شبكة وتر-وصف كاتب إسرائيلي في مقالٍ نشره في صحيفة "هآرتس" العبرية، جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين لا سيما الأطفال منهم، برعبٍ لا يجد له أي تفسير ولا مبرر.
وأشار إلى أنّ 11 ألفًا و500 طفل استشهدوا في قطاع غزة، فيما تبقى أطفال ليشهدوا وفاة أحبائهم، وعشرات الآلاف يعيشون في حالة صدمة للأبد.
وأوضح الكاتب جدعون ليفي في مقاله أنّ آلاف الأسماء للأطفال الذي قتلهم الاحتلال في غزة خلال الشهور الأربعة الماضية، تتدفق الواحد لتو الآخر مثل الاعتمادات في نهاية فيلم طويل، مع نغمة حزينة في الخلفية.
ولفت "ليفي" النظر أن من بين الشهداء الأطفال، 260 اسما لم ولن يحتفلوا بعيد ميلادهم الأول ولا بغيره ولن يعرف أحد ما كانت أحلامهم.
ولا يجد الكاتب الإسرائيلي أي تفسير ولا مبرر ولا عذر لهذا الرعب، مؤكدًا أنّ "حركة حماس لا يمكن أن تكون مسؤولة عن كل ذلك".
وأسهب في مقاله: "بالتالي لا يمكن أن يكون له (مجازر الاحتلال بحق الأطفال) تفسير سوى وجود جيش وحكومة في إسرائيل لا يتقيدان بأي قانون ولا أخلاق".
وبعكس الرواية التي يحاول الاحتلال تمريرها على الإعلام، فإن الكاتب أقرّ بوجود أطفال استشهدوا في أسرّتهم، ومنهم من حاول الهرب للنجاة بحياتهم دون جدوى، عدا عن وجود 10 آلاف جثة لأطفال ترقد في المقابر الجماعية وغرف الطوارئ المكتظة.
وأكمل في فضح جرائم جيشه: "إسرائيل تقوم بمحو أجيال في غزة، ويقتل جنودها الأطفال بأعداد تنافس أبشع الحروب، وهذا ما لا يمكن نسيانه".
متسائلاً كيف لشعب أن ينسى من قتل أبناءه بهذه الطريقة؟ وكيف لأصحاب الضمائر الحية في جميع أنحاء العالم أن يظلوا صامتين إزاء هذا القتل الجماعي للأطفال؟
وتابع أنّ: "كل ذلك يحدث غير بعيد من تل أبيب دون أن يبلغ عنه في إسرائيل، ودون أي نقاش عام حول الهيجان العنيف الذي سمحت إسرائيل لنفسها بشنه هذه المرة، ودون أن يفكر أحد فيما سيأتي من هذا القتل الجماعي وما قد تجنيه إسرائيل منه، وما الثمن الذي ستدفعه مقابله".
وختم الكاتب مقاله بالقول: "من المستحيل أن يبقى الناس صامتين(..) يستغرق عرض قائمة آلاف الأطفال الشهداء 7 دقائق فقط، تمر بالسرعة نفسها التي مرت بها حياتهم البائسة، وهي دقائق تجعل المرء يشعر بالاختناق والأسى والخجل الشديد".
ومنذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يشن الاحتلال حربًا ضدّ قطاع غزّة، مستهدفًا بشكلٍ غير مسبوق المدنيين، وارتكب المجازر التي راح ضحيتها الآلاف غالبيتهم من الأطفال والنساء.
ولم يسلم من عدوان المتواصل، النازحون إلى المستشفيات والمساجد والكنائس ومراكز الإيواء، كما أنّه أباد عائلات بكامل أفرادها، وفرض حصارًا مطبقًا على القطاع.