راديو أورينت- كتب خضر برهم- عندما ذهبت لمشاهدة مسرحية الناطور لمسرح الطنطورة كنت اريد ان ارى ماذا يحمل هذا العرض ؟؟ وهل صحيح انه يقدم حل ويعالج القضية “قضية العودة” كما قال لي في ذات الصباح وخلال لقاء اذاعي نضال الخطيب الممثل في العرض ومؤسس مسرح الطنطورة.
شاشة توسطت مسرح المركز الروسي للثقافة والعلوم، وعند انطلاق العرض بدات تعرض صور لمدن فلسطين، قبل ان نشاهد الناطور وهو يخرج من الشاشة في تقنية جميلة اشاهدها لاول مرة في عرض مسرحي وكنت اتمنى ان تنفذ بدقة اكبر خلال المسرحية.
الدقة كانت في المشهد الاول فقط، لان باقي المشاهد التي يتنقل فيها الناطور في المدن الفلسطينية عائدا للمسرح كانت تفتقر للدقة وتتاخر بثواني قبل ان يصل الناطور للمدينة او بالعكس وهذا من المفترض ان لا يحدث في عرض قيل لي انه عُرض اكثر من ٧٠٠ مرة ولكنها تبقى واحدة من التفاصيل التي لم تكن جوهرية في العرض.
المسرحية تحمل رسالة مهمة للغاية ولكنها ضاعت في التفاصيل وبعض “الافيهات” التي اضحت مستهلكة، الرسالة بان تنقل الحاضرين الى حيفا ويافا وقصة العودة كانت تستحق ان تعرض بسياق مختلف، النص كان بحاجة ان يكون مدعم اكثر من كل النواحي كنت بحاجة ان اشعر بالحكاية اكثر، ان انتقل رسميا من بيت لحم لازور كل هذه المدن التي جابها العرض، وان اخرج من الشعور العام بانني اُلقن درساً عن المدن الفلسطينية.
اما الممثلين فقد كانا يستعملان نفس الاسلوب طول مدة العرض، نغمة واحدة لصوتهم الذي كان في بعض الاحيان حاداً ويحتاج في احيان اخرى الى بعض الاحساس للحديث عن قضية تمس كل الحاضرين وربما السبب اعتمادهم على النص بشكل كبير فكان الامر متعب لنا. وفي بعض المشاهد كانت الاغاني في العرض غير واضحة وكنت احتاج ان اركز بشكل كبير، لان الصوت في القاعة لم يكن بذاك القدر من الجودة، ولا ادري من السبب هل هي القاعة ام ان الاغاني المرافقة للعرض لم تكن ذات جودة عالية.
صحيح ان المسرحية كانت تحمل هدفاً ولكنها كانت بحاجة اكبر لان تكون اكثر تنظيماً وان تنقل الرسالة بطريقة مختلفة عما شاهدته البارحة، لعل الناطور ضل طريقه وعليه ان يعود من الطريق الاقصر.
الصورة بعدسة مجموعة باور