شبكة وتر-أكد رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، اليوم الأحد، أن وحدة المقاومة في الميدان والسياسة، كان من أهم عوامل إفشال مخططات العدو.
وأضاف هنية أن قوى المقاومة ومن خلال غرفة العمليات المشتركة أخذت زمام المبادرة، وأدارت عملية "ثأر الأحرار"، وأثبتت كما في كل مواجهة مع المحتل البغيض قدرتها وعزمها، وقامت برد قاس على هذه الغطرسة.
ولفت، إلى أن المقاومة أفشلت محاولة العدو في فرض معادلات جديدة، سواء عبر الاستفراد بسرايا القدس، أو التفرقة بين قوى المقاومة التي أدركت مراميه، وعملت بشكل موحد وبانسجام وتكامل بين مكوناتها.
وشدد هنية، على أن المقاومة حققت الأهداف التي حددتها، ونفذت التكتيكات الميدانية المناسبة من قرارات وضربات أثبتت أنها واعية وقادرة على التحكم بإيقاع المعركة.
وأبرق هنية، بالتحية لغرفة العمليات المشتركة التي احتضنت وأدارت بكل اقتدار وتميز معركة "ثأر الأحرار"، مردفاً "أخص بالتحية سرايا القدس على الدور الريادي الذي قامت به في إطار غرفة المقاومة المشتركة".
وقال، إن احتضان الشعب الفلسطيني لمقاومته المظفرة الموحدة نجحت في إرباك حسابات الاحتلال وضرب منظوماته الأمنية، وخاصة ما يسمى بالقبة الحديدية أو مقلاع داوود، ورسخت المقاومة قدرتها على ضرب كل مكان في "إسرائيل".
وشكر هنية، شعوب الأمة العربية والإسلامية والدول والقوى التي ساندت الشعب الفلسطيني ومقاومته، وساهمت في بناء معادلات القوة مع العدو، وخاصة إيران وحزب الله.
وأعرب هنية، عن شكره لجمهورية مصر العربية وقطر والأمم المتحدة، على جهودهم التي بذلوها من أجل التوصل لوقف إطلاق النار.
وشكر جميع المؤسسات الحكومية التي لم تدخر جهدا في التعامل مع تطورات المعركة، سواء الإسعاف والطوارئ والطواقم الطبية والدفاع المدني أو القوى الأمنية والطواقم الإعلامية والصحفيين الذين تابعوا بكل دقة مجريات الأحداث.
وتوصلت فصائل المقاومة الفلسطينية وسلطات الاحتلال الإسرائيلي مساء أمس السبت، إلى اتفاق تهدئة بوساطة مصرية، بدءًا من الساعة العاشرة مساءً.
وقال رئيس الدائرة السياسية بحركة "الجهاد الإسلامي" محمد الهندي لقناة الجزيرة مباشر، إن اتفاق وقف إطلاق النار يشمل 3 بنود، وهي وقف استهداف المدنيين، ووقف هدف المنازل، ووقف استهداف الأفراد.
وفي وقتٍ سابق من مساء أمس السبت، أعلنت وسائل إعلام عربية ودولية وإسرائيلية من بينها "الجزيرة" وقناة "كان" عن التوصل لوقف إطلاق النار بين فصائل المقاومة في قطاع غزة، والاحتلال الإسرائيلي، وذلك برعاية مصرية.
وكان الاحتلال قد بدأ عدوانه على قطاع غزة فجر يوم الثلاثاء الماضي (9 مايو/ أيار) تحت اسم "السهم الواقي"، بعد عمليات اغتيال نفذها في وقت مباغت ومتزامن بحق ثلاثة من قادة "سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، حيث جرى استهدافهم مع عائلاتهم داخل منازلهم.
وتسببت العدوان الإسرائيلي باستشهاد 33 فلسطينيًا بينهم 6 أطفال و3 سيدات، و 6 من قادة "سرايا القدس"، كما أصيب 147 آخرين بجراح مختلفة، بحسب إحصائية وزارة الصحة الفلسطينية.
وقادة "سرايا القدس" الذين اغتالهم الاحتلال خلال هذه الجولة هم: إياد الحسني، وطارق عز الدين، وخليل البهتيني، وجهاد الغنام، وعلي حسن غالي، وأحمد أبو دقة.
وفي آخر إحصائية نشرها المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، صرّح بأن الغارات الإسرائيلية تسببت حتى ظهر أمس السبت بهدم 15 منزلًا (بشكل كليّ) بما مجموعه 51 وحدة سكنية، وتضرر 940 وحدة سكنية، منها 49 باتت غير صالحة للسكن، وقد بلغت تقديرات الخسائر الأولية قرابة 5 مليون دولار.
كما حرم إغلاق حاجز بيت حانون/ إيرز خلال أيام العدوان 432 مريضًا، غالبيتهم مرضى أورام، إضافة إلى 27 حالة حرجة، من مغادرة قطاع غزة للحصول على العلاج في مستشفيات الضفة الغربية والقدس والداخل المحتل.
هذا وقد بدأت فصائل المقاومة ردها ضمن معركة أسمتها "ثأر الأحرار" منذ ظهر اليوم الثاني للعدوان وحتى الدقيقة الأخيرة التي سبقت موعد سريان اتفاق التهدئة، وذلك بقصف مستوطنات غلاف غزة ومدن الاحتلال، برشقاتٍ صاروخية كبيرة ومتتالية، وصلت مداها إلى القدس، وتل أبيب، والنقب الغربي وعسقلان وأسدود، وعلى إثره دوّت صفارات الإنذار عشرات المرات وتطلت الحياة في البلدات المحاذية للقطاع.
وأسفرت صواريخ المقاومة في مجملها عن مقتل مستوطن وإصابة العشرات بجروحٍ متفاوتة وحالات هلع أو سقوط أثناء الهروب من الصواريخ إلى الملاجئ، كما اعترف الاحتلال بإصابات مباشرة بعشرات المباني في عدة مناطق، منها مستوطنة "سديروت"، وحي "روحفوت" جنوب "تل أبيب"، وعسقلان، وقد أدى ذلك لأضرار كبيرة.