شبكة وتر- 5 فتية كانوا في طريق العودة من مسبح قرية بيت سيرا غربي رام الله نحو قرية بيت عور التحتا القريبة حيث مسقط رأسهم، في ساعات الفجر الأولى، حين أطلق عليهم جندي إسرائيلي وابلاً من الرصاص فاستشهد محمود رأفت محمود بدران (15 عاماً) وأصيب 4 آخرين، اثنان منهم بجراح خطيرة.
عملية إعدام ميدانية لفتى في الـ15 من عمره، عاد برفقة عائلته إلى أرض الوطن فقط منذ 4 سنين، حيث كانت العائلة تقطن في المملكة السعودية، ووالده يعمل سفيراً في وزارة الخارجية الفلسطينية، وهو أسير محرر أمضى 18 عاماً في سجون الاحتلال.
داوود عصام، أحد الجرحى في اطلاق النار والذي وصفت اصابته بالطفيفة، روى ما جرى لهم، حين انقلبت حفلة استقبال لشابين قدما منذ يومين فقط من قطر إلى مشهد دام، خلف شهيد وأربعة جرحى، بينهم شقيقان أصيبا بجراح خطيرة، وهما اللذان يزوران فلسطين قادمين من قطر.
عند الواحدة والنصف فجراً، كان الفتية الخمسة عائدين بمركبة مستأجرة نحو قرية بيت عور، بعد أن استجموا وسهروا في مسبح في قرية بيت سيرا، وفي طريق العودة، بوغتوا بإطلاق الرصاص من ضابط يرتدي ملابس سوداء، ترجل من سيارة مدنية من نوع تويوتا بيضاء اللون، يرجح الأهالي أن يكون ضابطاً في مخابرات الاحتلال.
فجأة وبينما كان الفتية يمرحون داخل السيارة، برفقة أحد الشبان الذي يقود السيارة، فوجئوا بإطلاق كثيف للرصاص من على الشارع الاستيطاني الذي يعلو الشارع الفلسطيني، ما أدى إلى وقوع الإصابات في صفوف الشبان.
هرب داوود عصام وشاب جريح آخر من المكان، وتوريا تحت الجسر الذي يمر منه السكان بين القرى المجاورة، ليبتعدوا عن صليات الرصاص، في حين أصيب شقيقان بجراح بالغة الخطورة.
قوات الاحتلال التي وصلت إلى المكان، حطمت المركبة، قبل أن تصادرها لاحقاً، وبدت الدماء في المكان، فالسيارة التي أصيب الفتية داخلها، ارتطمت في حاجز مقابل للنفق، جراء إصابة السائق ومن معه.
مركبة أخرى تابعة للعائلة كانت تسير على بعد عدة أمتار فقط من السيارة المصابة، وكان فيها والد ووالدة الجريحين القادمين من قطر، والذين فوجئوا من الجريمة التي وقعت أمام أعينهم.
جريمة إعدام جديدة نفذها جندي إسرائيلي، ومن ثم كان الادعاء بأن جنود الاحتلال أطلقوا الرصاص على شبان ألقوا الحجارة والزجاجات الحارقة على سيارات المستوطنين.
إعلام الاحتلال مباشرة صدر رواية الجيش، بأن شباناً ألقوا الحجارة على سيارات المستوطنين على الشارع 443، وهو البعيد عن مكان وقوع عملية إطلاق النار على الفتية، وقالوا إن مستوطنين أصيبا جراء رشق الحجارة.
ويضيف الإعلام العبري، أن جنود الاحتلال أطلقوا النار على الشبان ملقي الحجارة، علماً أن الفتية الخمسة كانوا وأصيبوا داخل سيارة، وليس قرب الشارع الاستيطاني.
وبعد ساعات قليلة فقط، عاد جيش الاحتلال واعترف أن قتل الطفل محمود بدران عن طريق الخطأ، وأنه أعدم دون أن تكون له أي علاقة بعمليات إلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة.
فيما قال موقع "يديعوت أحرونوت" الالكتروني نقلاً عن تحقيقات قوات الاحتلال أن الطفل كان يسافر اليوم الثلاثاء بسيارة بالقرب من بقع زيت والحجارة، فاعتقد الجنود أن الزيت سكب من السيارة التي كان يستقلها الطفل عمداً بهدف التسبب بزحلقة السيارات وخروجها عن مسارها فهاجموا السيارة وقتلوا الطفل بداخلها.
ورغم أنه قتل بالخطأ، واعترف الاحتلال بذلك، إلا أن سلطات الاحتلال لا تزال تحتجز جثمان الشهيد، ولم تعط موعداً لتاريخ تسليمه.