شبكة وتر- عادت سفينة المسح التركية "عروج ريس" إلى شرقي المتوسط بهدف التنقيب عن الغاز، الأمر الذي أثار غضب اليونان ودفع مسؤول الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل لتحذير أنقرة.
وأفاد مراسل الجزيرة بأن سفينة المسح التركية "عروج ريس" استأنفت أمس الاثنين عمليات التنقيب عن الغاز في شرقي المتوسط ولمدة 10 أيام.
وتعتزم السفينة التركية القيام بأعمال جنوبي جزيرة كاستيلوريزو اليونانية القريبة من الساحل التركي.
وقال وزير الطاقة التركي فاتح دونماز إن بلاده ستواصل حماية حقوقها وإيجاد موارد محتملة في المنطقة.
وكانت تركيا قد سحبت الشهر الماضي السفينة عروج ريس من مياه متنازع عليها "لإعطاء فرصة للدبلوماسية" قبل اجتماع قمة للاتحاد الأوروبي.
وقالت وزارة الخارجية التركية اليوم الاثنين إن اليونان ليس لها الحق في الاعتراض على أعمال التنقيب التي تقوم بها تركيا في منطقة شرق البحر المتوسط، على بعد 15 كيلومترا من برها الرئيسي و425 كيلومترا من اليونان.
وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إن أنقرة تطلق عملياتها في منطقة تابعة لجرفها القاري، وإنه يأمل أن تكف اليونان عن اتخاذ أي خطوات من شأنها تصعيد التوتر.
دعا أكار لحل الخلافات في شرقي البحر المتوسط وبحر إيجة عبر الحوار، محذرا من اختبار قدرة وعزيمة بلاده.
عضب يوناني
وردت وزارة الخارجية اليونانية بالقول إن إعلان تركيا عن أنشطة بحث شرقي المتوسط غير قانوني ويقوض بشكل منهجي السلام والأمن في المنطقة، داعية لإنهاء تلك الأنشطة على الفور.
ودعت وزارة الخارجية اليونانية تركيا إلى التراجع عن قرارها على الفور، مضيفة أنه يتعين عليها التوقف فورا عن أعمالها "غير القانونية".
وقال المتحدث باسم الحكومة اليونانية ستيليوس بيتساس أمس الاثنين "لقد أثبتت تركيا أنها تفتقر إلى المصداقية، وإن الاتحاد الأوروبي لا يحتاج إلى الانتظار شهرين قبل اتخاذ إجراء".
وشدد على أن اليونان ستواصل الدفاع عن سيادتها وحقوقها السيادية.
تحذير أوروبي
وفي السياق ذاته، حذر مسؤول الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الاثنين، من أن المهمة الجديدة للسفينة التركية الخاصة بالتنقيب عن الغاز وعودتها إلى المياه المتنازع عليها في شرق البحر المتوسط قد تؤدي إلى توترات جديدة.
وكان زعماء الاتحاد الأوروبي قد حذروا تركيا من أن العقوبات لا تزال ممكنة إذا اتخذت خطوات أحادية في شرق البحر المتوسط.
وخلال اتصال هاتفي، أبلغ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال اليوم الاثنين بضرورة إحراز تقدم بشأن تحسين العلاقات بين أنقرة والاتحاد الأوروبي.
وقالت الرئاسة في بيان "الرئيس أردوغان، الذي صرح بأن اليونان تواصل خطوات تصعيد التوتر في شرق البحر المتوسط رغم نهج حسن النية الذي تتبعه تركيا، قال إنه ينتظر خطوات ملموسة من الاتحاد الأوروبي في سبيل انعقاد مؤتمر شرق المتوسط الذي اقترحته تركيا".
بدورها، عبرت فرنسا عن قلقها بعد أن بدأت السفينة التركية عروج ريس رحلتها، وقالت إنه يتعين على تركيا الوفاء بالالتزامات التي قطعتها فيما يتعلق بهذا النزاع والإحجام عن أي استفزازات جديدة وإبداء حسن النية.
من جهتها، اعتبرت الحكومة الألمانية إعلان تركيا تجديد أنشطتها الاستكشافية شرقي المتوسط بالأمر المؤسف للغاية.
ودعا شتيفن زايبرت المتحدث باسم الحكومة الألمانية جميع أطراف النزاع في شرق المتوسط إلى حل خلافاتهم في أسرع وقت ممكن بموجب القانون الدولي.
وتشهد العلاقات بين اليونان وتركيا تعقيدا بسبب نزاعات عدة، بدءا من حق كل دولة في مناطق بالبحر المتوسط وحتى النزاع حول قبرص المنقسمة عرقيا بين البلدين.