كايد معاري
مدير مركز شاهد
لم يعد الشعب الفلسطيني يلقي بالا للمبادرات السياسية كما كان قبل عشرة اعوام على الأقل، نتيجة خيبات الأمل المتلاحقة، وفشلها في تحقيق تطلعاته، عطفا على قناعة الشارع الفلسطيني بكون المبادرات عبارة عن طوق نجاة لإسرائيل المحاصرة سياسيا وأخلاقيا.
وما إقتصار تداول المبادرة أو الأفكار الفرنسية مؤخرا على لسان الرئيس محمود عباس والمطبخ السياسي يعد مؤشرا قويا على ذلك.
إن العناوين المطروحة حول المبادرة الفرنسية لا تحمل الكثير من المعلومات و التفاصيل التي تتعلق بطبيعة هذه المبادرة وما تحمله من أفكار، ويجعلها عبارة عن طيف أو ظل مبادرة، تعبر عن واقع الدور الفرنسي التاريخي تجاه حل الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي
مرت السياسة الخارجية الفرنسية تجاه القضية الفلسطينية بثلاث مراحل، إتمست أولا بالدعم المطلق لدولة الإحتلال ودعمها بالمال والسلاح والسياسة، حتى قامت ببناء مفاعل ديمونا.
مجيء ديغول وفر فرصا جيدة للتعاون الفرنسي العربي، وتراجعا ملموسا على العلاقة مع دولة الإحتلال، كان من أبرز نتائجها إستثناء فرنسا من قرار قطع الإمداد النفطي عن الغرب، خلال حرب إكتوبر.
وشهدت السياسة الخارجية الفرنسية بعد ديغول، محاولات فرنسية دؤوبة، للتمايز عن المواقف البريطانية، والأمريكية تجاه القضية الفلسطينية لكنها حافظت على الأسس ذاتها في التعاطي مع الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي ( الأمن لإسرائيل، والشرعية الدولية للفلسطينيين).
ويتجلى الدور الفرنسي هذه المرة بالمبادرة الفرنسية التي تتميز بمجيئها في وقت حرج تعيش فيه العملية السلمية، صعد فيها الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي إلى أعلى الشجرة، واستنكفت الولايات المتحدة الأمريكية عن منحهم فرصة النزول عنها.
عطفا على عودة لفعالية الدب الروسي في شرق اوسط ملتهب، وارتباك خليجي مصري، ودور أردني خجول، وأخيرا الهبة الشعبية الفلسطينية التي عادت وسلطت الضوء على الأزمة الحقيقية في المنطقة المتمثلة بالصراع الفلسطيني- الإسرائيلي.
ماذا تحمل المبادرة الفرنسية؟ ولماذا لا تصرح فرنسا أو فلسطين أو اسرائيل عنها؟ وما الموقف الأمريكي والأوروبي منها ؟ وماذا لو فشلت ؟.
أسئلة كثيرة يجيب عليها القنصل الفرنسي العام في القدس هيرفي ماجرو، في لقاء تفاعلي ينظمة مركز شاهد لحقوق المواطن والتنمية المجتمعية، في مدينة رام الله يوم الأربعاء 11/5/2016، الساعة الرابعة عصرا بفندق البيوتي إن.