله غير متّزن. هو حسين اسماعيل الذي وضع نهاية لحياة والدته مرتضى، من دون أن يشعر بأنه ارتكب ذنباً!
عند الساعة الثانية بعد ظهر الأحد الماضي، وفي بلدة الحمودية - قضاء بعلبك، وقعت الجريمة، بينما كان أشقاء حسين (ثلاثون عاماً) منشغلين بزفاف أحد اقاربهم. فعل حسين فعلته من دون أن يرف له جفن، طعن والدته عدة طعنات، وجلس يتابع حياته، من دون أن يفكر للحظة بما عانته والدته في تربيته على مرّ السنوات. صحيح أنه مريض عقلي، لكن رغم ذلك لا يصدّق عقل انسان ما فعله حسين، خصوصًا بحق أمّه أقرب انسان له وهنا التعجب الكبير.
حالة هستيرية عصفت بمنزل الضحية، أولاد مرتضى (63 عاماً)غابوا عن الوعي عدة مرات عندما رأوا والدتهم مضرجة بدمائها، وعن ذلك شرح مختار بريتال قاسم مظلوم لـ"النهار" ان هناك "صدمة كبيرة أصابت الجميع، صراخ وعويل هزّا المكان، أبناء وأشقاء الضحية لم يصدقوا ما رأوه، الحنونة التي أمضت عمرها في تربيتهم تتلقى طعنات من ابنها" واضاف "ليس حسين فقط من يعاني من مشكلة عقلية فلديه شقيقان آخران يعانيان من مشاكل مماثلة".