لا حديث هذه الأيام، إلا عن أوضاع اللاجئين السوريين، التي شغلت العالم أجمع، وجعلت الكثير من الأسئلة تطفو على الواجهة، حول مصير الآلاف من الهاربين من الموت، نحو أمل في السلم والاستقرار أينما كان، حيدر جبلي، واحد من بين هؤلاء، طفل يبلغ من العمر 10 سنوات، فرضت عليه ظروف الحرب في سورية، العيش في تركيا لعدة سنوات، وبعد رفض طلبات متكررة له للالتحاق بوالده في المغرب، جاء الفرج وأعطى الملك محمد السادس تعليماته لتسهيل دخوله إلى المغرب.
ملاحقة الموت
بعد هروبه من الموت في سورية، وبعد سنوات من العيش في تركيا، لاحق الموت مرة أخرى والدة حيدر، وأضحى وحيداً هناك، بلا معيل؛ فقرر الالتحاق بوالده في المغرب في شهر يوليو «تموز» الماضي، غير أن رفض السلطات المغربية منحه أوراق الإقامة، أعاده إلى تركيا في انتظار ترخيص من السلطات المغربية للالتحاق بوالده.
ظل الأمل لا يفارق حيدر، وكرر طلبه في 11 أغسطس / آب الماضي، وقدم طلباً للسفارة المغربية في تركيا من أجل الحصول على تأشيرة دخول، لكن مرة أخرى قوبل طلبه بالرفض.
إنسانية صحافية
وحظيت قصة الطفل السوري، يتيم الأم، باهتمام واسع من طرف الرأي العام المغربي؛ خاصة بعد قضائه أربعة أيام في مطار محمد الخامس بالدار البيضاء، قبل العودة إلى إسطنبول رفقة والده بشار، الذي هرب من مدينة حمص السورية قبل ثلاث سنوات، بصحبة زوجته المغربية وابنه الثاني.
لكن خوف الأب من فقدان عمله في المغرب، جعله يعود، وترك حيدر في وصاية الصحافية المغربية بثينة عزابي في إسطنبول، بعد أن استجابت لدعوات ناشطين من أجل رعاية الطفل انتظاراً لتسوية وضعيته.
نداء للملك
وكان ناشطون مغاربة وأتراك قد أطلقوا هاشتاغ #MoroccoLetHaiderEnter؛ أملاً في لفت الانتباه لقضية حيدر، الذي وجه بدوره نداءً للملك عبر اليوتيوب، يناشده فيه بالسماح له بالدخول للمغرب، وقال حيدر في الفيديو إنه تم «رفض طلبه للحصول على تأشيرة ثلاث مرات، على الرغم من وضعية أبيه القانونية في المغرب».
ظروف قاهرة
كان الملك محمد السادس قد أعلن في خطابه الأخير، فرض التأشيرة على المواطنين السوريين والليبيين.
وأكد الملك بالحرف: «أمام هذا الوضع، اضطرت البلاد لاتخاذ مجموعة من التدابير الوقائية، لحماية أمنها واستقرارها، في هذا الإطار تم فرض التأشيرة على مواطني بعض الدول العربية؛ خاصة الوافدين من سورية وليبيا، وإذ نعبر عن تضامننا مع شعوب هذه الدول؛ فإننا نتأسف للظروف القاهرة، التي دفعت المغرب لاتخاذ هذا القرار».
وتجدر الإشارة إلى أنه وحسب أرقام رسمية لوزارة الداخلية؛ فإن السلطات المغربية سوت وضعية 18 ألف مهاجر ولاجئ من مختلف دول العالم، بينهم 5250 مواطناً سورياً العام الماضي.
تغريدة الفرج
وأعرب حيدر في فيديوهات نشرتها الصحافية المغربية بثينة العزابي على حسابها في الفيسبوك، عن سعادته بخبر قبول طلبه في الالتحاق بوالده في المغرب، بعدما أعلن وزير الخارجية المغربي، صلاح الدين مزوار، يوم الاثنين الماضي، أن الطفل السوري حيدر جبلي سيحصل على تأشيرة الدخول إلى المغرب يوم الأربعاء، وأكد مزوار في رد على حسابه الرسمي بموقع تويتر، أن الملك محمد السادس أعطى أوامره لتسهيل عملية حصول حيدر على التأشيرة، على أن يلتحق بعائلته منتصف الأسبوع الجاري.
https://www.youtube.com/watch?v=FI-zZ5W1Ofc