شبكة وتر-قال ممثلو الادعاء في الولايات المتحدة اليوم إن السلطات ألقت القبض على 13، بينهم سبعة مرتبطون بمليشيا لصلتهم بمؤامرات مزعومة لاختطاف حاكمة ولاية ميشيغان غريتشن ويتمر ومهاجمة مبنى برلمان الولاية وأفراد من الشرطة.
واتهم مكتب التحقيقات الفدرالي "إف بي آي" (FBI) في دعوى جنائية تقدم بها إلى محكمة فدرالية 6 أشخاص بمحاولة اختطاف حاكمة ولاية ميشيغان غريتشن ويتمر من منزلها الذي تقضي فيه العطلة قبل إجراء انتخابات الرئاسة الشهر المقبل، وذلك بالتعاون مع مجموعة مسلحة في الولاية.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب نشر في أبريل/نيسان الماضي تغريدة عبر فيها عن تأييده للاحتجاجات المنددة بإجراءات حاكمة ميشيغان -التي تنتمي إلى الحزب الديمقراطي- لإغلاق الولاية بغرض مواجهة انتشار جائحة فيروس كورونا، وكتب ترامب "حرروا ميشيغان".
وقال مكتب التحقيقات الفدرالي إنه أحبط مؤامرة للإطاحة بحكومة ميشيغان وخطف حاكمتها، مضيفا أنه يملك حجة مقنعة لتوجيه الاتهام إلى 6 أشخاص بارتكاب عملية خطف فاشلة انطوت على الاتصال بمجموعة مسلحة، وذكر موقع أكسيوس الإخباري الأميركي أن هؤلاء المتهمين مرتبطون بمليشيا تسمى "وولفرين ووتشمان" (Wolverine Watchmen).
تفاصيل المخطط
وقالت وزيرة العدل في حكومة ميشيغان دانا ناسل في مؤتمر صحفي اليوم "أفضت جهودنا إلى الكشف عن خطط لتعريض حياة ضباط إنفاذ القانون ومسؤولين حكوميين وعامة الناس للخطر".
وذكر المدعي العام للمنطقة الغربية بولاية ميشيغان أندرو بيرغ أن "إف بي آي" علم عبر وسائل التواصل الاجتماعي أن مجموعة تناقش "إطاحة عنيفة" بحكومة الولاية، مما أثار تحقيقا استمر لشهور واعتمد على مصادر سرية داخل تلك المجموعة.
وأضاف المسؤول الأميركي أن مجموعة من 6 أشخاص يواجهون اتهامات فدرالية، وقد يواجهون عقوبة السجن مدى الحياة إذا أدينوا باتهامات محاولة خطف حاكمة ولاية ميشيغان.
وقال بيرغ إن اثنين من المجموعة "ناقشا على وجه الخصوص تفجير عبوات ناسفة لصرف انتباه الشرطة عن منطقة منزل الحاكمة، كما تفقد أحدهما الجانب السفلي من جسر طريق سريع في ميشيغان بحثا عن أماكن لوضع متفجرات"، في إشارة إلى التخطيط لاستهداف منزل حاكمة الولاية.
وإضافة إلى الستة المتهمين بالتخطيط لخطف حاكمة الولاية، أشارت وكالة أسوشيتد برس إلى أن 7 أشخاص آخرين وجه إليهم اتهام في الدعوى نفسها بالسعي لمهاجمة الشرطة ومبنى الولاية في ميشيغان.
متفجرات ومعدات
وأضاف "إف بي آي" في الدعوى الجنائية أن 4 من المتهمين الستة خططوا لكي يلتقوا أمس الأربعاء لدفع ثمن متفجرات وتبادل معدات قتالية كانت ستستخدم في عملية الخطف.
ومن المقرر أن يعقد محققون فدراليون مؤتمرا صحفيا في وقت لاحق اليوم للحديث عن تفاصيل أكثر عن هذا الموضوع، وستشارك في المؤتمر وزيرة العدل في ولاية ميشيغان دانا ناسل، وكبار ممثلي الادعاء.
وتتحدث وثائق الدعوى عن أن مخطط الأشخاص المتهمين كان يقضي باختطاف الحاكمة ويتمر من منزلها الثاني في منطقة شمال ولاية ميشيغان، وجرى ذكر 5 أسماء على الأقل من المتهمين بالوقوف وراء المخطط في وثائق الدعوى الجنائية.
إفادة عميل
وكان "إف بي آي" تلقى في البداية معلومة أن مجموعة من الأفراد "يناقشون الإطاحة بالقوة بعناصر محددة في الحكومة وسلطات إنفاذ القانون في ميشيغان" مطلع 2020، بحسب إفادة مكتوبة من العميل الخاص في مكتب التحقيقات ريتشارد تراسك كشف عنها المكتب اليوم.
وقال تراسك إن أحد المتهمين في مخطط خطف الحاكمة كتب في سبتمبر/أيلول الماضي في محادثة مشفرة أنه لا يرغب في إجراء تدريب أخير في آخر أسبوع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، لأن ذلك لن يترك له وقتا كافيا لتنفيذ عملية الخطف قبل انتخابات الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وأضاف تراسك في إفادته المتضمنة في الدعوى القضائية "اتفقت المجموعة على استغلال الوقت المتبقي حتى إجراء التدريب الأخير في جمع الأموال للمتفجرات، والإمدادات الأخرى".
وقام أحد أفراد المجموعة التي تخطط لخطف حاكمة ميشيغان بالاتصال بمليشيا محلية في الولاية، والتي كان يراقبها مكتب التحقيقات الفدرالي بسبب مخاوف من تخطيطها لقتل ضباط في الشرطة، وفق نص الدعوى القضائية.
وجاء في نص دعوى "إف بي آي" أنه في يونيو/حزيران الماضي، أجرى أعضاء المجموعة 14 مكالمة هاتفية، وتحدث أحدهم عن الحاجة إلى 200 رجل لاقتحام مبنى ولاية ميشيغان، واحتجاز رهائن داخله، من بينهم الحاكمة ويتمر.
وحاولت المجموعة التغطية على مخططها، ومن ذلك عقد اجتماعاتها داخل قبو محل تجاري، إضافة إلى إطفاء هواتف أفراد المجموعة ووضعها داخل علبة ثم إبعادها عن مكان اجتماعهم، وأجرى بعض أفراد المجموعة تدريبات بالأسلحة، وحاولوا صنع وتجريب متفجرات.
احتجاجات أبريل
وتعرضت حاكمة الولاية في الأشهر الماضية لانتقادات شديدة من محتجين ينتمون إلى تيار اليمين جراء خطتها الخاصة بمواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد، إذ وضعت قيودا مشددة على تنقل الأفراد داخل الولاية وعلى الأنشطة الاقتصادية، رغم أن العديد من هذه القيود رفعت في الفترة الأخيرة.
وكان آلاف المحتجين تجمعوا أمام مبنى ولاية ميشيغان في أبريل/نيسان الماضي للتعبير عن رفضهم للأوامر التي أصدرتها الحاكمة الديمقراطية، القاضية بإغلاق شبه كامل للولاية لمحاربة تفشي وباء كورونا، الذي أصاب لحد الآن أكثر من 145 ألفا وقضى على أزيد من 7 آلاف من سكان الولاية.
وكانت مذكرات أمنية داخلية حذرت في الأشهر الأخيرة من أن المتطرفين المحليين قد يشكلون تهديدا لأهداف متعلقة بالانتخابات الرئاسية الأميركية، وقال مدير مكتب التحقيقات الفدرالي كريستوفر راي خلال جلسات استماع في الكونغرس الشهر الماضي إن المكتب يجري تحقيقات في أمر متطرفين محليين، منهم عنصريون بيض، وأضاف راي أن الجزء الأكبر من التحقيقات انصب على الجماعات المتعصبة للعرق الأبيض.