شبكة وتر- انطلقت اليوم الاثنين، أعمال قمة المناخ في العاصمة الفرنسية باريس، بحضور نحو 150 رئيس دولة.
وتأتي هذه القمة بعد سنة حافلة بالتغيرات والأحداث المناخية التي عصفت بكل دول العالم دون استثناء، فحسب الوكالة الأمريكية للعلوم المناخية تعتبر سنة 2015 هي الأشد حرًا منذ بداية التسجيلات المناخية سنة 1856، حيث وقع تسجيل درجة حرارة قياسية في إيران في حدود 74 درجة مئوية.
ويرجع علماء اختلال التوازن المناخي بالأساس إلى ارتفاع نسبة غازات الدفيئة ( CO2،CH4،NOX) في تركيبة الغلاف الجوي والتي تسهم في إضطراب ظاهرة الإنحباس الحراري. وتأتي هذه الانبعاثات بالأساس من الأنشطة الصناعية والزراعية المكثفة، فظاهرة الانحباس الحراري هي ظاهرة طبيعية تسهم في توزيع وتعديل درجة الحرارة على سطح الأرض، وبفضلها تحتفظ الأرض بمعدل درجة حرارة تقدر بـ 15 درجة مئوية ولولاها تنخفض درجة حرارة الأرض إلى ما دون 18- درجة مئوية.
وخلص علماء إلى أن تغيّر المناخ يهدد بزوال البشرية، كما قال منشور باباوي اختص بهذا الموضوع، نُشر الشهر الماضي، وأكد على الخطر الذي يحيق "بوطننا المشترك"، معتبرًا أن "علامات يوم القيامة لم يعد من الممكن مقابلتها بالسخرية أو بالازدراء"، ولكن وعلى اعتبار أن تنبؤات نهاية العالم غالبًا ما يتم إطلاقها من قِبل الجماعات الدينية، ما مدى خطورة هذا الادعاء.
ويقول العلماء: إذا لم نتمكن من الاتفاق على اتخاذ إجراءات حاسمة فورية؛ فالتغيّرات الجارية على كيفية توزع مياه البحر في المحيط الأطلسي، ذوبان الأنهار الجليدية في غرينلاند والقطب الجنوبي، وارتفاع منسوب مياه البحر، جميعها ظواهر نتجت عن التقاعس عن العمل، والسيناريوهات الكارثية التي قد تنجم عن هذه الظواهر، تشكل تحديًا كبيرًا أمام العلماء والخبراء الاقتصاديين على حد سواء.
دول العالم خلال هذه القمة تبدأ محاولة طموحة لوقف ارتفاع درجات حرارة الأرض وقد حثوا بعضهم البعض على إيجاد صيغة مشتركة خلال أسبوعين من المفاوضات بهدف الحد من اعتماد الاقتصاد العالمي على الوقود الأحفوري.
وأدت تحذيرات من علماء المناخ ومطالب بتقدم كبير في مصادر أنظف للطاقة مثل الطاقة الشمسية إلى زيادة الضغوط لخفض انبعاثات الكربون التي يُنحى باللوم عليها في ارتفاع درجة حرارة الأرض.
وفي غضون ذلك، أعلن البيت الأبيض الأميركي، أن 20 دولة بينها الولايات المتحدة وفرنسا ستتعهد في مؤتمر باريس بمضاعفة استثماراتها في مصادر الطاقة "النظيفة".
ونقلت وكالة "فرانس برس" عن الرئاسة الأميركية في بيان لها: "إن 20 دولة "تمثل 80% من الموازنة العالمية المخصصة للبحث والتطوير في مجال مصادر الطاقة النظيفة" ستطلق في مؤتمر باريس "مهمة الابتكار" التي تقوم على مضاعفة استثماراتها في هذا المجال خلال 5 سنوات.
وأضاف البيان أن هذه الأموال الإضافية ستتيح تطوير "تكنولوجيات جديدة سترسم للطاقة مستقبلا يجمع بين النظافة والسعر المعقول والأمان".
وأكدت واشنطن ان عددا من كبار الدول المستهلكة للطاقة مثل الصين والهند والبرازيل ستوقع على هذا التعهد الذي سيتيح تسريع الابتكار الذي يعتبر "عاملا أساسيا لتحقيق هدف أن لا يتعدى ارتفاع حرارة الكوكب درجتين مئويتين" بالمقارنة مع ما كانت عليه قبل الثورة الصناعية.
ويتوقع أن يصل إلى باريس ما بين 40 ألف و45 ألف شخصا، بينهم 150 رئيس دولة وحكومة للمشاركة في اليوم الأول للقمة التي تعد المؤتمر الأكبر في تاريخ المفاوضات المناخية.
وينتظر تدفق 40 ألف شخص على الأقل يوميا. فهناك حوالى 10 آلاف مندوب من 195 دولة و14 ألف ممثل للمجتمع المدني و"مراقبون" في المفاوضات و 3 آلاف صحافي معتمد. كما سيرافق 2000 شخص إضافي رؤساء الدول.
إجراءات امنية
ونشرت فرنسا 2800 شرطي ودركي للإشراف على الأمن في الموقع نفسه. وحوالي ثمانية آلاف عنصر من القوات الأمنية على الحدود للمراقبة. والأماكن التي ستضم المؤتمر تقع تحت مسؤولية حراس من الأمم المتحدة. وستتم تعبئة مئة من هؤلاء الحرس وحوالي 300 عنصر أمني خاص.