شبكة وتر-دعا نادي الأسير الفلسطيني إلى ضرورة إعادة تقييم استمرارية التعاطي مع الجهاز القضائي للاحتلال، وإيجاد استراتيجية وطنية نحو مقاطعة شاملة، مؤكداً أن قضاء الاحتلال ما يزال أداة أساسية في ترسيخ الجرائم ضد المعتقلين والأسرى.
وقال نادي الأسير الفلسطيني، في بيان اليوم الإثنين، إن الجهاز القضائي للاحتلال، يواصل دوره كذراع أساس لتنفيذ قرارات جهاز مخابرات الاحتلال "الشاباك".
وأكد أن استمرار التوجه لمحاكم الاحتلال تحديدًا في قضايا المعتقلين الإداريين، لا فائدة منه، وهو ما أثبتته كل التجارب السّابقة، والراهنّة.
وأضاف أن هذه المحاكم محاكم صورية، تجري دون علم المعتقل الإداري، أو محاميه بـ"التهم" الموجهة له، وبادعاء الاحتلال بوجود "ملف سري".
جاء ذلك بعد قرار المحكمة العليا للاحتلال اليوم، بإعادة قضية الأسير المضرب عن الطعام كايد الفسفوس إلى محكمة الاستئنافات العسكرية للنظر في طلب الاستئناف مجددًا.
وبيَّن النادي أن محكمة الاحتلال قررت في وقت سابق رفض النظر في طلب الاستئناف المقدم من محامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين؛ ما يمثل أحد أوجه الدور الذي تقوم به محاكم الاحتلال، في ابتكار مسارات، وأدوات للالتفاف على قضايا المضربين عن الطعام، والتنصل بشكلٍ ممنهج من اتخاذ أيّ قرار قد يفضي إلى تحقيق مطلبهم.
وتابع نادي الأسير، "لقد شكّلت قضية اغتيال الشيخ خضر عدنان، بعد إضرابه لـ86 يومًا، محطة فارقة في تاريخ الإضراب عن الطعام، من خلال الأدوات والدور الذي مارسته محاكم الاحتلال".
وتمثل ذلك في سياق المطالبات التي جرت لنقل "عدنان" إلى مستشفى "مدني" في حينه، إلى جانب دور أجهزة الاحتلال، وقراراها الواضح في اغتياله، واليوم تتصاعد التخوفات من أن يكون هناك قرار باغتيال المعتقل الإداري "الفسفوس".
وأضاف نادي الأسير أن الإمعان في ذلك تصاعد بشكلٍ لافت في السنوات القليلة الماضية، وتحديدًا في هذا العام مع وجود حكومة يمينية فاشي.
وشدد أن قرارات محاكم الاحتلال، تؤكد تنفيذها قرارات سياسية، وتحديدًا في قضية الاعتقال الإداري الشاهد الأبرز على صوريّة محاكم الاحتلال.
وفي السياق، يقبع الأسير "الفسفوس" حالياً بالعزل الانفرادي في عيادة سجن الرملة، ما يعني أنه بعيد عن الرعاية والمتابعة الطبية، في ظل ما يعانيه من أوضاع صحية خطيرة جداً.
ويعاني "الفسفوس" من الشعور بالغثيان والنوبات المتكررة، وعدم وضوح الرؤيا، علماً أن أي مضاعفات أخرى قد تفقده حياته بعد تعنت الاحتلال ورفض نقله لمستشفى مدني.
وعقدت محكمة الاحتلال جلسة اليوم الاثنين، للنظر في التماس قدمه محاميه للمحكمة العليا للاحتلال، ضد قرار اعتقاله الإداريّ.
وأعاد الاحتلال اعتقال الأسير كايد الفسفوس (34 عامًا) من مدينة دورا/ الخليل، بتاريخ 2/5/2023، إداريًا، وهو أسير سابق أمضى نحو 7 سنوات في سجون الاحتلال، وقد بدأت مواجهته للاعتقال منذ عام 2007.
وشرع الأسير "الفسفوس" في إضرابه عن الطعام في الثالث من آب/ أغسطس المنصرم، حيث كان محتجزًا في زنازين سجن النقب حتى تاريخ 21 أيلول/ سبتمبر الجاري، ثم جرى نقله إلى زنازين عسقلان، قبل أن يتم نقله إلى عيادة الرملة.
يذكر أن "الفسفوس" خاض إضرابًا عن الطعام في نهاية شهر أيار/ مايو، وبداية حزيران/ يونيو المنصرم، استمر لـ 9 أيام، كما أنه خاض سابقًا عام 2021 إضرابا ضد اعتقاله الإداريّ، واستمر لـ 131 يومًا.
والأسير كايد الفسفوس، متزوج وأب لطفلة، كما أن أشقائه تعرضوا للاعتقال لدى الاحتلال، واليوم إلى جانبه ثلاثة أشقاء آخرين معتقلين إداريا وهم: خالد (35 عامًا)، وأكرم (39 عامًا)، وحافظ (40 عامًا).