افتتح الجهاز المركز للإحصاء الفلسطيني في مدينة البيرة، اليوم الثلاثاء، المؤتمر الدولي واحتفالية يوم الاحصاء العالمي، وذلك بالتعاون مع الرابطة الدولية للإحصاءات.
يأتي ذلك لمناسبة اليوم العالمي للإحصاء، الذي يقام هذا العام تحت عنوان:' بيانات أفضل من أجل حياة أفضل'، بحضور وفود عربية ودولية من مختلف دوائر وأجهزة الاحصاءات في العالم.
ورحب رئيس الوزراء ممثل رئيس دولة فلسطين في المؤتمر الدولي والاحتفالية رامي الحمد الله، بضيف فلسطين، وتحدث عن معاناة شعبنا جراء الاعتداءات الوحشية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنوه، حيث قتلت إسرائيل 45 فلسطينيا منذ عشرة أطفال، بينهم 10 أطفال منهم الطفلة رهف التي لم تتجاوز ثلاثة أعوام.
وقال إن الاحتلال العسكري الإسرائيلي وحكومة الاحتلال 'تتحملان مسؤولية استمرار هذه الاعتداءات اليومية واعمال التنكيل ضد شعبنا الأعزل وخاصة الأطفال منهم ويتركوهم ينزفون حتى الموت، وأن الانتهاكات والجرائم المتواصلة ضد شعبنا وفي مقدمتها حقه في الحياة لن تثني شعبنا عن تطوير مؤسساته ومواصلة النضال من أجل تحقيق حلمه بالحرية والاستقلال'.
وأضاف: أتواجد اليوم بين نخبة من الإحصائيين والمثقفين الدوليين والعرب وأنقل لكم تحيات السيد الرئيس محمود عباٍس... يكتسب مؤتمر الاحصاء الدولي أهمية مضاعفة في بلادنا، فنحن رواد في مجال المؤسسة وبناء مؤسسات الدولة، وتعقد أعمال هذا المؤتمر تحت مظلة الرابطة الدولية للاحصاءات مع ترأس فلسطين لها كأول دولة عربية تتولى هذا المنصب، ففلسطين تعول على البيانات الاحصائية الدقيقة لتحديد توجهاتنا وتلمس احتياجات مواطنينا وبلورة أوليات التدخل الحكومية، وقد تركز كل الجهد لجعل عمل الجهاز المركزي للاحصاء في إطار خطة شاملة لتعزيز قدرة مؤسساتنا المختلفة.
وقال إن جهاز الاحصاء المركزي استطاع أن يؤسس نظام احصائي وطني شامل وموحد يوفر الاحصائيات ذات المصداقية، ونجح في التميز عالميا وفي وضع فلسطين على الخارطة الاحصائية الدولية.
من جهتها، قالت رئيس الجهاز المركزي للاحصاء الفلسطيني علا عوض، في كلمتها التي كانت عبارة عن قصة بعنوان: 'ماذا يميز فلسطين بالأرقام؟'، إن الحدث 'هام مميز ويحمل رسائل عديدة، فهو ينظم احتفالا باليوم العالمي للإحصاء وتسلم فلسطين رئاسة الرابطة الدولية للاحصاءات، كما أنه مميز بحضور الأشقاء من الدول العربية والأجنبية، التي ستبقى مشاركتهم محط تقدير واحترام لنا'.
وقدمت عوض قصة من عشرة فصول تعكس 'الواقع الفلسطيني المليء بالافراح والأحزان والقصة، وقالت إن أول فصول تلك القصة هي المرأة الفلسطينية، ربة البيت، فالمرأة هي نصف المجتمع، وأكثر من ثلث العاملين في قطاع الزراعة هن نساء، والمرأة الفلسطينية رغم كل الاعباء متعلمة ومثقفة 94% من النساء يقرأن ويكتبن، وخمس أعضاء الهيئات المحلية هن من النساء.'
وتحدثت عوض عن أن المجتمع الفلسطيني هو مجتمع فتي، حوال 7 من كل عشرة أفراد دون عمر 30 عاما، وثلث سكان فلسطين من الشباب، 'فالمستقبل واعد رغم التحديات الكثيرة والعديدة'.
كما تحدثت عوض عن التعليم في فلسطين خصوصا تعليم البنات 'لأن تربية وتعليم البنت واجب ديني وأخلاقي، لكن رغم ذلك يوجد تحديات كبيرة تواجه الطفل والطالب الجامعي، رغم ذلك نشير أن نسبة الأمية في فلسطين لا تتجاوز 4%، وبالنسبة للتعليم العالي 13 من كل 100 فرد يحملون شهادة البكالوريوس فأعلى'.
وتطرقت عوض إلى أن الأرض الفلسطينية أرض زراعية، وتشير الإحصاءات إلى أن عدد أشجار الزيتون هي ضعف عدد السكان في فلسطين، وفلسطين تصدر الزيت والزيتون والحجر والرخام ومعظم أنواع الخضار والفواكه وإجمالي الصادرات يقترب من 100 مليون دولار رغم القيود.
إلى ذلك أكدت عوض أن الاحتلال يسيطر على أغلب المياه في فلسطين وما يستخدمه الفرد الفلسطيني هو نصف الكمية الموصى بها عالميا، وحصة الفرد الإسرائيلي أكثر ب3 مرات من حصة الفرد الفلسطيني.
ولفتت عوض نظر الحضور من مختلف أرجاء فلسطين إلى قضية اللاجئين الذين يعيشون أمل العودة إلى بيتهم رغم مرور 67 عاما على النكبة، و4 من كل 10 مواطنين يقيمون داخل فلسطين هم لاجئون.
وتحدثت عوض عن قطاع غزة التي شهدت 4 حروب مدمرة مؤخرا، وهي من أعلى المناطق كثافة سكانية حوالي 5 آلاف فرد في الكيلو متر المربح الواحد، كما تحدثت عن الاسرى في سجون الاحتلال مشيرة إلى 6500 موجودون في سجون الاحتلال وتسجيل مليون حالة اعتقال منذ 1967.
وتطرقت إلى سيطرة الاحتلال على 40% من مساحة فلسطين تحت الاحتلال، وعن 600 ألف مستوطن في فلسطين نصفهم في القدس، والاستيطان يستهدف الأرض والانسان وهو في تزايد مستمر.
وتطرقت في الفصل الأخير من قصتها إلى جدار الفصل العنصري الذي يلتهم 12% من مساحة الضفة الغربية نصفها زراعية ويبلغ طول جدار الضم والتوسع حوال 770 كلم، وأكبر سجن جماعي هو مدينة قلقيلية التي يقطنها 51 ألف فرد، وحوالي 60% من مساحة الضفة الغربية هي مناطق 'ج'.
إلى ذلك، قال رئيس شعبة الاحصاء في الاسكوا يوراي ريتشان، إنه سعيد للمشاركة في فلسطين بهذا اليوم، وأن المشاركة تؤكد جودة الاحصاء الرسمي الفلسطيني، مضيفا 'من خلال مشاهدتي للبرامج التي تستخدم في فلسطين لتعداد السكان وتحليل المعلومات يؤكد أن فلسطين مميزة في الاحصاءات الرسمية، والاحصاء الفلسطيني عمل على تطوير تقنياته وأساليبه وتصميماته ويوجد ما يحتاج للتطور رغم التطورات التي حصلت، وهو يأتي كثمرة لخبرة وتجربة على مدار سنوات طويلة، ويتم ذلك بناء على مبادئ موثوقة ومعتمدة وفق المعايير الدولية'.
وقال إن المعلومات التي يقدمها الاحصاء الفلسطيني تسهم في تطوير المجتمع الفلسطيني وتوجيه صانعي القرار للمجالات الصادقة والحقيقية لخدمة أبناء الشعب الفلسطيني وتوجيه المجتمع الفلسطيني للطرق التي تقوده إلى التطور والرفعة.
وبين أن الاحصاءات الرسمية الفلسطينية تمثل 'نجاحا باهرا وهي مثال على النجاح في كيفية بناء المؤسسة وهي جزء من مؤسسات الدولة الفلسطينية القادمة، وهي طريق فلسطين للمؤسسات الدولية العالمية في مجال الاحصاء'.
إلى ذلك، نقلت هدى أبو الليل ممثلة جامعة الدول العربية، في المؤتمر الدولي والاحتفالية، تحيات أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي وتمنياته بالنجاح والتوفيق للمؤتمر والاحتفالية.
وأضافت 'نحتفل في فلسطين باليوم العالمي للإحصاء، وذلك تكريما لفلسطين لما بلغت به من مكان مرموق في هذا المجال وفاقت دول كبرى في هذا المجال، وهي اليوم ترأس الرابطة الدولية للإحصاء وتفتح أمام الدول العربية آفاق لتطوير قدراتها، والتجربة الفلسطينية تعطي مثالا أن بإمكان كل الدول العربية أن تلاحق التطورات وتنجح مهما كانت الصعوبات والتحديات'.
وقالت إن سر النجاح الفلسطيني 'هو أن شعب فلسطين ألف التعايش مع الصعاب واعتاد على التحدي والصمود والنجاح، فجهاز الاحصاء الفلسطيني الذي ولد فتيا وقويا لا يزال يزداد فتوة وقوة، وهو جزء هام من أنشطة العمل الاحصائي في جامعة الدول العربية'.
وكان افتتح الاحتفال بفيلم ترويجي للرابطة الدولية للإحصاءات الرسمية، بصبغة رسمية.