شبكة وتر- نشرت صحيفة “واشنطن بوست” تقريرا لريك نواك، قال فيه: “كتب الكثير عن الجانب المظلم في معاملة أوروبا للاجئين الذين تدفقوا عليها. ولكن في ألمانيا يكتشف الأشخاص طرقا إبداعية لاستقبال أولئك الذين هربوا من بلادهم”.
ويجمل الكاتب الطرق الخمس بالآتي:
1. الألمان يطبخون مع اللاجئين
ويشير التقرير إلى أن أحد أسباب التوتر في ألمانيا الشرقية هو أن “كثيرا من الناس لا يعرفون إلا القليل عن الغرباء، وهم خائفون؛ لأنهم لا يعرفون ماذا يتوقعون من فيضان اللاجئين”، بحسب ما قاله المتخصص في العلوم السياسية ويرنر باتزلت للصحيفة بخصوص المظاهرات المعادية للإسلام والمعادية للاجئين في ألمانيا الشرقية.
وتبين الصحيفة أن إحدى المجموعات في برلين تحاول مساعدة الألمان والأجانب أن يتعلموا عن بعضهم البعض، من خلال الطبخ. وقامت المجموعة بجمع 30 وصفة، ونشرتها مع قصص للاجئين، ولماذا هربوا من بلدانهم.
ويورد نواك أن المجموعة تقول على موقعها: “جاء الطباخون إلى ألمانيا لاجئين، ويشاركون القارئ في هذا الكتاب ليس فقط أكلات شهية من أنحاء العالم، بل قصصا حول بلادهم وثقافتهم أيضا”.
2. استقبال اللاجئين تفاعل في المجتمع الألماني
ويلفت التقرير إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي أدت دورا غير واضح في كيفية تعامل الألمان مع اللاجئين الذين قدموا في الأشهر القريبة، مبينا أنه تم استخدام وسائل مثل “فيسبوك” لتنظيم أنشطة مؤيدة للاجئين، ولكن البعض استخدم المجهولية النسبية للإنترنت لنشر الكراهية، لافتا إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي امتلأت بفيض من التعليقات التي عادة ما تجاوزت النقد إلى بث الكراهية، الأمر الذي يعد جريمة كبيرة في ألمانيا، وتم إغلاق حسابات بعض المعلقين، ولوحق بعضهم قضائيا، وغرموا على ما كتبوا.
وتستدرك الصحيفة بأنه كان هناك توجه معاكس استخدم (#Welcome Challenge)، حيث نظم الناس حملات جمع تبرعات، وقام عدد من الألمان برفع فيديوهات يقولون فيها لمواطنيهم ماذا فعلوا لأجل اللاجئين، وماذا يمكنهم فعله لمساعدة اللاجئين. وذكرت صحيفة “دير ويستن” أن مخرج الأفلام مايكل سايمون دي نورمير قال: “يستطيع كل منا فعل شيء، المهم أن تكون هناك رسالة. وذلك كله لخلق ثقافة الترحيب”.
ويذكر الكاتب أن هناك مجموعة على “فيسبوك”، تتألف من 10 آلاف عضو، تحاول تنسيق التبرعات والخدمات والمتطوعين. منوها إلى أن هذه الحملة وغيرها تبدو إلى الآن ناجحة، وتقول العديد من مراكز الاستقبال إنه قد وصلها تبرعات كثيرة لا تستطيع قبولها كلها.
ويفيد التقرير، الذي ترجمته “عربي21″، بأنه في بعض القرى والمدن قام المواطنون باستقبال اللاجئين، الذين انتظروهم في مراكز الاستقبال، كما حصل في مدينة هوف، حيث قام ثلاثة آلاف مواطن باستقبال اللاجئين الأسبوع الماضي. وفي نورث راين- وستفيليا استقبل اللاجئون بالورود.
3. بعض الألمان استقبل اللاجئين في بيوتهم
وتكشف الصحيفة عن أن بعض الألمان، الذين لديهم غرف إضافية، قاموا بعرض تلك الغرف على اللاجئين ليسكنوا فيها مجانا، مع أن بإمكانهم تأجيرها.
وتتابع “واشنطن بوست” بأن أحد الشباب المستفيدين من هذا العرض كان سوريا عمره 19 عاما اسمه صلاح، وقد وجد سكنا مشتركا في دارمشتات غرب ألمانيا خلال أيام. وقال مستضيفوه إنهم رغبوا في مساعدة اللاجئين والتعلم عن الثقافات المختلفة. وقال لوكاس أحد ساكني البيت لصحيفة “فرانكفورتر الجمين زيتنغ”: “وأخيرا وبعد أن عرفناه تأكدنا بأننا سنكون مرتاحين معه”.
ويقول نواك إن إيواء اللاجئين في سكن خاص أصبح أكثر انتشارا، خاصة مع العجز الرسمي عن توفير السكن المناسب أو مراكز الاستقبال. موضحا أن كثيرا من اللاجئين لا يزالون يعيشون في خيام، بالرغم من عدم التأكد إن كان بالإمكان توفير سكن بديل لهم، قبل وصول شتاء ألمانيا البارد.
ويشير التقرير إلى أن الأطباء حذروا من أن الوضع في مركز الاستقبال الكبير في درسدن أصبح مأساويا هذا الصيف، حتى أنه أصبح شبيها “بحالة طوارئ إنسانية”.
4. تطبيق للهاتف الذكي يرحب باللاجئين
وتذكر الصحيفة أن مدينة درسدن شهدت موجة من التظاهرات ضد الهجرة، وشكلت مركزا للحركة المسماة بيغيدا، التي تجذب حوالي 20 ألف متظاهر أسبوعيا، ولكنها تضاءلت.
ويلفت الكاتب إلى أنه بعد شهور من العناوين السلبية الآتية من المدينة والقرى المجاورة، مثل حرق مشاريع الإسكان والاشتباكات بين الشرطة واليمين المتطرف، قام مجموعة من رجال الأعمال الشباب ليظهروا أن هناك كثيرا من المؤيدين للاجئين بإنتاج تطبيق يساعد اللاجئين على الوصول إلى الخدمات المحلية، ويجيب التطبيق عن الأسئلة الرئيسة، مثل: ما هو عنوان السلطات المحلية المتخصصة بشؤون الهجرة؟ وكيف يمكن تقديم الطلبات؟
5. بإمكان اللاجئين الدراسة في الكليات مجانا
ويكشف التقرير عن أن حوالي 60 كلية ألمانية، بينها كليات النخبة، مثل جامعة ميونخ، سمحت للاجئين بحضور الكورسات مجانا، وأبدت الكليات استعدادها لأن تدفع لهم تكاليف السفر وثمن الكتب اللازمة.
وتستدرك الصحيفة بأنه لا يمكن للاجئين الحصول على شهادة جامعية بينما تتم دراسة طلبات اللجوء، ولكن يؤمل أن يكون حضور المحاضرات عاملا مساعدا لهؤلاء اللاجئين لتعلم اللغة الألمانية، ويساعدهم على الاندماج بسرعة.
وينقل نواك عن رئيس جامعة “هلديشيم”، ولفغانغ-أوي فردريك، قوله لصحيفة “هاندلسبلات”: “الهجرة مهمة للمجتمع بأكمله، وعلى الجامعات أن تؤدي دورها”.
ويورد التقرير أنه في الوقت ذاته أنشأ طالب في برلين جامعة على الإنترنت خاصة باللاجئين الذين يريدون متابعة دراستهم. وقد اضطر العديد من الشباب السوريين إلى قطع دراستهم، ويبحثون الآن عن طرق لمتابعة دراستهم في ألمانيا. مشيرا إلى أنه يرد في الإعلان عن الجامعة “شهادات معترف بها دوليا، لأي شخص وفي أي وقت، وفي أي مكان مجانا”، ويتم تمويلها من ممولين من القطاع الخاص.
وتختم “واشنطن بوست” تقريرها بالإشارة إلى أن الموقع يقول: “إذن ما السر وراء ذلك؟ ليس هناك سر، إذن لماذا نفعل هذا؟ نفعله لأنه حان الوقت لنا كوننا بشرا لإدراك أن الطريق الوحيد لنا كي نعيش بسلام ونزدهر هو بأن يساعد بعضنا بعضا لنشق طريقنا في الحياة”.