شبكة وتر- أعادت دول أوروبية فرض تدابير لمواجهة تفشي فيروس كورونا المستجد في موجة ثانية رأت منظمة الصحة العالمية أن مسارها "مقلق جدا"، في حين تأثر مزيد من السياسيين في أنحاء العالم بهذا الوباء.
وبينما يبدأ حظر تجول ليلي في فرنسا على نطاق واسع، أعلنت السلطات مساء الخميس تسجيل أكثر من 30 ألف إصابة بكورونا خلال 24 ساعة، وهو أعلى معدل يومي منذ ظهور الوباء، ويأتي بعد توسيع نطاق إجراء الفحوصات.
وقال رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستيكس الخميس "في الساعة 21:00 يجب أن يكون الجميع في منازلهم. ستغلق كل الأماكن والمتاجر والخدمات".
وأضاف أنه سيجري حظر "كل الحفلات الخاصة" التي تنظم "في الصالات متعددة الاستعمالات أو أي منشأة أخرى تستقبل جمهورا" في أنحاء البلاد، وأنه سيتعين على المطاعم في فرنسا تطبيق إجراءات صحية معززة.
ويطبق حظر التجول بين الساعة 21:00 والساعة 06:00 لمدة 6 أسابيع في باريس ومدن كبرى أخرى مثل ليون ومرسيليا وتولوز، بما يشمل نحو 20 مليون شخص من مجموع سكان البلاد البالغ 67 مليونا.
تأهب في بريطانيا
وفي بريطانيا، رفعت الحكومة الخميس مستوى التأهب من الدرجة المتوسطة إلى العالية في لندن و7 مناطق أخرى في إنجلترا، هي إسيكس وإلمبريدج وبارو ويورك وشمال شرق ديربيشير وتشيسترفيلد وإريواش.
وقال رئيس بلدية لندن صادق خان إن سكان العاصمة البريطانية البالغ عددهم 9 ملايين نسمة، لن يتمكنوا بعد الآن من لقاء أصدقائهم وعائلاتهم في أماكن مغلقة. وأضاف "يجب أن أحذر سكان لندن.. ينتظرنا شتاء صعب".
سكان لندن تلقوا تحذيرا من السلطات بشأن خطورة الوضع (غيتي)
من جهته، قال وزير الصحة مات هانكوك "لكل من يعملون في عاصمتنا العظيمة أود أن أقول شكرا لكم على ما فعلتموه لتحجيم الفيروس في البداية، وعلينا جميعا الآن الاضطلاع بدورنا في السيطرة على الفيروس مرة أخرى".
وأضاف "أعرف ما يعنيه هذا من تضحيات، لكنني أعلم أنه إذا عملنا معا، فسيمكننا التغلب عليه".
خامس سبب للوفاة
من جهة أخرى، أكد مدير الفرع الأوروبي لمنظمة الصحة العالمية هانز كلوغ أن عدد الإصابات اليومية بالفيروس في أوروبا آخذ في الازدياد، وكذلك عدد الأشخاص الذين يدخلون المستشفيات.
وقال إن مرض كوفيد-19 الذي يسببه الفيروس هو الآن خامس سبب رئيسي للوفاة في أوروبا، وقد اجتاز عدد الوفيات اليومية عتبة الألف.
وتحذر منظمة الصحة العالمية من أن معدلات الوفيات قد تصبح "أعلى بـ 4 إلى 5 مرات مما كانت عليه في أبريل/نيسان بحلول يناير/كانون الثاني المقبل" إذا تم تخفيف القيود المفروضة لمواجهة الوباء.
من جهتها، دعت مفوضة الصحة الأوروبية ستيلا كيرياكيدس الدول الأعضاء إلى "القيام بما هو ضروري" لتجنب "الإغلاق التام". وأعربت عن قلقها البالغ بشأن "الارتفاع السريع والمتزايد في معدلات الإصابة في كل أنحاء الاتحاد الأوروبي".
في تلك الأثناء تستمر انعكاسات الأزمة على الساحة السياسية ومراكز القرار في بلدان عديدة.
ففي بروكسل، غادرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين قمة الاتحاد الأوروبي الخميس بعد أقل من ساعة من بدايتها، لأنها خالطت شخصا ثبتت إصابته بكوفيد-19.
وقالت عبر تويتر "علمت للتو أن أحد أعضاء مكتبي قد ثبتت إصابته بكوفيد-19 هذا الصباح.. جاءت نتيجة فحوصي سلبية لكن كإجراء احترازي سأترك المجلس الأوروبي على الفور للدخول في عزل ذاتي".
رئيسة المفوضية الأوروبية قررت الدخول في عزل ذاتي كإجراء احترازي (الأناضول)
وفي فرنسا، فتشت الشرطة فجر الخميس منازل رئيس الوزراء السابق إدوارد فيليب ووزيري الصحة الحالي والسابق في إطار تحقيقات حول تعامل الحكومة مع أزمة كورونا، وكان أطباء وموظفو سجون وضباط شرطة رفعوا دعوى غير مسبوقة تتعلق خاصة بالنقص في الكمامات ومواد طبية أخرى.
تطورات في أميركا
وفي الولايات المتحدة، علقت المرشحة الديمقراطية لمنصب نائب رئيس الولايات المتحدة كامالا هاريس أنشطتها وتنقلاتها حتى يوم الاثنين، بسبب اكتشاف إصابات ضمن فريق حملتها.
من جانب آخر رفض الرئيس الأميركي دونالد ترامب عودة بلاده إلى إغلاق اقتصادها مرة أخرى في حال ظهور موجة جديدة من الجائحة.
وقال ترامب في مقابلة عبر الهاتف مع قناة فوكس بزنس (Fox Business) "لن نقوم بأي إغلاق للاقتصاد وقد تعلمنا الكثير عن هذا المرض الذي يشفى منه صغار السن مثلما حصل مع ابني بارون".