تاريخ النشر: 2015-09-27 11:59:02

جهود جديدة لإحياء مفاوضات “التهدئة طويلة الأمد”

جهود جديدة لإحياء مفاوضات “التهدئة طويلة الأمد”
شبكة وتر- كشفت صحيفة “رأي اليوم” أن المبعوث الدولي “نيكولا ميلادينوف” يحاول من جديد تحريك ملف “الهدنة طويلة الأمد” بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي، جاء ذلك خلال زيارته الأخيرة لقطاع غزة، غير أن حماس تعاملت مع الطرح بحذر شديد، بعدما منيت جهود الوسيط السابق توني بلير بالفشل الذريع، وإبلاغه ذلك صراحة لمصر، بحسب الصحيفة. ونقلت الصحيفة عن مصادر مقربة من الحركة أن ميلادينوف الذي اعتاد في السابق مقابلة الدكتور موسى أبو مرزوق المكلف بمتابعة ملفات الحركة مع الجهات الدولية، التقى في زيارته الأخيرة مع هنية، لعدم وجود أبو مرزوق في غزة، ما يعكس حجم الملف الكبير الذي جاء الرجل لمناقشته مع حماس، حيث أن كل من هنية وأبو مرزوق نائبان لرئيس المكتب السياسي، ويعتبر الأول قائد الحركة في غزة. وذكرت الصحيفة أن من جملة ما بحثه ميلادينوف مع هنية كانت أفكار لتحسين وضع السكان في غزة الذي يعانون من سياسة الحصار الإسرائيلي المحكم، فاستبدل طرح “الهدنة الطويلة الأمد” وهو المصطلح السابق للمفاوضات غير المباشرة بين حماس والاحتلال الإسرائيلي، والتي رعاها وتوسط فيها توني بلير المبعوث السابق للجنة الدولية الرباعية للسلام، بـ “خطوات تحسين وضع″ تشمل إعطاء حركة حماس تعهدات يوقف التسلح والعمل على وقف أي هجوم على إسرائيل، مقابل أن تقوم الأخيرة بتسهيل عمليات إعمار غزة، وجلب المزيد من أموال المانحين لعمليات الإعمار، إلى جانب بعض التسهيلات الأخرى. وقالت المصادر المقربة من حماس إن قيادة الحركة التي تشاورت فيما وصل إليها من أفكار جديدة، رأت تحمل وجهة النظر الإسرائيلية، خاصة وأن حكومة إسرائيل أفشلت قبل شهر تقريبا جهود بلير التي وصلت لمراحل متقدمة، من خلال نفي وجود وساطة أصلا، وفرض العديد من الشروط لتحسين وضع الهدنة القائمة حاليا برعاية مصرية، دون الوصول إلى “الهدنة الطويلة الأمد”. وأكدت الصحيفة أنها علمت من مصادرها أن الزيارة الأخيرة التي قام بها بلير للقاهرة بعد فشل مساعيه مع الاحتلال الإسرائيلي وتحديدا فشله في إقناع “نتنياهو” عن الرضوخ لطلبات الأحزاب المتطرفة في حكومته، جاءت لوضع مصر في آخر تطورات اتصالاته ولقاءاته مع كلا الطرفين حماس في الخارج، حيث التقى أكثر من مرة خالد مشعل زعيم الحركة، ومسؤولون إسرائيليون. وكان بلير يأمل أن تساهم مصر في زحزحة الملف، حيث استضافت القاهرة بعدها الدكتور موسى أبو مرزوق للمرة الأولى منذ أشهر، لبحث ملف الهدنة ضمن ملفات أخرى لها علاقة بالمصالحة. ونوهت الصحيفة أن حركة حماس من جهتها لم ترد حتى الآن على طرح ميلادينوف الجديد، وتتعامل بـ “حذر شديد” وفق المصادر مع هذا الطرح، خاصة وأنها من جهة تريد إعمار غزة، ومن جهة أخرى لا تريد أن تفرض إسرائيل شروطها، وذلك بعد أن أصيبت بخيبة أمل مع فشل مساعي بلير. وبحسب الصحيفة فإن الحركة كانت تعتقد انها تقترب كثيرا من الوصول لحل “الهدنة الطويل الأمد”، فقد وعد هنية سكان غزة أثناء أحد صلوات شهر رمضان السابق بالفرج القريب، بقوله أن شهر رمضان سيكون شهر حصار الحرب التي شنت في رمضان الذي سبقه. وتحدث مسؤولون كبار في الحركة عن قرب التوصل لحل الهدنة، حتى أن أحدهم قال بعد مغادرة الدكتور أبو مرزوق من غزة للدوحة، أنه خرج لوضع قيادة الخارج في صورة ما جرى في غزة من مناقشات حول الملف، وان الحركة تستعد لإعلان موقفها الرسمي من الاتفاق خلال يومين، قبل أن ينفي الحديث من جديد، ويعلن أن الاتصالات لم تصل لنتيجة بسبب تعنت نتنياهو في اللحظة الأخيرة ورفضه ما توصل إليه بلير.