أزمة طلاب الثانوية العامة مع انقطاع التيار الكهربائي في قطاع غزة ليست بالجديدة، فسبقهم في ذات المعاناة 10 أجيال، امتدت معاناتهم لعشر سنوات مضت، وهي العمر الزمني للحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة.
وعلى وقع الشموع وأضواء "الليدات" أكمل الطلاب المراجعة النهائية لمادة التربية الدينية، حيث اشترك جميع سكان قطاع غزة في ذات المعاناة، فمنهم من وصلتهم الكهرباء الساعة العاشرة مساء بعد انقطاع ثماني ساعات متواصلة، ومنهم من قطعت عنه الساعة العاشرة مساء بحسب جدول الكهرباء المتعارف عليه في قطاع غزة.
على خطى السابقون
وعلى غرار ما تعامل طلاب الثانوية العامة مع أزمة الكهرباء خلال العشر سنوات الماضية، سار طلاب الثانوية العامة للعام الحالي على ذات الخطى في التغلب على أزمة انقطاع الكهرباء، وإن شهدت بعض التطور عن سابق الأعوام.
حيث تطور الحال إلى وجود شبكات "ليدات" آمنة بدل الشموع التي تسببت بانكسارات كبيرة ومآسي إنسانية كبيرة لسكان قطاع غزة، إضافة إلى توفر مولدات كهرباء كبيرة لشركات خاصة، تقوم بوصل الكهرباء لساعات معينة مقابل 70 شيقل شهريا لكل واحد أمبير، غير أن مشتركيها تتراوح أعدادهم بحسب الأحوال المادية لكل عائلة.
الطالب سعيد أبو الجديان استخدم إنارة شاحن صغير له ولعدد من زملائه لإنارة المكان الذي خصصوه لدرس خصوصي مع عدد من المدرسين لتقوية مستواهم من أجل الحصول على درجات تتناسب مع تطلعات كل طالب لمستقبله.
ومع إعلان عدد من المؤسسات الخيرية والمبادرات الشبابية حملة إنارة بيوت قطاع غزة بشبكة آمنة تتكون من ليدات وبطاريات، سارع ذوو طلاب الثانوية العامة للحصول على شبكة لأبنائهم الطلاب، غير أن البطء في تنفيذ الحملة حال دون وصول الشبكة إلى عدد من الطلاب ليكملوا دراستهم على أضواء الشموع أو شواحن الإنارة الصغيرة.
وأوضح أبو الطالب محمد أبو الجديان أن أزمة انقطاع الكهرباء سببت لطلاب الثانوية العامة مخاوف وأزمات نفسية، نظرا لارتفاع درجة الحرارة بفعل حرارة الصيف وحرارة الشموع، متمنيا أن يتجنب طلاب الثانية العامة للعام المقبل مضار أزمة الكهرباء.
وفي ذات السياق أوضح الطالب صهيب عبد الرحمن أن وقت انقطاع الكهرباء شكل هاجسا له خلال الليلة الماضية التي سبقت امتحانات التربية الدينية، حيث اختار الخلود للنوم والاستيقاظ فجرا لزيادة مراجعة مادة التربية الدينية.
وطالب الطالب عبد الرحمن إيجاد حل نهائي لأزمة الكهرباء، معتبرا وقت انقطاع الكهرباء هاجس شتت انتباه الطلاب، ودفعهم للتركيز في توفير شموع وشحن البطاريات والشواحن للتجهيز لوقت انقطاع الكهرباء كما العسكري المقبل على المعركة.
وتقدم اليوم 33.273 طالب وطالبة من قطاع غزة جميعهم ذاقوا ويلات انقطاع التيار الكهربائي لامتحانات الثانوية العامة لهذا العام.
ويمر قطاع غزة في أزمة كهرباء خانقة، تزداد حدتها شيئًا فشيئًا مع دخول فصل الصيف، نتيجة لزيادة الاستهلاك، على مصادر الكهرباء الثلاث "الإسرائيلية، المصرية، محطة التوليد"، والتي تُعاني من الانقطاع المُتكرر، نتيجة للأعطال التي تُصيبها، أو توقفها لأسباب مُتعلقة بأمور سياسية.