شبكة وتر- أعلنت أذربيجان أمس الثلاثاء أنها أحبطت هجوما للجيش الأرمني على خط أنابيب نفط يربط بين أراضيها وجورجيا وتركيا.
وقالت النيابة العامة الأذرية في بيان إن الجيش الأرمني أطلق قذيفة على خط أنابيب "باكو-تبليسي-جيهان-بي تي-جي" في القسم المار من مدينة "يولاخ"، إلا أن الجيش الأذري تمكن من صد الهجوم.
وأضافت أن هذا الخط يعتبر مشروعا إستراتيجيا ضخما ذا أهمية كبيرة بالنسبة لأمن الطاقة الأوروبي، واصفة هجوم الجيش الأرمني بـ"العملية الإرهابية".
وفي 27 سبتمبر/أيلول الماضي اندلعت اشتباكات على خط الجبهة بين البلدين إثر إطلاق الجيش الأرمني النار بكثافة على مواقع سكنية في قرى أذرية، مما أوقع قتلى وجرحى وألحق دمارا كبيرا بالبنية التحتية المدنية، بحسب وزارة الدفاع الأذرية.
تحرك كثيف لتركيا
بدوره، اعتبر رئيس الوزراء الأرمني نيكول باشينيان الثلاثاء في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية أن تجدد المعارك في إقليم ناغورني قره باغ سببه الدعم التركي لأذربيجان، منددا بما اعتبرها "حربا إرهابية على شعب يناضل من أجل حريته".
وقال باشينيان (45 عاما) في القصر الحكومي في يريفان "لولا التحرك الكثيف لتركيا لما بدأت هذه الحرب، إذا كان صحيحا أن سلطات أذربيجان تبنت بشكل كثيف في الأعوام الـ15 الأخيرة خطابا حربيا فإن قرار بدء الحرب سببه الدعم التام لتركيا".
وأضاف "ليس الأمر مجرد تصعيد جديد في ناغورني قره باغ، إنها عملية يطبعها تحرك كثيف لمجموعات إرهابية تنحدر من الشرق الأوسط في منطقة النزاع"، مما يعني أن الحرب باتت في رأيه "عملية لمكافحة الإرهاب" تقوم بها القوات الأرمنية.
ويرى باشينيان أن بلاده هي "الحاجز الأخير" أمام ما سماه "التمدد التركي"، وقال "إذا كانت أوروبا غير قادرة على تسمية هذا الوضع باسمه فليس أمامها سوى انتظار تركيا قرب فيينا"، في إشارة إلى سيطرة الدولة العثمانية على العاصمة النمساوية في القرن الـ17.
مساعدة روسيا
وأبدى باشينيان ثقته بأن روسيا ستمد يد المساعدة لأرمينيا إذا تعرضت لهجوم مباشر داخل أراضيها، وذلك التزاما بالتحالف العسكري القائم بين البلدين بموجب معاهدة.
وخلفت المعارك المستمرة في قره باغ منذ 10 أيام ما لا يقل عن 286 قتيلا بحسب أرقام جزئية، ويؤكد كل من طرفي النزاع تكبيد الآخر خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات، ويتهم كل منهما الآخر باستهداف مناطق مدنية.
وفي وقت سابق، دعت روسيا والولايات المتحدة وفرنسا إلى وقف "غير مشروط" لإطلاق النار، وهي دعوة كررتها الثلاثاء بريطانيا وكندا اللتان أبديتا قلقا بالغا إزاء قصف المناطق السكنية.
ويعود الصراع على ناغورني قره باغ إلى تسعينيات القرن الماضي عندما انفصل الإقليم ذو الأغلبية الأرمنية عن أذربيجان، متسببا بحرب أوقعت 30 ألف قتيل.
وأكدت أذربيجان مرارا أنها لن توافق على وقف إطلاق النار ما لم تسحب أرمينيا قواتها، وهو موقف كرره الثلاثاء وزير خارجيتها جيهون بيراموف بقوله "سنقاتل حتى الرمق الأخير".