تاريخ النشر: 2023-12-27 13:29:45

لواء متقاعد بجيش الاحتلال: الجيش يقدّم صورة زائفة للنصر بغزة

لواء متقاعد بجيش الاحتلال: الجيش يقدّم صورة زائفة للنصر بغزة

شبكة وتر-قال اللواء احتياط في جيش الاحتلال الإسرائيلي إسحق بريك، إن المتحدث باسم الجيش والمحللين العسكريين في "إسرائيل"، يقدّمون صورة نصر زائف عما يحدث في قطاع غزة، وذلك بناءً على معلومات تلقاها من الجنود والضباط في معارك غزة.

وأضاف "بريك"، أن عدد مقاتلي حماس الذين قتلتهم الجيش الإسرائيلي هو أقل بكثير مما يعلن الناطق باسم الجيش، كما أن المواجهة في غزة لا تجري وجهاً لوجه، كما يزعم المتحدث والمحللون.

وكشف اللواء الإسرائيلي المتقاعد، في مقال لصحيفة هآرتس الإسرائيلية، عن عدم وجود أي حلول أمام الجيش الإسرائيلي للقتال ضد حماس، حيث أن معظم القتلى والجرحى في صفوف الجيش أصيبوا وقتلوا بقنابل وصواريخ المضادة للدبابات يطلقها مقاتلو حماس.

ووفق قوله، فإن مقاتلي حماس يخرجون من فتحات الأنفاق لزرع القنابل، ونصب الأفخاخ المتفجرة، وإطلاق الصواريخ المضادة للدبابات على الآليات المدرعة، ثم يختفون مرة أخرى داخل الأنفاق.

وقال "بريك"، إن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي وكبار المسؤولين يريدون تصوير الحرب على أنها "نصر عظيم" قبل أن تتضح صورتها، فيحضرون مراسلين من القنوات التلفزيونية الرئيسية إلى غزة لتصوير "صور النصر"، معلقاً: "هذه هي الحرب الأكثر تصويرًا التي شنتها إسرائيل على الإطلاق، وربما حتى في العالم أجمع".

ويضيف: "إن خلق صور النصر قبل أن نقترب حتى من تحقيق الأهداف ستكون نتائجه مدمرة جدا خاصة إذا لم يتم تحقيق الأهداف بالكامل".

واعتبر اللواء المتقاعد "بريك" أن أهداف الحرب المتمثلة بتدمير قدرات حماس وتحرير المحتجزين هي "أهداف متعجرفة وكان من الأفضل أن تكون أكثر تواضعاً".

وتابع: "هذه ليست المرة الأولى التي يزوّر فيها الجيش والمسؤولين أخباراً عن حماس، حيث كانوا يزعمون قبل السابع من أكتوبر أن الجيش الإسرائيلي هو أقوى جيش في الشرق الأوسط، وأن حماس مردوعة".

وبيّن الجنرال احتياط،، أن تدمير أنفاق حماس سيستغرق سنوات عديدة، وسيكلف إسرائيل خسائر فادحة، لافتاً إلى اعتراف الجيش بوجود مئات الكيلومترات من الأنفاق في أعماق الأرض، ولها فروع متعددة، وقد بنت حماس أنفاقها على مدى عقود من الزمن، وهي تربط طول غزة وعرضها، وربما تربط غزة أيضًا بشبه جزيرة سيناء الواقعة تحت مدينة رفح، وفق قوله.

ونقل "بريك" عن عدد من الضباط الذين يقاتلون في غزة قولهم إنه من الصعب للغاية، إن لم يكن من المستحيل، منع حماس من إعادة بناء نفسها، حتى بعد كل الدمار الذي ألحقه الجيش بقواعده، وأن منع حماس إعادة بناء نفسها سيتطلب جهدًا مكثفًا للحفاظ على عدد قوات كبير في غزة لسنوات عديدة قادمة لمواصلة مواجهة مقاتلي حماس، الذين سيخرجون من الأنفاق، وسيواصلون إطلاق صواريخ مضادة للدبابات، وزراعة قنابل، ونصب الأفخاخا، مسببين الكثير من الخسائر للجيش الإسرائيلي.

وتساءل "بريك": "إن كان السياسيون وكبار مسؤولي الجيش يملكون القدرة على التعامل مع مثل هذا السيناريو؟ أم أن باستطاعتهم التفكير بحلول إبداعية أخرى، بحيث لا نصبح أكبر الفائزين، ولكن ألا نكون أيضا الخاسر الأكبر؟".

وكان اللواء احتياط "يتسحاق بريك" قد حذر نتنياهو من الدخول البري في قطاع غزة، حيث التقى مع نتنياهو مرتين على الأقل قبل بدء العملية البرية، ونصح نتنياهو أن يواصل الحرب من الجو دون أن يهبط إلى الأرض؛ لأن ذلك سيعرض الجنود إلى "حرب عصابات".