تاريخ النشر: 2023-10-18 11:17:04

هكذا اعتدى المستوطنون على مريض غزي كان يتعالج بالقدس

هكذا اعتدى المستوطنون على مريض غزي كان يتعالج بالقدس

شبكة وتر-لم يكن الشاب عبد الله أبو قويظة (24 عاماً)، يعلم أن رحلة علاجه وسفره من غزة لمستشفى المقاصد في القدس المحتلة، ستتحول لمأساة حقيقية، تضيف لأوجاعه القديمة آلامًا جديدة يتجرع مرارتها كل يوم.

وتعرض "أبو قويظة" وهو مريض بسرطان القولون، لاعتداء بالضرب المبرح، من قبل مستوطنين وعناصر الشرطة الإسرائيلية بالقدس، بعد أن علموا أنه من قطاع غزة، التي ضربت الأمن الإسرائيلي في مقتل، فجعلتها تبطش حتى بالمرضى الضعفاء الذين لا يقوون مجرد الوقوف على أقدامهم.

ووصل الشاب المريض في 19 سبتمبر/ أيلول الماضي، لمستشفى المقاصد في القدس بعد أن حصل على تحويلة طبية من مستشفى الصداقة التركي في غزة، حيث قرر الأطباء إجراء عملية استئصال للمستقيم، بعد أن تم تشخيص إصابته بسرطان القولون.

سعد: اعتداءات عنصرية يومية تطال العمال الفلسطينيين في الداخل

ويسرد لنا "أبو قويظة" تفاصيل الاعتداء الذي تعرض له، قائلًا: "قبل موعد العملية بعدة أيام، وتحديدًا في 8 أكتوبر/ تشرين أول الجاري، وهو ثاني أيام معركة طوفان الأقصى، نزلت عن سريري في المستشفى، وذهبت لسوبرماركت قريب لشراء بعض الحاجيات، ولسوء حظي تصادف في المكان مجموعة من المستوطنين".

ويشير "أبو قويظة"، إلى أن بوابة جنهم فُتحت في وجهه حين علموا أنه من غزة، وانهالوا عليه ضرباً وشتماً بألفاظ نابية.

الشرطة تستكمل الضرب

ويتابع الشاب حديثه لـ "وكالة سند للأنباء":"في هذه الأثناء تدخل بعض المقدسيين الذين كانوا في المنطقة واتصلوا على الشرطة لإنقاذي من أبين أيديهم، حينها ظننت أن المشكلة انتهت، ظني لم يكن في مكانه، عناصر الشرطة انضموا للمستوطنين في حفلة الضرب والشتم".

كشف الشاب عن صدره، وأشار لعناصر الشرطة لمكان عملية جراحية وقُطب شقت طريقها في جسده مثل السحّاب، علّها تخفف بطشهم، فما كان منهم إلا أن ركزوا الضرب على ذات المنطقة، في مشهد سادي ووحشي.

ويكمل: "عصبوا عيوني، وقيّدوا يدي، ثم نقلوني لمركز الشرطة دون أن يسمحوا لي حتى بأخذ ملابسي وأوراقي من المشفى".

ويلفت إلى أن الشرطة الإسرائيلية نقلته بعد ذلك لمعبر قلنديا في ساعة متأخرة من الليل وتركوه هناك، وحذروه من محاولة الدخول مجدداً إلى القدس.

وبصوت مليئ بالألم يقول: "من شدة الضرب صرت أبصق دماً، قدامي بالكاد كانت تحملاني، شعرت أن الصبح لن يطلع عليّ".

حياته مرهونة بـ10 آلاف شيكل

توجّه الشاب المريض بعدها لمقر محافظة رام الله، ومنها جرى نقله لمستشفى رام الله الحكومي، وبعد إجراء فحوصات طبية أخبره الأطباء أن العلاج غير متوفر عندهم، وأن إجراء عملية استئصال المستقيم أمر غير ممكن لديهم، حسب قوله.

ويروي لنا: "توجهت بعدها للمستشفى الاستشاري في رام الله، لأتفاجأ بأن تكلفة العملية تصل لأكثر من 10 آلاف شيكل".

ويضيف:"ليس باستطاعتي توفير المبلغ، هذا إذا استثنينا تكاليف العلاج الأسبوعية والتي تصل لأكثر من500 شيكل ثمن حقن شرجية وتحاليل وفحوصات طبية، وطعام بمواصفات خاصة".

ويقيم المريض اليوم في أحد الفنادق في منطقة الماصيون في رام الله، على أمل أن يجد من يساهم في تغطية ثمن العملية التي سينعكس تأخيرها على صحته المتدهورة أصلاً.

ويحتاج "أبو قويظة" كل شهر لأربع وحدات دم بسبب الهبوط الحاد الذي يعاني منه بسبب المرض.

وخلال العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، تعرض منزل عائلة أبو قويظة الكائن في منطقة دير البلح لقصف مباشر، أدى لتدميره بشكل جزئي وإصابة 6 من أقاربه بينهم والدته وعمته وأشقائه.

كما تعرض عمّال قطاع غزة الذين يعملون بالداخل المحتل، لاعتداءات وحملات اعتقالات واسعة منذ بدء معركة "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/ تشرين أول الجاري.