راديو اورنيت-حذر النائب الاسرائيلي من حزب الليكود "نافا بوكير" من انباء تردد حول صفقة تقضي بوقف اقتحامات جيش الاحتلال لمناطق A بالضفة وتسليمها للامن الفلسطيني بناء على اجتماعات عقدت مؤخراً بين الجانبين.
وقال بوكير "انه ليس هناك حاجة لرأي خبراء امنيين لادراك ان الجيش الاسرائيلي هو افضل من يحمي أمن الاسرائيليين. وقد سمعنا عن توصيات بهذا الاتجاه، لكننا نتذكر جميعاً عواقب ما حصل بعد الانسحاب (من غزة) عام 2005".
واضاف ان "اي شخص لديه حس سليم يدرك ان الانسحاب من هذه المناطق سوف يعزز الارهاب. انا اعارض بشدة هذه الخطوة. فهذا خطأ فادح سوف يعيدنا الى ايام عندما كانت الحافلات تنفجر في شوارعنا".
والمنطقة المصنفة A يفترض ان تكون خاضعه نظرياً -وفق اتفاق اوسلو- لسيادة امنية وادارية فلسطينية كاملة لكن اسرائيل تقتحمها بشكل يومي دون اي اعتبار للاتفاقيات الموقعة.
ومؤخراً طالب الجانب الفلسطيني اسرائيل بوقف عملياته في هذه المناطق مهدداً في رسالة الى حكومة الاحتلال بوقف التنسيق الامني اذا استمر الوضع الراهن على ما هو عليه.
ورغم أن مسؤولين في جيش الاحتلال بل ووزير الجيش موشيه يعلون ذاته، قد أوصوا بهذه الخطوة، يتضح الآن أنّ الشاباك، يعارض هو الاخر هذه الخطوة.
ووفقا لما نُشر في صحيفة "هآرتس"، الاثنين، فقد أرسل الشاباك مؤخراً إلى رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ووزير الجيش يعلون وإلى أصحاب المناصب الآخرين في المنظومة الأمنية وثيقة سرية، تشتمل على آراء سلبية بخصوص المحادثات.
فوفقا للوثيقة، يتحفّظ الشاباك من هذه الخطوة ويقول إن التفاهمات في الموضوع مع الفلسطينيين قد تؤدي إلى تقييدات سياسية والتي قد تؤدي بدورها إلى تقييد يد الجيش الإسرائيلي في المدن الفلسطينية بالضفة الغربية وستصعّب منع العمليات.
وكما ذُكر آنفًا، فإنّ موقف الجيش ووزيره معاكس وهم يعتقدون أنّ هذه الخطوة لن تضرّ بقدرة إسرائيل على منع العمليات وأنّ الأجهزة الأمنية الفلسطينية يمكنها أن تقوم بجزء كبير من العمليات التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي اليوم.
وذكر التقرير أنّ المخطط الذي يُناقش في المحادثات الآن يشتمل على تقليص عمليات الجيش الإسرائيلي في المدن الفلسطينية في الضفة على مدى فترة تجريبية يتم فيها نقل مسؤوليات أخرى إلى الأجهزة الأمنية الفلسطينية.
وفقا للتقارير في وسائل الإعلام المحلية والعربية، فقد جرى الاحد لقاء آخر بين فريق المفاوضات الإسرائيلي - منسق العمليات في الأراضي الفلسطينية يوآف مردخاي وقائد المنطقة الوسطى روني نوما - والفريق الفلسطيني، والذي من بين أعضائه وزير الشؤون المدنية حسين الشيخ ورئيس المخابرات العامة ماجد فرج.
ومع ذلك، فإنّ الرأي السلبي الذي تم التعبير عنه، بالإضافة إلى معارضة بعض وزراء المجلس الوزاري الإسرائيلي المُصغّر للشؤون السياسية والأمنية لهذه الخطوة، قد يمنعا الخطوة أو على الأقل يتسببا بضرر كبير لسير المحادثات بين الجانبَين.