هناك في نيويورك، الخميس القادم، العاشر من سبتمبر الجاري، تنتظر فلسطين والدول الداعمة لها قرارا من الأمم المتحدة يقضي برفع علم فلسطين إلى جانب 193 دولة أخرى فوق مقر المنظمة الدولية.
وتسعى فلسطين لأن تكون الدولة الأولى المراقبة التي تتقدم لرفع علمها في الأمم المتحدة بعد ان رفض الفاتيكان 'الكرسي الرسولي' مشاركة فلسطين ورفع علمهما.
خبير القانون الدولي حنا عيسى، قال، إن رفع أعلام الدول في الأمم المتحدة والمحافل الدولية، يعتبر جزءا من السيادة الوطنية للدولة ويهدف لأشعار العالم بأن الدولة باتت صاحبة سيادة تدخل حيز الدول الأخرى.
وأضاف، ان فلسطين تطمح من خلال اعتراف صريح بواقعية وجودها كدولة، والاعتراف الكامل بشرعية قيام دولة فلسطين وتكامل عناصر قيامها بلا أي تحفظ.
وأشار إلى أن القرار يتماشى مع الواقع الفلسطيني كدولة تحت الاحتلال، خاصة وان النظام الإجرائي الجاري في الأمم المتحدة يعطي حق رفع الأعلام للدول صاحبة السيادة، لافتا إلى أن اعتراف العالم بحدود فلسطين المقرة على حدود الرابع من حزيران 1967 وبموجب قرارات الأمم المتحدة 242 للعام 1967- 338 للعام 1973 الّلذَين أكدا على ان أرض فلسطين محتلة، فهما يعترفان بالحيز الجغرافي المعترف به لقيام دولة فلسطين صاحبة سيادة على أرضها.
ولفت عيسى إلى أنه وفي تاريخ الأمم المتحدة لم يتم رفض طلب رفع علم أي دولة، مشيرا الى أنه على العالم ان يعترف بحق فلسطين في تقرير المصير واقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس.
ويترقب الفلسطينيون نجاحهم في استصدار قرار من الأمم المتحدة برفع علم فلسطين على مقرها في نيويورك، ومن نفس القاعات التي صدرت منها قرارات اعتبرها الفلسطينيون منصفة مرة وقرارات أخرى أجحفت بحقهم مرارا، فيما تنتظر الدبلوماسية الفلسطينية ايضا حصادا آخر للحراك الدبلوماسي الفلسطيني.
وقال وكيل وزارة الخارجية تيسير جرادات، لـ 'وفا'، إن فلسطين أول دولة مراقب في الأمم المتحدة تتقدم بمشروع قرار رفع علمها'، معتبرا ان أهمية القرار تتلخص في تحقيق الانجازات والوصول بالإنجازات التي حققتها الدبلوماسية والنضال الشعبي والكفاح المسلح الذي خاضه الشعب الفلسطيني لسنوات.
وأكد ان القيادة السياسية والدبلوماسية الفلسطينية تبذل جهودا مكثفة للحصول على الحق الفلسطيني استمرارا للنضال الوطني المرتكز على قرارات الأمم المتحدة واعتراف المجتمع الدولي.
وتابع، نحتاج الى نصف +1 من الأصوات لتمرير مشروع القرار، فيما اعتبر الاعلان عن مواقف الدول من التصويت لا يزال مبكرا، معربا عن أمله في تمرير القرار ورفع العلم الفلسطيني في الأمم المتحدة وكافة المحافل الدولية.
من جانبه رأى عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل ابو يوسف أن رفع علم فلسطين في الأمم المتحدة الى جانب دول العالم خطوة رمزية هامة ذات دلالات في الاستقلال الفلسطيني.
وأضاف، كقيادة فلسطينية نسعى لمواصلة الجهد الدبلوماسي والسياسي لفرض السيادة الكاملة على كافة أراضي فلسطين على حدود عام 1967، ووضع حد للاحتلال الاسرائيلي، معتبرا ان التصويت على مشروع القرار يعتبر دعوة الى المجتمع الدولي للوقوف عند مسؤولياته.
وكانت 20 دولة عربية وفنزويلا قدمت مشروع قرار في 31 -8-2015 ينص على رفع أعلام الدول المراقبة في الأمم المتحدة باتفاق مع الفاتيكان التي تراجعت ونأت بنفسها بعد ضغوط مورست عليها بحسب مصادر مطلعة.
فيما أعربت الحكومة الإسرائيلية عن غضبها إثر التقدم بمشروع قرار يسمح برفع العلم الفلسطيني فوق مبنى الأمم المتحدة بحجة اعتباره انتهاكا للمبدأ المتعارف عليه بالأمم المتحدة برفع علم الدول الأعضاء فقط.
وحصلت فلسطين عام 2012 بأغلبية ساحقة على الاعتراف بدولة فلسطينية ذات سيادة في الجمعية العامة للأمم المتحدة بتأييد من 138 دولة بينهم فرنسا وروسيا والصين، في حين كان أبرز الرافضين التسعة الولايات المتحدة الأميركية وألمانيا، وامتنعت 41 دولة عن التصويت، وجاء هذا الاعتراف بعد الإخفاق في الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.