شبكة وتر-أصدر الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني اليوم الاثنين، بياناً صحفياً بمناسبة اليوم العالمي للصحة.
وقال جهاز الاحصار إنه بمناسبة اليوم العالمي للصحة الذي يصادف 7 نيسان 2024، يجب علينا أن نذكر بأن الصحة هي حق أساسي لكل إنسان، وأن المجتمع الدولي والعالم بأسره ملزم بتوفير الظروف الضرورية للحفاظ على هذا الحق. وفي ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة والانتهاك المستمر لحقوق الإنسان بما فيها الحق في الصحة وسعي دولة الاحتلال لمحو كل معالم الحياة فيها يواجه سكان قطاع غزة أوضاع كارثية غير مسبوقة.
انهيار المنظومة الصحية
وأشار الجهاز الى أن العدوان الإسرائيلي والحصار المستمر على قطاع غزة وانعدام الإمدادات الطبية والأغذية والمياه والوقود وتعرض العاملين في المجال الطبي لاعتداءات واستهدافات مستمرة، أدى ذلك إلى استنزاف النظام الصحي. فمنذ السابع من تشرين الأول وثّقت منظمة الصحة العالمية أكثر من 600 اعتداء على المرافق الصحية في الضفة الغربية وقطاع غزة، أدت هذه الهجمات لتوقف العديد من المستشفيات والمراكز الصحية عن العمل فمن أصل 36 مشفى عامل في قطاع غزة 10 مستشفيات فقط تعمل بشكل جزئي (4 في شمال القطاع، و6 في الجنوب والوسط)، وتوقف 76٪ من مراكز الرعاية الصحية الأولية. وفي الضفة الغربية، أدى 286 هجوما على الرعاية الصحية إلى منع تقديم الرعاية، بما في ذلك توفير الأدوية والمعدات الأساسية، وإغلاق المستشفيات، ومنع وصول سيارات الإسعاف.
وأشار الجهاز أن المستشفيات في قطاع غزة تعمل بما يتجاوز طاقتها بكثير حيث تعمل المستشفيات المتبقية بنسبة 359٪ من طاقتها مما يعوق جودة وسلامة الخدمات الصحية المقدمة، بسبب ارتفاع أعداد الجرحى حيث بلغ عدد الجرحى أكثر من 75,000 جريح حتى تاريخ 27 اذار. كما أدى العدوان إلى استشهاد 489 من الطواقم الطبية وأصحاب الاختصاص وإصابة 600 آخرين، إضافة الى اعتقال أكثر من 310، وتدمير أكثر من 126 سيارة إسعاف وخروجها عن الخدمة وفقا للتقرير الصادر عن وزارة الصحة في قطاع غزة حتى 04 نيسان.
هذا وهنالك ما يقارب 350,000 مريض مصابون بأمراض مزمنة في قطاع غزة حرموا من تلقي الرعاية الصحية اللازمة منهم حوالي 71,000 مصاب بالسكري، و225,000 شخص مصاب بارتفاع ضغط الدم، و45,000 مصاب بأمراض القلب والاوعية الدموية، هذا وبالإضافة الى المصابين بأمراض السرطان والكلى وأمراض أخرى. كما يعيق نقص الأدوية الأساسية والمستلزمات والامدادات الطبية وإغلاق مرافق الرعاية الصحية بشكل مباشر من إمكانية الحصول على أدنى الخدمات الصحية للبقاء على قيد الحياة، بالإضافة لإغلاق مستشفى السرطان الوحيد المتخصص لعلاج مرضى السرطان، ومستشفى الأمراض النفسية في القطاع.
31 وفاة على الأقل بسبب سوء التغذية والجفاف بينهم 28 طفلا
وأوضح جهاز الاحصاء: يتسارع انتشار سوء التغذية بصورة مخيفة ويصل الى مستويات مدمرة في قطاع غزة نظرا للمستويات الشديدة من انعدام الأمن الغذائي وتفشي الامراض الناتجة عن العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من تشرين الأول عام 2023، حيث عمد الاحتلال الإسرائيلي الى اغلاق كافة المعابر المؤدية للقطاع ومنع شاحنات المساعدات من الدخول للقطاع وبالذات الى محافظتي غزة وشمال غزة. ووفقا لدراسة أجرتها اليونيسيف مع مجموعة من الشركاء في شهر شباط الماضي تبين أن حوالي 31% من الأطفال دون عمر السنتين في شمال غزة يعانون من سوء التغذية الحاد، وقد تضاعفت هذه النسبة خلال شهر واحد فقط حيث كانت في شهر كانون الثاني حوالي 16%. بينما ارتفعت النسبة بين الأطفال دون الخامسة من 13% إلى 25% خلال الفترة كانون الثاني- شباط في شمال قطاع غزة، كما أظهرت الدراسة أن حوالي 5% من الأطفال دون السنتين يعانون من الهزال الحاد في شمال قطاع غزة، وهو يعد أخطر أشكال سوء التغذية حيث يضع الأطفال في أعلى مخاطر العواقب الطبية والوفاة ما لم يتلقوا تغذية علاجية عاجلة. وقبل العدوان على قطاع غزة بلغت نسبة الهزال بين الأطفال دون السنتين 0.6% وفقا للمسح الفلسطيني العنقودي متعدد المؤشرات 2019-2020.
أما في محافظتي رفح وخانيونس اللتان تحظيا بفرص أكبر لوصول المساعدات فقد بلغت نسب سوء التغذية فيهما إلى حوالي 10% و28% على التوالي بين الأطفال دون السنتين.
وأظهر تقرير "التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي" (IPC)، الذي أعدته مؤسسات تابعة للأمم المتحدة أن حوالي 2,13 مليون شخص في قطاع غزة يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد المصنّف في المرحلة 3 أو أعلى (أزمة أو أسوأ) بين 15 شباط و15 آذار، وما يقارب 677,000 شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الكارثي (المرحلة 5).
كما أشار التقرير أنه من المتوقع وفقا للتقديرات أن يعاني 1.1 مليون شخص في قطاع غزة أي حوالي نصف سكان قطاع غزة من انعدام الأمن الغذائي الكارثي، وأن المجاعة وشيكة في شمال قطاع غزة والمحافظات التابعة ومن المتوقع أن تحدث في الفترة بين الوقت الراهن وشهر أيار.
أكثر من 90% من الأطفال دون الخامسة أصيبوا بمرض معدي واحد على الأقل
وقال جهاز الاحصاء: تدهورت الأوضاع في جميع أنحاء قطاع غزة بسبب انهيار الأنظمة، ويُعزى زيادة انتشار الأمراض المعدية والأوبئة إلى الاكتظاظ في أماكن النزوح، ومحدودية الوصول إلى المياه النظيفة وعدم كفاية المياه، وسوء الصرف الصحي، وانخفاض التنوع الغذائي، والافتقار إلى إمدادات النظافة الصحية الأساسية، وتعطل برامج اللقاحات للأمراض التي يمكن الوقاية منها، وتعطل نظام الرعاية الصحية بسبب العدوان الاسرائيلي.
في دراسة لليونيسيف حول الوضع التغذوي في قطاع غزة في ظل العدوان الاسرائيلي تم إعدادها في شهر شباط تبين أن أكثر من 90% من الأطفال دون الخامسة قد أصيبوا بمرض معدي واحد على الأقل خلال الأسبوعين السابقين للمسح. وفي ذات السياق أشارت تقارير منظمة الصحة العالمية لتسجيل أكثر من 640,000 إصابة بالتهابات الجهاز التنفسي الحادة، وما يقارب 346,000 إصابة بالإسهال منها 105,635 بين الأطفال دون سن الخامسة. علاوة على ذلك، تم رصد إشارات إضافية لأوبئة مثل اليرقان وجدري الماء والأمراض الجلدية. هذا وقد أشارت وزارة الصحة في قطاع غزة في تقرير سابق صدر في شهر آذار أنه تم تسجيل أكثر من 31,348 حالة عدوى التهاب الكبد الوبائي "A".
ارتفاع حالات الإجهاض والولادات المبكرة
وبين الجهاز: أكثر من 540,000 امرأة في سن الإنجاب في قطاع غزة ويقدر أن أكثر من 5000 ولادة تتم شهريا. ووفقا لبيانات المسح الفلسطيني متعدد المؤشرات 2019-2020 فإن حوالي ربع الولادات في قطاع غزة تتم عن طريق العمليات القيصرية وفي ظل عدم القدرة على الحصول على الرعاية الصحية، بما في ذلك خدمات الصحة الإنجابية واجراء العمليات دون إمدادات طبية أساسية أو تخدير ومن دون أي رعاية ما بعد الولادة تتعرض حياة النساء الحوامل للخطر وتزيد فرص تعرضهن لمضاعفات أثناء الحمل او الولادة مما قد يؤدي الى ارتفاع في وفيات الأمهات. كما وأشارت تقارير وزارة الصحة في قطاع غزة إلى تسجيل مئات حالات الاجهاض والولادة المبكرة نتيجة الذعر والهروب القسري. ومن زاوية أخرى، فإن تزايد انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية المنتشر بين سكان قطاع غزة يحول دون قدرة الأمهات على تناول التغذية المناسبة وإرضاع أطفالهن حديثي الولادة. كما أن الوصول إلى المياه النظيفة ومرافق الصرف الصحي ومنتجات النظافة المحدودة يسهم في تعريض النساء والأطفال للأمراض المختلفة ويهدد حياتهم.